صفحة الكاتب : سيد صباح بهباني

كرامة المرأة وصيانة حقوقها هو في الإسلام
سيد صباح بهباني

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

بسم الله الرحمن الرحيم

(مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ) النحل/97.

(قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُون) النور/30.

(وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلاَّ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلاَّ لِبُعُولَتِهِنَّ)النور/31.

(وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ) التوبة /71.

(لِّلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِّمَّا اكْتَسَبُواْ وَلِلنِّسَاء نَصِيبٌ مِّمَّا اكْتَسَبْنَ وَاسْأَلُواْ اللَّهَ مِن فَضْلِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا)النساء/32.

(يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا)النساء/1.

(يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ) الحجرات /13.

 

تعد المرأة نصف المجتمع وبصلاحها يصلح المجتمع فهي الأم المربية، والزوجة الصالحة التي تكون وراء كل رجل عظيم، لها حقوق وواجبات علينا ألا نغفلها فهل يا ترى نالت المرأة حقوقها عبر العصور المتعاقبة ؟! تعالوا معي في هذه الجولة السريعة لنستعرض نظرة المجتمعات عبر العصور المتعاقبة عن المرأة ...

المرأة في الماضي :

قضت الحضارة الرومانية أن تكون المرأة رقيقاً تابعاً للرجل، لها حقوق القاصر، أو لا حقوق لها على الإطلاق.

وقضت شرائع الهند القديمة : ـ إن الوباء والموت والجحيم والسم والأفاعي والنار خير من المرأة ـ . وحقها في الحياة ينتهي بانتهاء أجل زوجها الذي هو سيدها ومالكها، فإذا رأت جثمانه يُحرق ألقت بنفسها في نيرانه، وإلا حاقت عليها اللعنة الأبدية .

والمرأة عند اليونانيين من سقط المتاع، لقد كانت تُباع وتشترى، وكانت تُعد رجساً من عمل الشيطان .

أما في التوراة فالمرأة وصفت في (( سفر الجامعة )) بالكلمات الآتية : (( درت أنا وقلبي لأعلم ولأبحث ولأطلب حكمة وعقلاً، ولأعرف الشر أنه جهالة والحماقة أنها جنون ، فوجدت أمَرَّ من الموت المرأة التي هي شباك ، وقلبها شراك ، ويداها قيود)).

وفي الجزيرة العربية لا يخفى علينا : ( وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالأُنثَى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ ، يَتَوَارَى مِنَ الْقَوْمِ مِن سُوءِ مَا بُشِّرَ بِهِ أَيُمْسِكُهُ عَلَى هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرَابِ أَلاَ سَاء مَا يَحْكُمُونَ) النحل /58 – 59.

فإن نجت الوليدة العربية من الوأد ، وجدت غالباً في انتظارها حياة ظالمة ، ليس لها فيها نصيب من الميراث وقد تُكره على البِغاء . وقد تبقى بعد وفاة زوجها متاعاً يورث ؟

 

المرأة في العصور الوسطى :

 

في رومية اجتمع مجمع كبير وبحث في شؤون المرأة فقرر أنها كائن لا نفس له، وأنها لن ترث الحياة الأخروية لهذه العلة ، وأنها رجس يجب أن لا تأكل اللحم، وأن لا تضحك بل ولا أن تتكلم، وعليها أن تمضي أوقاتها في الصلاة والعبادة والخدمة.

وفي بدايات القانون الإنكليزي غير المكتوب كانت ثمة تهمة تتعلق بسلاطة اللسان، وتوجه للمرأة التي يعهد منها الفظاظة وكثرة الصخب، حيث كان القانون يعاقبها بسبب الإزعاج العام.

وفي العصور الوسطى كانت العقوبة تتخذ أحياناً شكل (( لجام السليطة ))، وهو أداة تشبه القفص مصنوعة من المعدن وتحيط برأس المرأة ولها لجام يدخل في فم المرأة ويحد من حركة لسانها .

