صفحة الكاتب : ابو منتظر الاسدي

الثقافة الموهومة
ابو منتظر الاسدي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

كانت بلاد مابين النهرين رائدة في مجال العلوم والمعرفة فكان يرتادها طلاب العلم والمعرفة من اقاصي البلدان طمعا للنهل من هذا المنبع الصافي .

فكانت الكوفة والبصرة وبغداد تُخرّج المئات والالاف من العلماء في شتى العلوم 

حتى اصبحت بلاد مابين النهرين حاضرة ومنارا لكل العالم، فصارت مطمعا لبعض الدول الكبرى للسيطرة عليها وجعلها تحت جناحها.

وعمد البعض للقضاء على تلك الحاضرة حسدا وجهلا 

فاخمدوا تلك العلوم ووادوها حتى تلونت المياه من حبر الكتب وتلبدت السماء بغيوم دخانها.

وكان افضل المستعمرين هو الذي نهب تلك الكنوز العلمية وصدرها الى بلاده 

فدرسوها ودرّسوها حتى وعوها وفهموها فهما كاملا فانطلقوا منها وصاروا على قمة العلماء 

واصبح العالم ينهل علومه منهم واصبحوا قبلة لكل طالب، فتغيّرت عندها الموازين.

واصبحنا نشتر تلك العلوم اشترارا حالمين باليوم الذي تعود الامور لطبيعتها ونصابها لاننا اصحاب القرآن الكريم الذي فيه تبيان لكل شئ.

واليوم عندما سمعنا بان بغداد اختيرت لتكون عاصمة للثقافة العربية عادت احلامنا الى اليقضة وتجدد التفاؤل من جديد يحدوها بصيص الامل بان يعود ذلك اليوم فتكون بغداد رائدة للعلوم والثقافة من جديد ويعود ذلك المجد المسلوب.

فبلغت السعادة مبلغها في القلب متطلعة الى ماستقدمه بغداد من علوم ومعارف لتبهر العالم 

حتى تعود الثقة للمثقف العربي بصورة خاصة والاجنبي بصورة عامة بهذه المدينة صاحبة العلوم.

فجاءت لحظة الافتتاح ونحن نتطلع الى الوجوه لنتعرف على العالم الفلاني والعالمة الفلانية او على بعض المفكرين والمثقفين المرموقين،، 

ولكننا صدمنا بوجود وجوه طالما شوهت الدين وحرفته عن مساره فسممت افكار المجتمع بافكار بعيدة عن الاسلام بل هي داعية الى الانحلال والاستهتار فكان من بين الحضور بعض الممثلين -المملوء تاريخهم بالعار- والراقصات الماجنات،، 

وقد كان المراسلون حريصون كل الحرص على اقتناص الوقت والفرص لاجراء بعض اللقاءات معهم 

وكأنهم قد وقعوا على كنز لن يتوفر في كل مرة.

اقول هل سنعود الى ريادة العلم والمعرفة بهؤلاء!! 

ثم ماهو وجه التقاء الثقافة بهؤلاء!!

فهل هذه الشريحة الان اصبحت هي الطبقة المثقفة والتي ستاخذ بنا الى واجهة العالم في هذا المجال..

اذا كان كذلك فالاولى ان تبقى ثقافتنا مسلوبة منهوبة على ان تعود موهومة مشوهة


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


ابو منتظر الاسدي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2013/03/28



كتابة تعليق لموضوع : الثقافة الموهومة
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net