صفحة الكاتب : فؤاد فاضل

ثقافة المقاطعة
فؤاد فاضل

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 

كثيرة هي المقاطعات والتقاطعات التي تحصل بين الكتل السياسية بالعراق , حيث إنها تصل في بعض الأحيان إلى درجة الوصف على لسان احد مسئولي الدولة أو أعضاء الكتل بكسر العظم ,, والعظام هنا كثيرة , منها ناعم وهش , ومنها ماهو صلب وشديد ولا يكسر بسهولة , والأمران يتوقفان على درجة المساندة وحجم القوة والقرار السياسي الذي يستطيع ان يتخذه هذا المسئول أو ذاك , تاركا وراءه كل الحسابات التي تتعلق بحجم القطيعة والمنعكسة على تمشية القرارات والتصويت عليها , وما سيؤول بذلك من فائدة تخدم الجمهور , والثقافات عندنا ايظا كثيرة ومتنوعة , وكلها متوفرة الا ثقافة الاستقالة ,, الموت ولا الاستقالة , عبارة سمعتها مرة وإنا أتجول بإحدى أروقة وزاراتنا العراقية , والقطيعة أو المقاطعة هي الثقافة الغالبة في الأروقة السياسية , وهي ورقة الضغط السائدة للجميع ضد الجميع , ولكي اكون دقيقا بتحديد كلمة الجميع بالقصد , أقول تعود الى اهم القادة بالدولة العراقية والاكثر تأثيرا في صناعة القرار , والاهم حضورا في لحظة التصويت على القوانين , وهنا لا أريد تحديد شخص او مسؤول بعينه فالكل معني بتلك الأهمية لضلوعهم بتمرير او عدم تمرير القرارات بالبرلمان , وثقافة المقاطعة للاسف هي الثقافة السائدة في كل الظروف السياسية , والغريب بالامر ان بعض السادة المسولين الذين نراهم يقاتلون علنا من اجل مصلحة الشعب الا انهم بمجرد تعرضهم الى ازمة في صناعة القرار سرعان مايلجاون الى إعلان مقاطعة الحكومة والبرلمان ومجلس الوزراء والدنيا كلها تقوم ولاتقعد , ولكي يكتمل المشهد تبدا معها سلسلة من تبادل التصريحات الاقرب الى الشتائم , حيث انها صارت هي الأكثر مألوفة للشارع العراقي , نعم تعودنا على ذلك , ولم يعد غريبا لدينا ان يتبادلون الشتائم او اللعنات , او الضرب بالأحذية , الامر صار عندنا هو الأقرب الى سيناريو منظم تعود الناس عليه , نحن نقاطع , وانتم تشتمون , واخرون يتبادلون رمي الأحذية , وربما يدخل شخص آخر جديد على الخط وهو بالطبع لايدري اصلا مالذي يحدث , الا انه يركب الموجه ليحقق ظهورا ليس له مثيل ويدلي بما عنده من مفاجآت اخرى او كشف ما لايعرفه الآخرون , وهكذا هو المشهد السياسي عندنا , هو اقرب الى مسرح مليء بالضوضاء والضجيج امعانا من الجميع ضد الجميع بتجسيد ثقافة المقاطعة وتعميم مشاهد الفوضى التي تلحق بها مشاهد العنف والقتل والتفخيخ انتهاء بقتل الناس وتحويلهم الى جرحى وشهداء يحق لهم الحصول على تعويض او وظيفة في دوائر الدولة ,,, هذا هو المشهد السياسي عندنا إخوتي ,, أنا احترم كل الثقافات , واحترم ايظا ثقافة المقاطعة لأنها أكيد لها اسبابها وحيثياتها ,, الا انني والله اتمنى ان يخرج رجل واحد من الإخوة الذين أعلنوا مقاطعتهم للحكومة والانسحاب منها وان يعلن عن الأسباب الحقيقية وراءها , لان كل مانسمعه من خلال وسائل الإعلام هو ليس مقنعا , كما ان أسباب العودة لا نعرفها ايظا ,, نحن شعب مستغفل ,, وليس مغفل ,, لأننا حتى لا نعرف دواعي وأسباب الانسحاب والعودة , الا ان التصور السائد لدى الناس هو انهم يريدون تعطيل البرلمان والحكومة وانها خطوة ليست لتقويم عمل الدولة العراقية , انما هي خطوة لتعطيل حياة الناس وكل مايتعلق بمصيرهم وراحتهم وتمشية امورهم ,, انا اليوم سعيد جدا لاني سمعت وقرات وعرفت وطش الخبر في كل مكان أن الأخوة بالتيار الصدري قد عادوا الى كابينة الحكومة ومجلس الوزراء ,, رغم اني لا اعرف سبب انسحابهم خاصة بعد مشاركتهم التصويت على قرار تأجيل انتخابات الانبار والموصل ثم انسحبوا ,, وأنا سعيد أيضا لأني قرأت وسمعت بان بعض الأخوة بالقائمة العراقية عادوا الى الحكومة ولو على مضض ؟, إلا أنهم عادوا ,, عودة حميدة للجميع ,, بالرغم من أن البعض منهم مازال يتبادل الاتهامات والتصريحات النارية ضد البعض , السؤال مطروح مرة أخرى ,, لماذا انسحبوا ولماذا عادوا ؟ ومالذي غيروه للشعب بانسحابهم وعودتهم ,, أنا حتى الان لم المس تغييرا , ربما لأنهم عادوا قبل ساعات ولم يستأنفوا عملهم بعد ولكني سأنتظر لأعرف ,, ليس إنا فقط الكل منتظرون ,, متأملون متفائلون ,, وليس لنا إلا أن نبارك لكم عودتكم سائلين الله ان تعودوا بها علينا بالخير والأمان .

mediane31@gmail.com 

 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


فؤاد فاضل
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2013/03/30



كتابة تعليق لموضوع : ثقافة المقاطعة
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net