صفحة الكاتب : حميد الموسوي

أصواتكم ستسقط المفسدين
حميد الموسوي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

متى تعود روح المواطنة وهل ستنقضي دورة التجارب، وعسى ولعلما؟ واذا جلسنا على التل ألا نفرط بحقوق ونضيع فرصا  ؟!.

انتخابات مجالس المحافظات - وبفعل ترويج السياسيين وتصريحاتهم- اخذت تفرض وجودها على الشارع العراقي وتطغى على احاديث المواطنين وتحظى باهتمام حذر مشوب بالحيرة والشك والارتياب والتردد، اهتمام مختلف تماماً عن هموم الخدمات والبطالة والحصة التموينية التي يئس منها المواطن ووصل الى حالة القنوط وهو يقتات الصبر والوعود والحلول الترقيعية. نعم قد يربط المواطن احياناً بين سوء الخدمات وسوء اختيار المرشحين الذين صاروا ممثلين لانفسهم واحتياجاتهم ورغباتهم وتناسوا الاصوات التي اوصلتهم الى مراكز ومناصب لم يحسنوا ادارتها، ونعمة لم يشكروا الله عليها أو يؤدوا حقوقها او يدفعوا ضريبتها وهي خدمة العراق ورفع المعاناة والمظالم عن شعبهم وناسهم ولو بتقديم أقل القليل مما كان مرجواً من ترشيحهم ومتوقعاً من تعهداتهم وأيمانهم المغلظة!.

اصغيت بهدوء لحديث دار بين مواطنين في سيارة الاجرة، ومن خلال الحديث عرفت انهم اصدقاء او اقرباء في منطقة واحدة، معظم الحديث دار حول الانتخابات. سيطر التذمر والنفور على المتحدثين واقسم بعضهم على عدم المشاركة لكن أحدهم فاجأهم بأن "ابو فلان عضو مجلس المحافظة" أخذ يزور الشيوخ والوجهاء والمؤثرين في المنطقة هذه الايام لحثهم على ترشيحه مرة ثانية، وحين صارحوه بانك لم تفعل شيئاً للمنطقة بل انهمكت بجمع الاموال وتشييد القصور وتكديس السيارات وتوظيف اولادك وأدرت وجهك وأعرضت عن جميع الناس الذين رشحوك أجابهم: نعم ولكني الان اكتفيت وسأتوجه لخدمتكم في الدورة الجديدة بينما المرشح الجديد غيري سيفعل نفس فعلتي وسيهتم بأموره ومصالحه وقد يكون اكثر جشعاً وفساداً مني فانا في كل الاحوال افضل منه وأحرص على مصالحكم وتحقيق مطاليبكم!.

ويبدو ان هذا التبرير الخبيث قد اقنع بعض المتجادلين والمتحاورين خاصة بعد ما اخبرهم ناقل خبر جولة عضو مجلس محافظة بغداد بان الشيوخ والوجهاء في المنطقة صدقوا تبريره واستحسنوا مشورته!. لم احشر نفسي في النقاش ولم اقطع حديثهم المتواصل الذي سيكملون به الطريق الى مدينة الثورة فقد وصلت الى شارع فلسطين لاقصّ على صديق كان ينتظرني في ساحة بيروت قصة رحلة الطريق الانتخابية وقد اصابته الدهشة من خبث "الممثل" وطيبة الناس البسطاء، وقال هل خلت الساحة العراقية من الطاقات الكفوءة الوطنية والامينة المخلصة ولم تبق الا العناصر المفسدة لتتناوب الادوار او تتمسك بالكراسي ثم تتفضل بالفتات على من اوصلوها بعد ان تصاب بالتخمة او يفتضح امرها بعملية فساد ضخمة فتلوذ بالفرار ملتحقة بأرصدتها في الملاذات الامنة ثم ما هو الضمان على ان المرشح القديم سيكف عن النهب والاختلاس والاثره والاستحواذ وينصرف الى خدمة الناس بعدما اوغل في خيانة الامانة وسرت في دمائه ودماء عائلته كريات السحت الحرام، واستمرأ اكل حقوق الاخرين وحلت عليه لعنات الله ودعوات المظلومين والمغبونين؟!.

وتملكتني الحيرة انا وصاحبي وانستنا الموضوع الذي جئنا من اجله وتساءلنا بصوت عال: هل سنذهب لصناديق الاقتراع او لا؟!  

واذا جلسنا على التل ألا نفرط بحق ونضيع فرصة  ونسمح بعودة من هم اشد خبثاً وأقسى تعسفاً واكثر فساداً وافسادا ؟!  

ليس امامنا الاّ ان نذهب للتصويت . 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


حميد الموسوي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2013/04/17



كتابة تعليق لموضوع : أصواتكم ستسقط المفسدين
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net