صفحة الكاتب : إيزابيل بنيامين ماما اشوري

ريش الملائكة
إيزابيل بنيامين ماما اشوري

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
في متحف الفاتيكان تجد أشياء غريبة جدا يزعم الفاتيكان أنه احتفظ بها منذ آلاف السنين ، ولربما يكون هذا صحيحا . ومن بين هذه الاشياء المقدسة جدا والتي لا يستطيع الزائر أن يراها إلا من على بعد أمتار وقد وضعت في صندوق زجاجي مملوء بالغاز الخامل حتى لا تتفسخ أو تعتريها عوامل الزمن . من بين مقتنيات المتحف . ((رداء ترير)) المقدس وهو قميص المسيح الذي أعدم به . وكذلك ((كفن تورينو)) وهو الكفن الذي لُف به جسد يسوع . وثلاث قطع من أحجار ((الأوريم و التميم )) وهي ثلاث احجار مقدسة لتقرير مصير أي مشروع و ((مروحة الكروبيم)) وهي مصنوعة من رئيس الملائكة جبرئيل. وهكذا تطالعك في هذا المتحف أشياء قد يعتقد البعض انها خرافية ، ولكن جميع العالم المسيحي برمته بمثقفية وعلمانييه ومؤمنيه يقفون بكل خشوع واحترام امام هذه المقتنيات التي يعتبرونها جزء متمم لتاريخهم الديني العريق . 
ومع أن اكبر المختبرات الأمريكية واشهرها اثبتت لدى تحليلها ((لكفن تورينو)) بأنه يعود لزمن قريب لربما العصور الوسطى . إلا أن بابا الفاتيكان اعلى رأس في الكنيسة الكاثوليكية الرومانية قال : نحن نقف بخشوع امام كفن تورينوا ونتعبد له بكل قدسية. 
ولكن المشكلة تكمن في العالم العربي والإسلامي. فهؤلاء مع الاسف الشديد مولعين وبشكل غريب في تسخيف تاريخهم والتقليل من شأنه وسحبوا صراعهم المذهبي إلى هذا التاريخ فأخذ بعضهم يعتبر ما عند الاخر خرافات وكفر بواح يجب القضاء عليها وعلى من يعتقد بها . ومثال على ذلك طالبان التي هدمت اصنام بوذا التاريخية مع انها لا تُعبد . وكذلك السعودية التي ازالت كل المعالم التاريخية لنبيّها وأصحابه مع انهم يزعمون انهم يُحبون النبي والصحابة . واليوم في مصر يُنادي الحكم الجديد بإزالة تمثال ابو الهول وبناء دور للفقراء من احجار الاهرامات . 
لربما ادخل إلى غرف البالتاك لمراقبة حوار الاديان ولكني مع الاسف الشديد اجد أن هناك عقول حجرية تأبى أن تلين . فقد سمعت حوارا غريبا لشخص يزعم أن الشيعة يحتفظون بريش جبرئيل وانه عند أئمتهم يتوارثونه مع أن هذه الروايات موجودة جنبا إلى جنب الكثير من الروايات التي يؤمنون بها . فمثلا في كتاب طبقات الصوفية للسبكي وهو من اهل السنّة: يقول : بأن الصوفية عندهم سجادة مصنوعة من جلد الخروف الذي فدى به الرب إسماعيل من الذبح . ويزعمون أن هناك آثار قدم جبريل في مكة وشعر واظافر الرسول ونعله وسيفه وآثار قدميه في القدس على الصخرة وووو الكثير من الآثار لا بل أن الدولة التركية تضع في المتحف (نعال الامام ابو حنيفة)) والذي كانوا يستمطرون به عندما يحصل جفاف ، وفي المغرب توجد طاقية مالك بن انس لحل المشاكل . والسعودية تضع سيوف الاجداد في المتاحف وملابسهم وحتى احذيتهم، ولكن عندما تصل المسألة إلى الشيعة فإن ما عندهم خرفات يجب القضاء عليها . 
ومسألة ريش الملائكة أو ريش جبرئيل أحد هذه المسائل التي يكفر بها بعض الاطراف مع أن القرآن يذكر في آية محيرة أن ذلك ممكن فيقول في سورة طه آية 96 ((قال بصرت بما لم يبصروا به فقبضت قبضه من اثر الرسول فنبذتها )) يعني السامري اخذ لربما من تراب قدم جبرئيل أو من سقط ريشه شيئا والقاه في جوف العجل الذهبي فتحرك العجل فقال السامري لهم هذا ربكم . وتفسير القول : فقبضت قبضة من أثر الرسول . جدا جمل ولكنه طويل لم أورده هنا. 
نأتي على ريش جبريل . فمن بين مقتنيات الفاتيكان مروحة يدوية مصنوعة من ريش جبريل ـ حسب زعمهم ـ وخصائص هذه المروحة أنهم يخرجونها عند تعيين البابا الجديد للتبرك او عند حصول الازمات. ويزعمون بأن البابا اذا حركها بعصبية فإن العواصف والزلازل تحدث واشياء أخرى ومع ذلك فإن الغرب يتقبل ذلك لأنه يعتبره عامل من عوامل دعم الإيمان . ولم يُعيق ذلك الغرب برمته أن يتطور ويتقدم ويقدم للبشرية أفضل الاختراعات والمكتشفات ، ولكن المسلمين لما سفّهوا عقائدهم وسخفوا بعض ما عندهم لم ينهضوا بالمقابل ولم يُقدموا لأنفسهم سوى الضعف والتراجع . فكل شيء يؤمن به الإنسان على أنه متم للدين ولا يمس التوحيد بشيء فهو مصدر ترسيخ الايمان ولا اشكال فيه. امثال قبور الانبياء والأولياء والصالحين فهذه القبور يسترجع الزائر لها تاريخ صاحب القبر فيتأسى به ويستمد منه لربما العزيمة والثبات على المبدأ ومقارعة الظالمين . ومن هنا فإن المذاهب الحجرية الخرافية تُحاول أن تُزيل هذه الآثار لكي يصبح الناس بلا هدف فيتجهون إلى الحاكم فيُقدسونه ومثال على ذلك الحجاج بن يوسف الثقفي الذي يقول للناس في مكة عندما رآهم يطوفون بقبر النبي ومنبره ويتمسحون بهما : ((قال إنما يطوفون برمة وأعواد لو طافوا بقصر أمير المؤمنين لكان خيرا لهم)) انظرالعقد الفريد ، محمد فريد وجدي ج5 ص 49 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


