صفحة الكاتب : السيد يوسف البيومي

القراءة: أنواعها وفوائدها
السيد يوسف البيومي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
إن القراءة بما هي فعل إنساني لا يصدر إلا عن ذوات العقول والتي خصنا الله تعالى نحن بني آدم بهذه النعمة إلا أننا لا نستغلها، فالقراءة ليست شيء عادي ولا هي هوية عابرة كما يشاع، بل هي نشاط أساسي يعتبر من أهم الأغذية للعقل والروح البشرية، وكما قيل في أحد الأمثال الصينية القديمة:"غرفة بلا كتب كالجسد بلا روح"..
ما هو تعريف القراءة:
في اللغة: القراءة  تعني "الجمع"، قرأ الشيء أي جمعه..
في الإصطلاح: القراءة، هي عملية معرفية مركبة من الرموز والحروف بعرض توصيل المعنى فهم القراءة أو بناء المعنى. ويمكن أن يقال بتعريف مختصر:"هي استيعاب لكل ما يُكتب وتراه عين الإنسان".
ما هي أهمية القراءة؟!
تساعد القراءة المتلقي أو القارئ على توسيع مداركه ومعلوماته، ففي القراءة متعة للنفس وغذاء للعقل، وفي القراءة إزالة لفوارق الزمان والمكان فنعيش في أعمار الناس جميعاً ونعيش معهم أينما كانوا وأينما ذهبوا، وفي القراءة يسيح العقل الإنسانيي بين روضات الحاضر وأطلال الماضي، حين نقرأ فإن ننتقل من عالم ضيق محدود الأفق إلى عالم آخر أوسع أفقاً وأبدع غاية. في القراءة لا تجد فواصل زمنية ولا حدود جغرافية ولا فوارق اجتماعية فيستطيع فالقارئ ومن خلال بعض وريقات يستطيع أن يعيش في كل العصور وفي كل الممالك والأمصار..
إذاً، للقراءة دور كبير في تقوية شخصية الإنسان، فبذلك يصبح قادراٌ على الحديث بما يمتلكه من معلومات وبالتالي القدرة على نقاش الآخرين في كل مجالات الحياة، ومن أهم تلك الفوائد التي للقراءة أنها وسيلة ممتازة لإستثمار الوقت.
ما هي أهم أنواع القراءة:
أنواع القراءة بشكل أساسي تنقسم إلى ثلاثة أقسام أساسية ويمكن أن يتفرع عنها أنواع أخرى ولكن هذه الأنواع الثالثة تعتبر هي الأنواع الأساسية، وهي:
 
أولاً: القراءة الترويحية:
هذا النوع من القراءة يتميز أنه يعطي المتعة للقارئ. حيث أن الناس حين تقرأ لمجرد المتعة فإن أغلب هؤلاء القراء يتصفح بسرعة متراخية غير منتظمة. فلربما يتصفحون كتاب ما بقراءة سريعة حتى يصلوا إلى مقطع أو عبارة أو وصف أو حتى جملة تسرهم أو ترضيهم على نحو خاص، فإنهم يقرؤون هذا الجزء قراءة متأنية، وربما أعادوا قراءته للاستمتاع به أو تذوقه أو تأمله مرات ومرات..
ثانياً: القراءة الدراسية:
أما هذا النوع من القراءة يحث القارئ عادة على الاهتمام والتدقيق بالنص الذي بين يداه أكثر من مرة. فالقارئ وهو بصدد الدراسة يجب أن يبحث عن الأفكار والتفاصيل المهمة، ومن ثم  معرفة كيفية الربط فيما بين هذه الأفكار والتفاصيل، وبالتالي يصل إلى كيفية تنسيق هذه الأفكار لربطها بالموضوع العام. ويمكن أن نقول أن القراءة في هذه المرحلة تتميز بالبطئ بما أنها المرحلة الأولى التي يتم فيها قراءة المادة الدراسية، وقد يحتاج القارئ إلى تكرار القراءة مرات عدة لمقطع من المقاطع لكي يدركه ويفهمه بشكل صحيح. وفي حال مراجعة المادة فإن القراءة تصبح أسرع بشكل عام لأن الفكرة العامة أصبحت حاضرة في الذهن..
ثالثاً: القراءة الاستطلاعية:
تعتمد هذه القراءة على الإحاطة بأكبر قدر من النص  لكي يحصل القارئ على فكرة عامة حول المحتوى. وفي تلك الأحوال فإن القارئ يمر بشكل سريع على المادة المقروءة حتى يتمكن من فهم الفكرة الأساسية. وبعد ذلك يقوم القارئ بالبحث عن التفاصيل التي توضح تلك الفكرة. وفي حال كان هدف القارئ العثور على أمر معين بذاته، أو مثال بعينه، فإنه لا بد وأن يمر مروراً سريعاً على النص، ويقرأ بعض المقاطع بشكل متأني حتى يتأكد من حصوله على المعلومات المطلوبة.
كيف نستفيد من القراءة:
يجب أن تتميز القراءة بالاستمراية لكي تكون قراءة صحية، وبالتالي فالقراءة المستمرة والصحية يجب أن تتميز بثلاثة أمور تعتبر أنها مهمة، وهذه الأمور هي:
أ ـ الملاحظة.
ب ـ  الاستكشاف.
 ج ـ البحث الذاتي.
 هذه المكونات الثلاثة تكون المعرفة التي هي الطريق السليم نحو تكوين الثقافة الشخصية الممتازة وتساعد في تطوير الإدراكي والمعرفي عند الناس خلال فترات الحياة ومع تغيير أنواع القراءة التي بينها وحسب المرحلة العمرية.
 من هنا فإن تطور القراءة عند الفرد لها دور مهم في تطوير المعرفي والعمل على تغيير ميوله ونظرته نحو الحياة، وما يعزز الثقافة الشخصية التي هي مجموعة من معلومات وحقائق جد مفيدة في مختلف العلوم والآداب. إلا أنه تكوين هذه الثقافة الشخصية لا يقتصر فقط على مبدأ الدراسة لتحصيل العلم فقط بل يمتد بشكل تبعي إلى عوامل أخرى تساعد في بناء هذه الشخصية الثقافية على سبيل المثال: القنوات الفضائية، الانترنت، المنتديات، والحوارات الأدبية والعلمية، التراث، والمسرح.
ونصل في النهاية إلى نتيجة أهمية القراءة في بناء الأفراد والمجتمعات، فلا بد كمثقفين من العمل على تأسيس لتجديد والإصلاح الفرد، وذلك بتعلم مهارات وأساليب القراءة الحديثة والسعي نحو نشر المكتبات وإعطاء المثقف بشكل عام فسحة أكبر من المجالات الثقافية، ومثل هذا النوع ومن المنهجية يتطلب استراتيجية شاملة تتعاضد فيها ادوار جهات متعددة أبتداءاً من الأسرة والمدرسة والإعلام ومراكز الثقافة والجهات الحكومية.‏

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


السيد يوسف البيومي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2013/04/16



كتابة تعليق لموضوع : القراءة: أنواعها وفوائدها
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net