صفحة الكاتب : مهدي المولى

وعاد المفلسون الى دفاترهم القديمة
مهدي المولى

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

هناك مثل معروف ومأثور يقول اذا افلس التاجر عاد الى دفاتره القديمة هو يعلم ان هذه العودة لا فائدة منها سوى ضياع الوقت وبالتالي تضر بالاخرين 

فالساسة المسؤولين  حفظهم الله  واطال الله في اعمارهم من اجل جمع الاموال والقصور والنساء مما جعلهم في حالة تنافس وصراع مستمر وبدون انقطاع من اجل الحصول على المنصب والنفوذ الذي يدر  ذهبا اكثر في وقت اقصر

وهكذا انشغلوا بهذه المنافسة وهذا الصراع وبطرق مختلفة وملتوية واحدهم يحفر للاخر حفرة واحدهم يقتل الاخر واحدهم يجمع كل مفسدة وكل موبقة عن الاخر وكل واحد  لديه ملفات عديدة بمختلف انواع السلبيات والمفاسد الصحيحة وغير الصحيحة 

فكثير ما نسمع هذا المسؤول معلنا بصوت عاليا مفاسد المسؤول المقابل وفجأة يعلن المسؤول المقابل بانه يملك ادلة تثبت  مفاسد المسؤول الاول وبعد الاخذ والرد وفجأة يسكت الاثنان والنتيجة انا اس وانت اس  ونبدأ من جديد بسرقة الشعب وهكذا   تتم عملية استغفال الشعب وخداعه وتضليله وتبدأ عملية النهب والاغتصاب والاذلال لهذا الشعب المسكين الذي لا حول له ولاقوة

منذ   الانتخابات  منذ اكثر من ثلاث سنوات والامور تجري وفق أتفاقات سرية خارجة على الدستور بل  انهم ركنوا الدستور جانبا ولم يعد يعترف به احد 

وفق مصالح خاصة  بين السادة المسؤولين رواتب وامتيازات ومكاسب شرعية وغير شرعية وحمايات وقصور وخدم وحشم تذكرنا بحياة الخلفاء والقياصرة والاكاسرة من اللصوص واهل الرذيلة بل ان  سادتنا الجدد فاقوا اجدادهم بالبذخ والاسراف والتبذير وبناء القصور وجمع النساء وحتى الغلمان فاصبحت كل وزارة خاصة بمجموعة وكل مديرية خاصة بعشيرة الهدف من كل ذلك جمع اموال اكثر في وقت اقصر لا شك ان الشعب يجوع ويفتقر اكثر وفي وقت اقصر وهذا ما نرى ونسمع الطفرات الاسطورية في جمع المال لدى المسؤولين ومن حولهم بشكل يثير الاستغراب والدهشة كيف من اين في حين يزداد الشعب جوعا والما ومعانات في كل المجالات وفي كل النواحي

وعندما تنظر الى اموال الشعب الهائلة والتي لو استخدم نصفها لبناء العراق وسعادة الشعب  لاستطاعوا ان يبنوا لكل عراقي من الشمال الى الجنوب شقة راقية مؤثثة بارقى المواصفات متوفرة بها كل الخدمات وأنشأت المصانع والمزارع والمدارس والمستشفيات  وكل ما يحتاجه المواطن العراقي من خدمات    افضل واحسن وارقى مما هي موجودة في ارقى البلدان

لكن  السادة المسؤولين لا يريدون للشعب العذاب يوم القيامة  لانهم يؤمنون بان الذي يجوع في الدنيا يشبع في الاخرة والفقير في الدنيا غني في الاخرة والذي لا يملك بيتا في الدنيا له  قصرا في الجنة ومن لا يجد زوجة في الدنيا له حورية في الجنة

لهذا قرروا جمع المال والقصور والثروة لهم وحدهم وهذا اكبر دليل وبرهان على اخلاص هؤلاء المسؤولين المؤمنين   جدا فهل هناك تضحية مثل تضحيتهم لكم  انمهم يجمعون اوساخ الدنيا بدل الشعب اليس المال وسخ الدنيا مبروك لكم ياشعب العراق بهؤلاء المسؤولين التحفة

