صفحة الكاتب : روعة سطاس

العنف الارهابي وتاثيره على الاطفال
روعة سطاس

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

هناك تزايد في عدد الدراسات التي تتناول الآثار النفسية للعنف الإرهابي وهي تشبه الى حد بعيد تلك الناتجة عن الحروب والكوارث الطبيعية وتختلف ردود فعل الأطفال تجاه الصدمات فمنهم من يعاني من مشاعر الخوف والقلق التي تزول مع مرور الوقت وعند توفر الدعم العاطفي ومنهم من يصاب بأعراض أكثر شدة تسبب مشكلات طويلة الأمد وتؤثر في سلوك الطفل ونموه الطبيعي وكل طفل يتفاعل مع الصدمة بشكل مختلف تبعا لعوامل مختلفة ذاتية ودعم الأهل وتماسك الأسرة والمجتمع من حوله وان احد العوامل التي تترك أثرها على ردود فعل طفل هي ردود فعل الأهل تجاه الحادث الإرهابي فكلما كان اثر الصدمة اقوي عند الأهل كان أثرها اشد عند الطفل بشكل عام كما وجد انه يوج علاقة بين نمط التكيف لدى الأهل والأثر النفسي للحادث لديهم ولدى أطفالهم فالكبت والتجنب عن التعبير تترك أثرا اقوي للحادث عند الأهل وأطفالهم على حد سواء وبالرغم من كون الأحداث الإرهابية شديدة الأثر على الجميع وتصيب الجميع بالذهول والقلق فان محاولة الأهل التواصل مع أطفالهم وإعطائهم نموذجا على السلوك المتكيف يعتبر خطوة ضرورية لتخطي الصدمة لان الطفل يلاحظ ويشعر بقلق الأهل ويعتبر مدى تماسك الأسرة من العوامل المؤثرة أيضا واظهرا بعض الدراسات أن أهم العوامل الأسرية التي تحمي من الآثار الشديدة للصدمة الهلعية هي :
- علاقة عاطفية مستقرة وامنة مع الأهل وهذه العلاقة تساعد الطفل في نموه العاطفي وبناء ثقته بذاته وبالآخرين
- -نموذج اسري متكيف يكون مثالا يحتذي به الطفل
- - قرب مادي ومعنوي من الأهل يؤمن للطفل الطمأنينة ويساعده في بناء كيانه النفسي وتفتيح اماكانياته
هناك عدة تقارير لمنظمة اليونيسيف انه ثمة إشارة إلى الأثر النفسي والاجتماعي للنزاعات في الشرق الأوسط على الطفل فالحوادث الصدمية من موت واعتقال الآباء والإخوة على مرأى الطفل تسبب ذعرا وضررا في ثقة الأطفال بالأهل وأيضا اضطرابات النوم وتواتر الكوابيس والتبلل اللاإرادي والأرق والخوف والصعوبة في التركيز وسهولة الانزعاج وتواتر الاضطرابات السيكوسو ماتية ومن ناحية السلوك الاجتماعي هناك انسحاب من النشاطات وميول عدوانية واعتماد العنف كالوسيلة الأفضل لحل المشكلات 0
وتختلف ردود الأطفال تبعا لمدى تعرضهم للحادث الإرهابي بشكل مباشر او غير مباشر والمدة الزمنية فان عمر الطفل ومدى نضجه النفسي يلعبان دورا هاما في تحديد حجم وشكل التضرر من الحادث فان الأطفال من عمر سنة الى عمر 6 سنوات عادة ما يعانون من الأعراض التالية :
-سلبية وضعف في الاستجابات
-اضطراب واستثارة زائد
-اضطراب فكري
- خوف عام
- مخاوف متزايدة من الموت
-إضرابات في النوم وكوابيس
-العودة الى سلوكيات سابقة سلبية
- أعراض جسدية
- اما الأطفال الأكبر سنا لديهم أعراض إضافية :
-صعوبة في التركيز
-سلوكيات عدوانية
- صعوبات في الكلام والتعبير عن مشاعرهم
-الغرق في أحلام اليقظة وقلة اهتمام باللعب والنشاطات
ومن اشد العوامل الأساسية التي تزيد من شدة الصدمة هي تعرضه لوسائل الإعلام والتغطيات الإعلامية للحوادث الإرهابية
وخاصة المرئية فالمشاهد العنيفة تترك آثارا جمة على عين الطفل المشاهد وهذا ما تؤكده الدراسات المتعلقة باضطراب الشدة ما بعد الصدمة عند الأطفال فهي تزيد الخوف والقلق عبر تثبيت صور ومشاهد العنف في فكر الأطفال 0
كيفية الوقاية من من هذه النتائج السلبية التي تترك على نفسية الطفل وهناك خطوات من واجب الأسرة والمدرسة والمجتمع يجب عليهم توفيرها من أهمها :
- التحكم في المشاهدة
- -تشجيع الطفل على التعبير عن مخاوفه بشتى الطرق وعدم كبت مشاعر الخوف والقلق
- محاولة الأهل السيطرة على انفعالاتهم والتحم بها اما م الأطفال
- التحدث مع الطفل بصراحة حول الحادث المسبب للصدمة دون الدخول بالتفاصيل
ومن أهم الخطوات الوقائية التركيز على العوامل التي تحمي الأطفال وتساعدهم على تخطي الظروف الصعبة ويجب ان يكون هناك مبادرات من قبل المجتمع والأسرة ودور التعليم التي تروج الصحة النفسية الايجابية وتركز هذه النشاطات على الطاقات والمهارات والأمان والثقة بالنفس وبالآخرين 0
ان العنف الذي يتعرض له الأطفال في حالات المنازعات المسلحة ليس فقط للأطفال الذين يكون بنفس الدولة التي تتعرض للحرب وإنما لكل طفل في العالم يسمع ويشاهد باي وسيلة كانت يكون عنف بدرجة اخف ربما من الأطفال المعنفين الذين يتعرضون لهذا العنف مباشرة بحكم الحرب في دولتهم 0
وان مواصلة تعزيز أعمال الحقوق المعترف بها في اتفاقية الطفل يتطلب زيادة حماية الأطفال من الاشتراك في المنازعات المسلحة بأي وسيلة 0
 

 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


روعة سطاس
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2010/08/11



كتابة تعليق لموضوع : العنف الارهابي وتاثيره على الاطفال
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 

أحدث التعليقات إضافة (عدد : 1)


• (1) - كتب : ابو علي الفراتي من : العراق ، بعنوان : لابد من ايجاد الحلول في 2010/08/11 .

الاخت الفاضلة شكرا على المقال واسمحوا لنا
بالاضافة انه يجب على كافة الاطر المجتمعية
البيت المدرسة الشارع
ان يحاول التخفيف عن هذه الظاهرة التي خلفها الارهاب في المجتمع العراقي
فنجد ان اغلب الاطفال في محافظة بغداد مثلا منغلقين على انفسهم عندما يرمى شيء بجنبهم له صوت قوي تصفر وجوههم ويتسمرون في امكانهم
اما مثلا في غير منطقة عندما ترمين مثل هذه المفرقعة فان الطفل يبدا في البكاء والبحث عن حضن امه
في المحصلة النهائية
لن تنتهي ظاهرة الخوف الا بانتهاء العنف الارهابي
والذي اثر على اجيال كاملة
موفقين على هذه المقالة





حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net