صفحة الكاتب : د . ناهدة التميمي

الحكمة الخفية في اهمال البنية التحتية
د . ناهدة التميمي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

لاول مرة اتفق مع حكامنا ونوابنا ومسؤولينا في قرارهم الذي اثبتت الايام بانه صحيح وفي محله , في عدم اعمار العراق او البنية التحتية وترك الامور مهملة وكاننا في عصر فجر التاريخ . حقيقة في البدء عجبت كيف لايوافقون مثلا على بناء البنية التحتية ويسارعون للموافقة على منح النواب مخصصات للجرائد والقرطاسية ..

ولكن بعد مرور الايام والسنين ونحن نعاني من رجوعنا الى عصر ماقبل التاريخ حيث لاماء ولاكهرباء ولا غاز ولانفط ولابنزين ولا مجاري للمياه او الامطار ولا وسائط نقل مريحة ولا شوارع نظيفة او سالكة والزحامات تخنق الشوراع والصبات الكونكريتية تسد المنافذ ..كنا نلقي باللائمة على المسؤولين وربما نشتمهم لانهم انشغلوا بملء جيوبهم وارصدتهم وتركوا الناس تواجه مصيرا اسود اضافة الى اضطراب في الامن وانعدام في الامان 

كل ذلك شغل الناس سنوات طوال وتساءلوا لماذا ؟ واين ؟ومتى ؟ نصبح دولة مثل دول العالم حتى الثالثة منها , وهم يرون ان الصفقات فاسدة والاختلاسات مليارية والمقاولات والعقود وهمية فالشارع الواحد مثلا يمر عليه عشرون مقاولا وكل واحد منهم يهدم الجزء اليسير الذي بناه من سبقه ثم ياخذ اموال المقاولة ويهرب خارج البلاد.

غير ان هنالك شيئا اخرا ايضا حيّر الناس واعياها الا وهو ان جميع المشتركين في العملية السياسية والمحافظين واعضاء مجالس المحافظات هم من احزاب دينية وذات تقوى وتقى ولايمكن ان يكونوا بهذا السوء وهم يمثلون الاسلام وتعاليمه والصدق والعدل والامانة والناس تنتخبهم انفسهم رغم سوء الاوضاع في كل دورة انتخابية . اذاً لماذا اهمل مسؤولينا اعمار العراق والبنى التحتية بشكل يبعث على الاسى ويدمي القلب. 

اليوم ادركت الحكمة الخفية التي لم ندركها في رفضهم لاي اعمار حقيقي اذ اعلنت وكالة الزلازل الامريكية العالمية ان هنالك صفيحتين ضخمتين ستنطلقان من المياه الاقليمية الايرانية واحدة باتجاه افغانستان وباكستان والاخرى باتجاه الخليج والعراق وهما بذات قوة عظيمة قادرتان على ازالة مدن بحالها وطمرها تحت الارض. 

 ربما عرف مسؤولينا ذلك واستقرأوا الاحداث قبل حين ولذلك عطلوا اي اعمار واي بناء حقيقي للبنية التحتية .. اذ انهم يقولون لماذا نبني ونجهد انفسنا على بنايات ستهدمها الهزات الارضية المتوقعة من الصفيحتين الضخمتين عندما يضربان سواحل العراق والخليج .. ولذلك هم اخذوها من قصيرها ولم يبنوا شيئا .

هذا الشي ذكرني بسيدة بريطانية كنت اسكن عندها عندما كنت ادرس في بريطانيا . جاء حديث عن المانيا وتطورها الكبير مقارنة بدول اوربا الاخرى .. قالت السيدة منتفضة غيضا وبأسى شديد نحن السبب ( تعني الانكليز ) قلت لها كيف قالت في الحرب العالمية الثانية ضربنا المانيا بطائراتنا ودمرنا كل شي فيها ولم نبق لهم حجر على حجر .. وعندما القت الحرب اوزارها بنى الالمان مدنهم وبلدهم على احدث مايكون من العمارة والتكنولوجيا فاصبحت الاكثر تطورا في العالم ولو اننا تركنا لهم ماكان عندهم لما فكروا باعادة بنائه بهذا الشكل .. 

 ربما مسؤولينا ايضا يفكرون بنفس المنطق وهم ينتظرون ان تتهرّأ البنى التحتية حتى لايبقى منها شيء ليدخلوا الاحدث والاكثر تطورا في العالم ليطبقوه في العراق ولذلك فهم غير مستعجلين على اعمار شيء 

 وماعرفوا ان الصفيحتين ماهما الا تجارب اما نووية او بما يعرف بتقنية الكمتريل لاحداث زلازل وبراكين وتغيير الطقس الى حار او جاف او بارد او ممطر او مشرق تقوم بها اسرائيل والولايات المتحدة في بلاد العرب والمسلمين لاحداث المزيد من الدمار في بلدانهم وايضا لتجربة مقدرتهم في هذا المجال.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


د . ناهدة التميمي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2013/04/23



كتابة تعليق لموضوع : الحكمة الخفية في اهمال البنية التحتية
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net