صفحة الكاتب : علاء كرم الله

اللي أختشوا ماتوا؟!
علاء كرم الله

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
 
لربما لا يعرف الكثيرين حكاية هذا المثل العامي الذي نسمعه يتردد كثيرا على لسان أخواننا المصريين، وأصل الحكاية تقول: أنه في ثلاثينات وأربعينات القرن الماضي كانت تنتشر الكثير من الحمامات العامة للنساء والرجال في مصرمثلها مثل باقي الدول العربية، يذهب أليها الناس للأستحمام وخاصة بالنسبة للنساء، حيث تكون تلك فرصة طيبة للألتقاء وتبادل الأحاديث. وقد حدث ذات مرة أن نشب حريق هائل في أحد حمامات النساء وكان من هول وقوة الحريق أنه لم يعط اية فرصة للنساء الموجودات داخل الحمام من أرتداء مايقع تحت ايديهن من ملابس لسترانفسهن والهروب من الحمام، ولأن الروح عزيزة في مثل هذه المواقف( موقف بين الحياة والموت)، لذا أضطرت غالبية النساء من الهروب من الحمام والخروج الى الشارع وهن عاريات!!، وسط ذهول المارة والناس المتجمهرين الذين هالهم ما يرون!، وأمام غرابة المشهد والفوضى أخذ الناس يسألون: هل هناك من نسوة داخل الحمام؟ فكان الجواب نعم!! ولكنهن فضلن الموت حرقا على أن  يخرجن للشارع عاريات أمام الناس!!، وهكذا ذهب هذا المثل على لسان أخواننا المصريين يضربونه في أي موقف او تصرف او كلام يبدرمن أي انسان يرون فيه شيئا من عدم الحياء والخجل. ثم ان الحياء لا تقتصر علاقته بالجسد وتكويناته فقط كما يفهم الكثيرون، بل انه يشكل جزء من شخصية الأنسان وتصرفه في كل مفردة من مفردات حياته اليومية التي يفترض أن يكون فيها مثالا للأدب والحياء في كلامه وحسن تصرفه مع الغير في أبسط سلوك أو تصرف يبدر منه كما أن الأصطفاف مع الحق وقول كلمة الحق في المواقف التي يراد فيها قول الحق والحقيقة تدل على خلق ذلك الأنسان وحياءه وأدبه وأحترامه لنفسه وذاته.وهنا وهذا بيت القصيد أن التعاطف والوقوف الى جانب الضحايا الأبرياء من العراقيين الذين يموتون يوميا بسبب الأعمال الأرهابية  والأفعال الأجرامية لتنظيمات القاعدة والمطالبة بحقوقهم الأنسانية، وبالوقت نفسه المطالبة بالأقتصاص ممن قاموا بتلك الأعمال الأرهابية تدل على الأخلاق النبيلة والحميدة ونقاء الضمير وصفاء النفس والمسؤولية الوطنية وقبل كل ذلك الخوف من الله عز وعلا.بعد كل ماتقدم آلا يستحي بعض السياسيين وقادة الأحزاب السياسية بالتنديد بالقضاء وانتقاد الحكومة لكونها أقدمت على تنفيذ حكم الأعدام باربعة من عتاة المجرمين من تنظيمات القاعدة الذين قتلوا وتسببوا بموت المئات من العراقيين عبر سلسلة من العمليات الأجرامية أعترفوا بها أمام الملأ وعبر شاشات الفضائيات بدون أي ندم وشعور بالذنب؟!!، وأسأل هؤلاء السياسيين المعروفين من قبل الشارع العراقي بمواقفهم اللاانسانية والباطلة  ضد تطلعات الشعب العراقي وكانوا كالعصي والحجارة السوداء التي أوقفت دوران عجلة البناء والأعمار والأزدهار في العراق منذ بدء العملية السياسية بعد سقوط النظام السابق ولحد الآن؟! ونسال هؤلاء السياسيين: لماذا الدفاع عن هؤلاء المجرمين قتلة الشعب العراقي؟؟! ولمصلحة من؟!، وٍهل سمعنا منكم مرة ولو من باب الحياء والخجل أن أدنتم الأعمال الأجرامية التي يسقط من جرائها العشرات من العراقيين يوميا؟! الجواب كلا؟!.  ولماذا تكون الكلمة الطيبة الصادقة ثقيلة على ألسنتكم التي طالما وقفت الى جانب الباطل؟!. لقد أفرزت العملية السياسية منذ بدايتها الكثير من السياسيين الذين أثبتت الوقائع والدلائل بأنهم كانوا خير سند وعون للأرهابيين وتلطخت أياديهم بدم العراقيين وهربوا خارج العراق؟!  أخيرا:  يقول نبي الرحمة (ص) ( رحم الله أمرء جب الغيبة عن نفسه)، وبناء على ذلك  ارى ويرى معي كل العراقيين الشرفاء أن دفاع هؤلاء السياسيين عن المجرمين والقتلة يضعهم في دائرة الشبهة والشك أمام   كل العراقيين؟! أليس كذلك؟!
 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


علاء كرم الله
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2013/04/12



كتابة تعليق لموضوع : اللي أختشوا ماتوا؟!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net