وعلى الرغم من فعالية اللجام، إلا أنه اعتبر غير كاف في بعض الحالات . ففي عام 1322م حدث شجار في مدينة دوي تنادى خلاله عمال تجمهروا في السوق للهجوم على تجار حبوب كانوا يخزنون المؤن . وكان هناك امرأتان بين العمال الثمانية عشر الذين عوقبوا. (( وقد أُدينت المرأتان لأن صوتيهما كان مرتفعين بشكل خاص، وتم قطع لسانيهما قبل أن تنفيا من المدينة مدى الحياة)).

 

المرأة في العصور الحديثة :

عقد في فرنسا اجتماع سنة 1586 م ليبحث شأن المرأة، وما إذا كانت تُعدُّ إنساناً أو لا تُعدُّ إنساناً. وبعد النقاش قرر المجتمعون أن المرأة إنسان ولكنها مخلوقة لخدمة الرجل.

وفي شباط عام 1938 م، صدر قانون يلغي القوانين التي كانت تمنع المرأة الفرنسية من بعض التصرفات المالية، وجاز لها ولأول مرة – في تاريخ المرأة الفرنسية – أن تفتح حساباً جارياً باسمها في المصارف .

وفي إنكلترة بقيت النساء حتى السنة 1850م غير معدودات من المواطنين، وظلت المرأة حتى سنة 1882م وليس لها حقوق شخصية، فلا حق لها بالتملك.

ولم تُسَوِّ جامعة أكس فورد بين الطالبات والطلاب في الحقوق ( في الأندية واتحاد الطلبة ) إلا بقرار صدر في 26 تموز 1964م .

 

المرأة في الإسلام :

مع ظهور الإسلام وانتشار تعاليمه السامية دخلت حياة المرأة مرحلة جديدة بعيدة
كل البعد عما سبقها . في هذه المرحلة أصبحت المرأة مستقلة ومتمتعة بكل حقوقها
الفردية والاجتماعية والإنسانية.

وقد اعتبر الإسلام المرأة كالرجل : كائناً ذا روح إنسانية كاملة، وذا إرادة
واختيار.

وأكد أن الجنسين قادران على انتهاج طريق الإسلام للوصول إلى الكمال المعنوي
والمادي لبلوغ الحياة الطيبة لقوله تعالى : (مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ
أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً
وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ) النحل

فالإسلام يرى المرأة كالرجل إنساناً مستقلاً حراً .كقوله تعالى في القرآن
الكريم : (كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ) المدثر

ومع هذه الحرية فالمرأة والرجل متساويان أمام قوانين الجزاء أيضاً:

(قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ
ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُون) النور/30.

(وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ
فُرُوجَهُنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلاَّ مَا ظَهَرَ مِنْهَا
وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ
إِلاَّ لِبُعُولَتِهِنَّ)النور/31.

(الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا مِائَةَ
جَلْدَةٍ وَلا تَأْخُذْكُم بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ) النور/2.

ولما كان الاستقلال يستلزم الإرادة والاختيار ، فقد قرر الإسلام هذا الاستقلال
في جميع الحقوق الاقتصادية وأباح للمرأة كل ألوان الممارسات المالية ، وجعلها
مالكةٌ عائدها وأموالها، لقوله تعالى : (لِّلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِّمَّا
اكْتَسَبُواْ وَلِلنِّسَاء نَصِيبٌ مِّمَّا اكْتَسَبْنَ وَاسْأَلُواْ اللَّهَ
مِن فَضْلِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا) النساء

فنحن المسلمين عندنا وثيقة إلهية قد كرّمت المرأة أيما تكريم ، وأنصفتها أعظم
إنصاف ، وأنقذتها من ظلم الجاهلية وظلامها ، هذه الوثيقة هي القرآن الكريم.

