صفحة الكاتب : حميد الشاكر

للغنوشي راشد : طاغيتكم بن علي لايفرق عن طاغيتنا بن صبحة
حميد الشاكر

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

من ضمن ازدواجيات الانسان العربي لدينا نحن المسلمون ، والتي خلقتها عدة عوامل عقدية منحرفة واخرى سياسية وثالثة تربوية .... هي تلك الازدواجية التي بلورها زعيم النهضة التونسية الاسلامية او التي كانت اسلامية راشد الغنوشي وموقفه التحريضي المفاجئ ضد الدكتاتورية في تونس وفي غيرها من العالم العربي بعد ان ايقن بسقوط رئيس تونس بن علي على يد ثورة فقراء تونس ومعتريها !!.

كان للعراقيين مع راشد الغنوشي قصص واحاديث كثيرة ، عندما كان طاغية العوجة ابن صبحة صدام حسين يجثم على صدر العراق والعراقيين بالحديد والارهاب والنار كدكتاتور لم يعرف له التاريخ مثيلا ولكنّ وياسبحان الله كان رسول طاغية العراق انذاك للمعارضة العراقية في لندن بعد انتفاضة شعبان 1991م ، هو راشد الغنوشي هذا نفسه الذي لم تصدح حنجرته بالتنديد بالدكتاتورية الا بعدما سقط مرعبه بن علي من على سدة العرش التونسي !!.

لااعلم ماهوالفرق بين دكتاتورية بن علي البغيضة حسب تعبير راشد الغنوشي زعيم حركة النهضة الاسلامية التونسية والذي الان يطالب باجتثاثها وحزبها من تونس وبين دكتاتورية طاغية العراق انذاك صدام حسين عندما كان يرى فيه الغنوشي انه الخليفة عمر بن الخطاب العادل ، والمخلص والديمقراطي جدا والذي ينبغي على المعارضة العراقية ان تتنازل له وتسانده في حكمه ومشروعه القومي العظيم عندما حاصرته نيران الاحتلال الامريكي قبل اسقاطه ؟.

راشد الغنوشي ايضا هذا هو نفسه الذي اجتمع بالمجاميع الارهابية في تركيا بقيادة اعتى السفاحين والمجرمين والقتلة امثال المحرّض الهارب عدنان الدليمي عندما اعلنها حرب طائفية على الشعب العراقي ، وتجربته الديمقراطية الجديدة ، وغيره من قيادات البعث الفارّة من وجه العدالة العراقية الذي ازهقوا لبضع سنوات قليلة من ارواح العراقيين مئات الالاف بالانتحاريين المستوردين من السعودية والاردن وتونس والمغرب واليمن....وبالسيارات المفخخة والذبح المنظم في الطرقات وداخل اقبية المذابح ، وكان الغنوشي راشد انذاك يجلس بينهم كتفا لكتف ، لمساندة كل هذا الطغيان والدكتاتورية المُدعومة من قبل اعتى النظم السياسية العربية الدكتاتورية ، التي لم ترى لها خصما الا ذبح الابرياء العراقيين وحرق الاطفال وتمزيق اشلاء النساء في اسواق العراق !!.

أعود الان واسأل ماهو الفرق بين دكتاتورية فرعون مصر ومن قبله طاغية تونس بن علي الذي سعى راشد الغنوشي وغيره من منافقي القومية المصرية للترحيب باسقاط كل الدكتاتوريات العربية ، بينما كان على العراقيين محرّما ومجرّما ان يطالبوا باسقاط طاغية العراق الذي لو حسب حسابه مع ابن علي لاضحى ابن علي التونسي كالطفل او الحمل الوديع امامه !!.

بن علي التونسي لم يحفر مقابر جماعية لشعبه تحت الارض ويدفنهم احياء هم واطفالهم ونسائهم ، ومع ذالك يطالب اليوم راشد الغنوشي بمحاكمته كمجرم ضد الانسانية كما فعل العراقيون مع طاغيتهم المقبور !!.

وحسني مبارك لم يضرب شعبه بالمواد الكيميائية السامة كما فعل دكتاتور العراق صدام حسين بشعبه ولكنّ مع ذالك قوميي مصر الذي لعقوا قندرة طاغية العراق واستماتوا بالدفاع عن عرشه قبل ان يسقط ، وحرضوا بعد اسقاطه على تجربة الشعب العراقي الديمقراطية ، ودعوا لاسقاطها يطالبون اليوم باجتثاث حسني مبارك ، ونظامه مع المتظاهرين من شباب مصر لتقوم عندهم ديمقراطية شبيهة او قريبة لما هو موجود في العراق ؟!.

هذه مأساتنا العربية والاسلامية مع قادة معارضة عربية واسلامية ادمنوا النفاق والازدواجية في المعايير في كل شيئ ، ولهذا عجز هؤلاء المزدوجين من ان يكونوا خمينيين اخرين صادقين ، يتمكنون من قيادة شعوبهم للثورة والانتصار ، بل بقوا على الهامش هلعين خائفين الى ان قامت الشعوب نفسهابازالة طواغيتها ليعود اليوم الغنوشي وامثاله ليتحدثواعن ضرورة اسقاط الطاغية والدكتاتور كمدخل لسرقة جهود شعوبهم التي تركوهافي المحرقة لوحدهاولم يشعروا بضرورةالكلام الا عندما اسقطت الشعوب طغاتها !!.

ليس لديّ مطلقا مشكلة مع راشد الغنوشي وامثاله ولا مع شعوبهم وكيفية تعاملها مع هذه النماذج ،ولكنّ لديّ مشكلة مع كل من لم يساند الشعب العراقي في يوم محنته ، ومع من وقف بالضد من خلاص الشعب العراقي من دكتاتوريته آنذاك !.

راشد الغنوشي وغيره لايمكن لهم ان يكونوا منطلقات انتصار للشعوب المستضعفة لانهم ومنذ البداية ارتضوا ان يكونوا ضد الدكتاتورية عندما تمنعهم مغانم السلطة ومعها عندما يكونون ذيلا لهذه السلطة !!.

أما متى يفيق هؤلاء من لوثة الازدواجية هذه ليميزوا بين الخبيث والطيب ، ويعرفوا الحق ليعرفوا اهله والباطل وجنده ؟.

فهذا امر منوط بحالة التغيير والمراجعة والتوبة الى الله سبحانه مما اقترفته ايديهم من ظلم لانفسهم اولا وظلم للاخرين ثانيا وعلى من يريد ان يكون خلفا للدكتاتورية ان يبدأ بنفسه فيصلح من تاريخها الدكتاتوري الاسود وينتهج العدالة في الموازين والخطاب والحكم ، ليكون الطاغية والدكتاتور هو الطاغية والدكتاتور التي من حق الشعوب الثورة عليه سواء كان بن علي في تونس او صدام حسين في العراق او حسني مبارك في مصر او ال سعود في جزيرة العرب !!.

alshakerr@yahoo.com


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


حميد الشاكر
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2011/01/31



كتابة تعليق لموضوع : للغنوشي راشد : طاغيتكم بن علي لايفرق عن طاغيتنا بن صبحة
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net