صفحة الكاتب : صادق غانم الاسدي

زواج بطريقة اسلامية مثلى
صادق غانم الاسدي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
 أمرنا الدين الاسلامي ان نحترم خيارات كل فرد من الامة طالما تسعى تلك الخيارات الى بناء الشخصية  وتوطيد وأواصر المحبة وتطبيق ماجاء بالرسالة المحمدية من صدق وامانة وعطاء وشجاعة وعدل وتضحية ,لا أجل الارتقاء بالقيم الاسلامية التي زرعها فينا الرسول الكريم محمد صلى الله عليه واله وائمة الهدى عليهم السلام من بعده جميعا,وحث الدين الاسلامي على تأطير الاسرة الركيزة الاساسية للمجتمع من الضياع والتدهور الخلقي الذي يصيبها من جراء التفكك وفقدان الاحترام ونشوء علاقات مبنية بطرق غير شرعية , وجاء في الحديث الشريف ( من تزوج فقد احرز نصف دينه ), وقد أعتبرُ الزواج رباطا مقدسا والطريقة البسيطة والأمثل للقضاء على ظواهر العنف وتمرد الفرد في العائلة والحد من أنتشار الجريمة والشبهات بما فيها العلاقات المبنية على الخداع والمماطلة بكافة الجوانب ,ولكي يعيش المجتمع بأمان ونحافظ على شبابنا من الضياع والانحلال وتسهيل امورهم هو ان يتمسك رب الاسرة وزوجته بسيرة الرسول الكريم وأن تقراء وتتمعن بخطوبة الامام علي عليه السلام من زواج فاطمة بنت محمد سيدة نساء العالمين وكم هو مقدار المهر وتكاليف الزواج الذي طلبه رسول الانسانية من الامام علي عليه السلام  حينما قال افضل نساء امتي اقلهن مهرا, ذكرت لنا كتب التاريخ ان جهاز فاطمة الزهراء عليها السلام روحي لها الفداء ,قطيفه سوداء خيبرية , وقميص بسبعة دراهم , سرير مزمل بشريط , ستر من صوف , حصير هجير , رحى يدوية, جرة خضراء قعب للبن وشن للماء, وبعض الامور العادية جدا, اما مراسيم زواجها فكانت بسيطة للغاية حتى اغضبت اعداء المسلمين ورفعت رأس الموالين والمحبين , وما نسمعه اليوم  من مهور خيالية لاتنسجم مع معطيات ديننا الاسلامي ,فمثلا ان أمرأة طلبت على أبنتها الحاضر والغائب 10 في 10  مليون على غرار مشروع مدينة الصدر السكني 10 في 10 , وسمعت عائلة اخرى طلبت كيلو ذهب بكيلو ضننت ان هذا الطلب فقط للاعلام أمام الحاضرين وعند الاستفسار عن الحقيقة وجدت ان الموضوع غير قابل للنقاش , وماشجعني لكتابة هذا الموضوع ان احد اقربائي اتصل بي ودعاني لحضور خطبة ولده يوم الجمعة الماضي في منطقة الحسينية شمال مدينة بغداد , فعزمت على الذهاب كون العمل فيه اجرا عظيما  وتطبيق لسنة رسول الكريم محمد صلى الله عليه واله , وحال وصولنا رحب بنا وكان هنالك جمعا من الحضور دعاهم ليكونوا شهودا على الخطوبة ودارت  نقاشات حادة في مضمار الوضع السياسي الى وضع الخدمات وما يعانيه اهالي الحسينية من فقدان لوسائل الراحة من مجاري وتبليط لازالت في طور التنفيذ , ثم انتقل النقاش الى سيطرة النساء وفرض رأيهن في الخطوبة , وسؤل صاحب الخطبة عن مقدار الغائب والحاضر , فاجاب قال الحاضر قرأن كريم والغائب دينار سويسري القديم , فاستغرب الجالسون من هذا الطلب كون المألوف في تلك الامور محسومة القضية قبل موعد قراءة الفاتحة بالملايين , ثم استمر الرجل بالحديث موضحا ان العائلة التي طلبت منه ذلك جاء بتوصية من جدهم الذي انتقل الى جوار ربه بذلك , وسألته هل حصلت على الدينار السويسري كون العملة مفقودة بالتعامل اليومي منذ فترة طويلة جدا وربما ستجدها في المتحف , قال لقد ذهبت الى سوق مريدي للبحث عنها وفي باب الشرقي والميدان فلم أعثر على الدينار السويسري العريض , وعن طريق الصدفة وجدتها في احدى المطاعم القريبة من داري تحت الزجاج مع عملات اخرى فاوضحت لصاحب المطعم الامر والخطبة متوقفة على ذلك الدينار فسحب لي ثلاث دنانير وقال مبروك , وبعد تناول الغذاء ذهبنا الى اهل المرأة لاستكمال اجراءات الخطوبة حينها اوضح الرجل للحاضرين ان طلبكم موجود من قران كريم ودينار واكراما الى اخلاقكم وطيبتكم والتزامكم بالمبادى والقيم الاسلامية فلنكتب بالعقد الحاضر 5 ملايين والغائب 5 ملايين , ما اريد ان اقوله ان اكثر العوائل اليوم تبتاع بناتهم بطريقة يندى لها جبين الانسانية ضانين ان المبالغ التي يمنحها الرجل هو ضمان لمستقبل المرأة ووضع حد لتجاوزات الرجل عليها والزامه بعدم خيانتها مستقبلا , بل بعضهم يتحدث بسيرة الانبياء والمعصومين ويحفظ الكثير من الايات القرانية والاحاديث النبوية والوقائع التاريخية والاجتماعية , ولكنك تصدم حينما يصر على ان الغائب والحاضر كذا مليون دينار , ويدل ذلك تهربا من المسؤولية الشرعية ووضع الحجر والعراقيل أمام كل مشروع خير يسموا بالمجتمع والذي اوصى به الرسول الكريم بل ساهم في نشر الفساد وقضى على سبيل المعروف ولم يلتزم بوصايا الدين  فقد حث الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام المسلمون بالعمل على سنته فقال( النكاح سنتي فمن لم يعمل بسنتي فليس مني , وتزوجوا فأني مكاثر بكم الامم ),   

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


صادق غانم الاسدي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2013/04/04



كتابة تعليق لموضوع : زواج بطريقة اسلامية مثلى
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net