حيث بينت هذه الوثيقة أن الرجل والمرأة متساويان في أصل النشأة ، متساويان في
الخصائص الإنسانية العامة ، متساويان في التكاليف والمسؤولية ، متساويان في
الجزاء والمصير. وفي ذلك يقول القرآن الكريم : (يَا أَيُّهَا النَّاسُ
اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ
مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاء وَاتَّقُواْ
اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ
عَلَيْكُمْ رَقِيبًا) النساء

ويخاطب الله كلاً من الرجل والمرأة في القرآن، على مستوى واحد من خطاب التكريم
وعلى مستوى واحد من التنويه بالقيمة الإنسانية التي يشتركان فيها‏.‏ فيقول
سبحانه وتعالى :

(مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ
فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ
مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ) النحل/97.

ويقرر القرآن ما يسمى في الشريعة الإسلامية بالولاية المتبادلة بين الرجل
والمرأة، فيجعل من الرجل مسؤولاً عن رعاية المرأة، ويجعل من المرأة مسؤولة عن
رعاية الرجل‏.‏ فيقول سبحانه وتعالى : (وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ
بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ
الْمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ
اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ
حَكِيمٌ) التوبة

إن النظام الاجتماعي الذي يرسم علاقة الرجل بالمرأة في المجتمع الإسلامي يتمثل
في قول الله تعالى في القرآن الذي يقرر كرامة الإنسان ومساواة الرجل والمرأة في
ميزان هذه الكرامة لقوله تعالى : (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم
مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا
إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ)
الحجرات ‏

ويتمثل في هذا النص القرآني الذي يأمر الرجل بأن يعاشر المرأة بالاحترام
والتكريم‏،‏ حتى ولو كرهها لأسباب نفسية ويقول تعالى : (وَعَاشِرُوهُنَّ
بِالْمَعْرُوفِ فَإِن كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئًا
وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا ) النساء/19.

ويتمثل في هذا النص من كلام رسول الله‏ صلى الله عليه وسلم :‏ ‏(‏‏(‏النِّساءُ
شِقائِقُ الرِّجَالِ‏ ‏)‏‏) وفي هذا النص الثاني‏:‏ ‏(‏‏(‏خَيْرُكُمْ
خَيْرُكُمْ لأهْلِهِ ، وَأَنا خَيْرُكُمْ لأهلي‏)‏‏)‏‏ ، وكذلك في الحديث
النبوي : (( إِنَّ اللهَ يوصِيكُم بِالنساءِ خَيْرَاً)).

 

الإسلام جاء فعلاً ليساهم في تحرير الإنسان لينقل الرؤية إليه من واقع إلى واقع
آخر.فهو قبل الإسلام شيء وبعد ظهوره شيء آخر، والمرأة كإنسان نالت بعضاً من
حريتها، وملكت بعضاً من قيمتها كالرجل،وأصبحت مساوية له في الكثير من الأوضاع
الاقتصادية والاجتماعية والثقافية. وما ورد من فروق بينها وبين الرجل يرجع إلى
الطبيعة البيولوجية للمرأة وللرجل كذلك، وتلك الطبيعة تجعل مطالب المرأة أكثر
إلحاحاً في عصرنا هذا، كما يرجع إلى الشروط الموضوعية التي كانت في ذلك الوقت
تفصل الرجل عن المرأة، وتجعل المجتمع ككل تحت رحمة الرجال.

 

وقد أنصف القرآن الكريم النساء في قوله تعالى: (قد سمع الله قول التي تجادلك في
زوجها في زوجها وتشتكي إلى الله والله يسمع تحاوركما)  المجادلة ... وهو إنصاف
يزكي المساواة بين الجنسين في الإسلام

 

وقول الرسول صلى الله عليه وسلم :(( لا فضل لعربي على أعجمي ولا أعجمي على عربي
ولا لأحمر على أسود ولا أسود على أحمر إلا بالتقوى)).

يساوي بين الناس جميعاً بقطع النظر عن جنسيتهم أو لغتهم، أو لونهم ماداموا
يتقون الله، وتقوى الله تعني في عمقها احترام كرامة الإنسان.

