صفحة الكاتب : احمد الشيخ ماجد

العراقيين والسبعينيات
احمد الشيخ ماجد

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 

لاشك إن الانسان بفطرته مجبول للحنين الى الماضي, فـمهما يكون الحنين موجع ومؤلم فهو يذكره باشتياق ولهفة. وكل ذكرى جميلة وان كانت مؤلمة كما يقال, فالماضي يجسد اجمل الاشياء المرتبطة بحياة الانسان, الطفولة والشباب والايام الرائعة التي تزخر بالناس الصادقين كلها مرتبطة بالماضي, فالناس في السابق سيما العراقيين كانوا عائلة واحدة وكانوا صادقين في المشاعر وكل شيء... والماضي مهما يكن جميلاً فالانسان لايذكره بافراط, طبعاً اذا كانت جوانب مشرقة من حياته التي يعيشها....العراقيين يحنون ويذكرون السبعينيات بشكل مفرط, فاغلب العراقيين الذين عاشوا تلك الفترة معجبين بكل شي في السبعينيات, الفطرة التي كانت متغلبة على سلوك الناس آنذاك, على الرغم من قسوة العيش وقلة الحيلة الا ان الناس تتغلب عليهم الفطرة الحميلة . والشعر والاغاني التي كانت سائدة في ذلك الوقت, فعلى الرغم من صدور اغاني كثيرة بعد تلك الحقبة, تجد الكثير من العراقيين يقفون اجلالاً عند سماع أي اغنية مرتبطة بذلك الوقت...هذه الفترة يعتبرها العراقيين انها الفترة المشرقة التي مرت بهم, لانها خالية من الحرب وكذلك انها تتسم بالفطرة والقلوب المتماسكة في مابينها فتجد عوائل تعيش في بيت واحد, وكذلك انها فترة ذات انعاش اقتصادي بالنسبة للعراقيين, حيث نجد اغلب العراقيين قد سافروا خارج العراق لغرض السياحة وماشابه, والحنين لتلك الفترة لابقتصر على الناس البسطاء فقط بل حتى المثقفين منهم فالشاعر محمد جبار الخطاط في قصيدته امنيات مستعصية يسأل احد اصدقائه متمنياً يقول ( علمني يا (جمعه ألحلفي) كيف أعود إلى ما قبل . العام الثالث والسبعين من القرن الغابر). وهكذا نجد اغلب المثقفين يحبون هذه الفترة ويحنون اليها بشكل عجيب, وفيهم من يحمل على الحاضر  روح ناقمة تعبر عن حرقة دفينة ونفاذ صبر...اذن ماهو السبب الذي جعل اكثر العراقيين يتغنون بالماضي, رغم ان الماضي ليس تاريخاً حافلا بالسعادة وكذلك له سلبياته الكثيرة جداً..وقد يقول قائل لماذا هذا الحنين الى تلك الايام والحاضر مملؤو في القضايا التكنولوجية التي تغني الانسان عن اشياء كثيرة ؟.. في اعتقادي ان الفترة الحالية رغم وجود القضايا التكنولوجية, لكنها اتعس الفترات التي مرت وتمر بالعراق, فهي فترة مظلمة جداً, يتغلب فيها الجهل على العلم, والنفاق على النقاء, فالناس ليس كفطرة الماضي . فالماضي نهر للصداقة ونبع للوفاء وقلب للاخاء كانت قلوب ملئها الحب والحنان, الناس اليوم يتكلمون شي ويضمرون في القلب شي, اضافة الى كثرة القتل والدمار الذي حل بالعراق, فأي تكنولوجيا تفيد الناس في ظل الوضع المتردي, الذي يعيشه العراقيين؟, كنت اسأل الحاج ابو محمد, لماذا تحن الى الماضي بافراط؟ فـيرد : هو احنه اشفنه من الحاضر, عمي هذا وكت اغبر!. وفوق كل شي هو الامان المستلب من العراقيين ففي ظل الامان يكون كل شي جميل وهو ماتروم اليه الشعوب الباحثة عن السعادة...يقول النبي محمد (ص) ((من أصبح آمناً في سربه معافاً في بدنه عنده قوت يومه فكأنما حيذت له الدنيا بما فيها )) العراقي الان يخرج لايأمن على نفسه فهو ينطق الشهادتين قبل ان يخرج من بيته فالقتل متفشي بشكل غريب في هذا البلد . فأي تكنولوجيا تنفع حينما لايأمن الانسان على نفسه؟. سوف ابقى احن واتمنى مع العراقيين ان تعود ايام السبعينيات رغم اني لم اعيشها, فقط اسمع الناس يتكلمون عن السعادة الغامرة فيها, الى ان يأتي شريف ويأخذ العراق الى بر الامان عندها لم نتمنى عودة تلك الايام المنصرمة .
 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


احمد الشيخ ماجد
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2013/04/01



كتابة تعليق لموضوع : العراقيين والسبعينيات
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net