إيزابيل بنيامين ماما اشوري
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2013/04/24



كتابة تعليق لموضوع : ريش الملائكة
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 

أحدث التعليقات إضافة (عدد : 3)


• (1) - كتب : إيزابيل بنيامين ماما آشوري ، في 2013/04/28 .

شكرا للاخ محمد العراقي والاخ كاتب صريح على هذه التوضيحات الجميلة . واقول . بأن في المسيحية جرى قتل كل فكر حر حاول الاصلاح وحرقه حيا مع ما انتجه من روائع ادبية تخدم البشرية والسبب لأنه يُشكل خطرا على جهات كنسية معينة . لابل أن هذه الجهة الكنيسة لاحقت حتى رفاتهم فاخرجتها من القبور واحرقتها وذرت رمادها في الهواء . كل ذلك خوفا من أيصبح هذا الفكر رمزا يقتدي به الناس فيكون خطرا عليهم . وما تعانية قبور الاولياء والصالحين وخصوصا ائمة آل بيت النبي عليه المكارم يقع على نوعين .
النوع الأول أن الخط المعادي لصاحب الرسالة لا يزال ممتد يمارس دوره وفعله تبعا لخطى اسلافه .
النوع الثاني : ان اصحاب هؤلاء القبور المقدسين يُمثلون الشرعية التي تُشكل خطرا على الغاصبين . وبما أن قبورهم قائمة فهذا يعني ان هذه القبور تُذكر الناس بسيرتهم وثوريتهم وحقهم وهذا يُشكل خطرا كبيرا على الأدعياء ، فُيحاولون ازالة هذه الاثار لكي لا تُذكر الناس بأفعال الادعياء . تحياتي

• (2) - كتب : محمد العراقي ، في 2013/04/27 .

عزيزتي الاخت ايزابيل ، هل يمكن ان يغيب عن العقل السوي ان احترام او تقديس اثار الانبياء والصالحين وقبورهم ليس الا نتاج الحب والتأثر وهو لا يؤثر على جوهر التوحيد والعقيدة ؟ لكنها لعبة اليهود الذي بحثوا عن اصول التعصب في الاديان وبخصوصا الاسلام وعملوا على تحويلها الى مذهب بل ودين داخل الدين يعمل على تمزيق المسلمين واشاعة الحروب الطائفية بينهم ، وما يحصل اليوم في سوريا والعراق ولبنان الا دليل صارخ على لعبة الصهيونية العالمية التي تنفذ على يد التطرف الوهابي الذي يعادي كل ما هو انساني في اي مكان في العالم

• (3) - كتب : كاتب صريح ، في 2013/04/25 .

الأخت ايزابيل المحترمة. احسنت فيما كتبته وهو كلام منطقي لايختلف عليه
اصحاب العقول والانصاف. وبالفعل من المؤسف ان المسلمين وخصوصا من اخوتنا ابناء العامة
يرون زيارة مراقد الأنبياء والأولياء والتبرك بآثارهم بدعة وكفرا بينما نحن الشيعة نرى في ذلك مجرد
عاطفة بشرية طبيعية وتكريما وتخليدا لذكرى هؤلاء العظماء الذين نذروا انفسهم وعوائلهم في سبيل
هدايتنا وبالتالي فأقل ما نقوم به تجاههم ان نخلد ذكراهم. ونحن حين نزور الأولياء الصالحين فاننا
نذكر الله تعالى عند مراقدهم ونستغفر ونسبح ونهلل فمن الغريب ان يعتبروا زيارتنا لهم كفرا او شركا بالله تعالى.
تحياتي وباتظار المزيد من ابداعاتك




حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net