وقول الرسول صلى الله عليه وسلم : (( كلكم راع وكل مسؤول عن رعيته فالرجل راع
في أهل بيته، وهو مسؤول عن رعيته، والمرأة راعية في بيت زوجها، وهي مسؤولة عن
رعيتها))

وهو قول يحدد مجال المسؤولية انطلاقاً من الشروط الموضوعية التي تحكم المجتمع
ككل. وتحكم الرجل والمرأة معاً. هذا من جهة ومن جهة أخرى نجد أن الحديث يقرر ما
يفهم من قوله تعالى: "والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض "

وبعض الأحاديث تعطي للمرأة الأفضلية على الرجل كما جاء في الحديث: (( من أحق
الناس بحسن صحابتي. قال: أمك . قيل : ثم من؟ قال: أمك. قيل : ثم من؟ قال: أمك.
قيل : ثم من؟ قال : أبوك)).

وهذا الحديث يعكس الأهمية التي تحتلها المرأة في المجتمع، وأن سلامة المجتمع
رهينة بدور المرأة في إعداد الأجيال الصاعدة، وهو ما يكسبها مكانتها التربوية.

وبذلك نصل إلى أن المرأة التي نريد هي المرأة المتحررة، الإنسان المتمتعة بكافة
الحقوق المدافعة عنها، والمتمسكة بها الساعية إلى تمتع أفراد المجتمع بها،
الرامية إلى حفظ كرامتها عبر حفظ كرامة المجتمع ككل، وهي بذلك تساهم في صياغة
مجتمع الحرية والمساواة والعدالة الاجتماعية الذي هو حلم كل إنسان.

للمرأة فضل في العمران نشهده لولا تقدمها ما تمّ عمرانُ

فإنما هي للأبناء مدرسة وإنما هي للآباء مِعوانُ

وإن إصلاحها إصلاح مملكة وإن إفسادها موت وخسرانُ وفي خلاصة الحديث يتبين لنا
أن كرامة المرأة وصيانة حقوقها هو في الإسلام وهنا يقع على عاتقنا نحن الرجال
احترام المرأة كأم وزوجة وبنت وبها تقوم الأمم لقول الشاعر العراقي المرحوم
معروف الرصافي ونعم ما قال :

 

هي الأخلاق تنبـت كالنبـات إذا ُسقِيَت بمـاء المكرُمـات

 

تقـوم إذا تعهّدهـا المُرَبّـي على ساق الفضيلة مثمـرات

 

وتسمـو للمكـارم باتِّـسـاق كما اتّسقـت أنابيـب القنـاة

 

وتُنعش من صميم المجد روحاً بأزهـار لهـا ُمتَضـوِّعـات

 

ولم أر للخلائق مـن مَحَـلّ يهذّ بهـا كحِضـن الأمهـات

 

فحضن الأم مدرسة تسامـت بتربيـة البنيـن أو البنـات

 

وأخلاق الوليد تُقـاس حسنـاً بأخـلاق النسـاء الوالـدات

 

فأول درس تهذيـب السجايـا يكون عليك يا صـدر الفتـاة

 

فكيف نظُـنّ بالأبنـاء خيـراً إذا نشؤوا بحِضن الجاهـلات

 

فما للأمهـات جهِلْـن حتـى أتَيْن بكـلّ طَيّـاش الحصـاة

 

حَنَوْن على الرضيع بغير علم فضاع حُنُوّ تلك المرضعـات

 

أؤم المؤمنيـن إليـك نشكـو مصيبتنـا بجهـل المؤمنـات

 

فتلـك مصيبـة يـا أم منهـا نكاد نغص بالمـاء الفـرات

 

وأكتفي بهذا القدر من القصيدة لأنها طويلة . وعلى كل حال قد تعلمنا أن المرأة
هي مكمل الرجل ولولاها لما كانت البشرية لها وجود وأن أردنا أن نقوي نهجنا
وقوتنا علينا بسر البقاء هو الاتحاد والتعاون والتآخي للعمل والسير قدم لدفع
عجلة الزمن إلى الأمام والله الموفق ويداً بيد لبناء الصرح والله خير حافظ وهو
أرحم الراحمين.

المحب المربي

behbahani@t-online.de


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


سيد صباح بهباني
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2011/01/29



كتابة تعليق لموضوع : كرامة المرأة وصيانة حقوقها هو في الإسلام
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net