صفحة الكاتب : جمعة عبد الله

انتخبوا المرشح الاقل فسادا
جمعة عبد الله

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
العملية الانتخابية تعتبر احتفال وعرس ومهرجان ديموقراطي , يفصح ويكشف عن رغبة الناخبين بالاختيار المنطقي والمقبول  , بارادتهم الحرة المرشحين المؤهلين لتحمل الامانة والواجب الوطني والمسؤولية , على العمل الجاد والمخلص على تحسين وتطوير البلاد بكل النواحي , وفي كل ميادين الحياة , بما يرضي الوجدان والضمير . ولكن في عراق اليوم , الذي يعيش ضمن المناخ الطائفي وعواصفه المدمرة , فان مقاييس ومعايير الاختيار , تخضع لسموم المناخ  ,  سوى شأنا ام ابينا , , فالخطاب الطائفي المتزمت والمتطرف , سيطر على مناحي الحياة العامة والسياسية , وسيطر على اسلوب التعامل السياسي لكتل النيابية وقوائمها وكياناتها الانتخابية , ان الشرخ والانقسام الذي اصاب صفوف الشعب كبير , وبات يهدد باشتعال النعرات والفتن الطائفية , وضمن هذه الاجواء الملبدة بالغيوم السامة . تجري انتخابات مجالس المحافظات , والتي ستخضع حتما للمناخ السياسي السائد على المسرح السياسي , الذي اصاب الشعب بامراضه الخبيثة والمعدية , لذا فان معايير هذه الانتخابات بعيدة كل البعد , عن مضامين ومفاهيم الديموقراطية لانتخابات التي تحمل شروط النزاهة , والتنافس الحر والشريف والعادل , والفرص المتكافئة للمرشحين بالمساواة والشفافية المتعارف عليها والمتلازمة للعملية الانتخابية الديموقراطية , وستكون بحكم هذه الظروف القاسية والقاهرة ,التي تمنع وتحرم انتخاب , من هو الاجدر والاصلح , ومن يحمل صفات الكفاءة والخبرة والهمة والقدرة في تحمل المسؤولية , بالعمل الناجح الذي يعطي ثماره على ارض الواقع , ان تسييد الخطاب الطائفي والترويج له بشكل مدروس وذكي  من قبل الكتل النيابية واطراف العملية السياسية , بهدف جني منافع ومكاسب انتخابية كبيرة , لايستهان بحجمها الواسع , لان الاعتقاد الراسخ لد ى هذه النخب المتنفذة , بانها دون المناخ الطائفي , كالسمكة خارج الماء , وانها بدون الاحتقان الطائفي , فانها ستفقد نفوذها وسمعتها ومكانتها , وان الخسارة الفادحة , ستكون اولى النتائج , ستجر اذيال الهزيمة القاسية , وستخسر مواقعها في هرم الدولة ومرافقها السياسية , وستجني على نفسها بالانتحار السياسي , بسبب فشلها وعجزها في ادارة شؤون الدولة , والدفاع عن مصالح الشعب والوطن , ونتيجة فتح الباب للفساد المالي والاداري , بضياع المليارات على مشاريع وهمية , وابتعدت كليا عن حل المشكلات والمعضلات , التي يعاني منها غالبية افراد الشعب , لذا من المنطقي والمقبول لها , ان تكون الطائفية طوق نجاة من الغرق المحتم , والطائفية تتيح لها استمرار في السلطة والمال والنفوذ والشهرة , لذا تحاول جاهدة وضع العصي والصعوبات , في اجراء انتخابات ضمن اجواء ديموقراطية من النزاهة والشفافية , او ان تكون هذه الانتخابات محطة لتخلص من الشوائب والامراض , التي اصابت العملية السياسة والمناخ السياسي , لذا يكون الناخب او بشكل ادق الاغلبية من الناخبين , ضحية الخطاب الطائفي المقيت , لذا الشيعي ينتخب الشيعي  , والسني ينتخب السني   ,لذا فان هذه الاجواء غير الصحية , وغير المؤهلة للعملية الديموقراطية  , وضمن الخضوع للمناخ السياسي السائد . يكون الاختيار المرشحين الاقل فسادا واقل لصوصية ( نص حرامي ) . ضمن الذريعة والحجة , بان السيء افضل من الاسوأ , هو الاختيار الانسب على الواقع السياسي وامراضه المزمنة , التي ابتلى بها الشعب والوطن 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


جمعة عبد الله
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2013/04/18



كتابة تعليق لموضوع : انتخبوا المرشح الاقل فسادا
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net