كل  الاطراف متناقضة متضاربة الشكل العام لدينا ثلاثة اطراف متنافسة سنة شيعة كرد فعناصر هذه الاطراف لا تحب السنة ولا الشيعة ولا الكرد لكن كل مجموعة وجدت في هذه الشعارات واللافتات الوسيلة التي توصلهم الى ما يرغبون وما يشتهون وبدونها فهم لا شي ولا قيمة لهم لهذا نرى الانتهازين والمتملقين بل حتى اللصوص والمرتشين والمزورين واهل الموبقات والمطبلين كانوا اول المتقدمين واول الفائزين واصبح لكل مسؤول عصابة وشبكة من الحماية والخدم مسلحة باحدث الاسلحة واصبحت لكل واحد من هؤلاء صلاحية تعادل صلاحية المسؤول وبهذا انتشر الفساد في البر والبحر والجو واصبح الشعب تحت سلطة هؤلاء فلا قانون هناك ولا نظام الحكم للاقوى وبما انهم يملكون المال والسلاح والحكم فان مصير الشعب والوطن اصبح بيدهم

رغم كل هذا الفساد الاداري والمالي ورغم مانسمع من ملفات القتل والجرائم لم  يحال وزير مسؤول ضابط كبير الى القضاء ولم يصدر بحقه اي حكم   كأن هناك اتفاق بين المسؤولين اما يهرب كما سمعنا بقضية وزير الثقافة السابق اسعد الهاشمي والنائب محمد الدايني او نائب رئيس الجمهورية طارق الهاشمي او  تغير الافادات وتبدل الادلة ويفرج عنه كما في قضية السوداني وزير التجارة

ولو كنا في دولة قانون فعلا فهذا الراتب وهذه الامتيازات التي يستلمها المسؤول هي سرقة ويجب اعدامه  ومصادرة امواله المنقولة وغير المنقولة لكننا في دولة الاتفاقات السرية الخاصة البعيدة عن القانون وعن النظام

ونعود الى التجار المفلسين وخصوصا مسعود البرزاني واياد علاوي والسيد مقتدى الصدر فهؤلاء لكل واحد منهم هدف خاص والذي يتمعن في الامر يرى غرابة في الامر  كيف يحدث هذا التقارب وكل واحد من هؤلاء الثلاثة هدفه ان يأكل الاخر لكن عندما تنظر بروية وموضوعية تنكشف امامك حقائق اخرى غير ماتراه فهؤلاء الثلاثة تحركم يد واحدة ويعملون وفق اوامر من جهة واحدة  لكن لكل واحد لون معين ومهمة معينة ويظهر ان الثلاثة في تنافس فكل واحد يريد ان يظهر انه الاول في الطاعة والتنفيذ لنيل الجائزة الكبرى والمنزلة الاولى لتلك الجهة الامرة التي يعمل لها والتي هي مصدر دعمه وتمويله   لا شك انهم شعروا وادركوا انهم افلسوا جماهيريا وشعبيا كما ان الجهة التي يعتمدون عليها بدأت تسحب نفسها  تدريجيا وبهذا خسروا الدنيا والاخرة وذلك هو الخسران المبين

بدأت الضغوطات على الحكومة رغم ان هذه الاطراف بيدهم  الجزء الاكبر من السلطة التشريعية والسلطة التنفيذية وكل ما يجري في البلاد من فساد وعنف وسوء خدمات يتحملون المسؤولية الكبرى الغريب ان هؤلاء بدلا ان يعترفوا بذلك ويعملوا على ابعاد الفاسدين والقضاء على الفساد  عملوا على زيادة الفساد وحماية والدفاع عن الفاسدين من خلال سحب هذه وزرائهم من الحكومة سحب اعضاء البرلمان من البرلمان  الاهمال والتسيب وترك اموال الشعب ودوائر الدولة بيد الحرامية واللصوص

 المعروف ان لهؤلاء القدرة الكاملة اذا كانوا صادقين ومخلصين في ما يدعون ويتبجحون وبسهولة وبدون هذا الصراخ والعويل والتهديد والوعيد 

لدينا دستور ولدينا برلمان ونصف اعضاء البرلمان + واحد تسقط الحكومة  ونصف اعضاء البرلمان +واحد تنجح الحكومة

هيا تقدموا واذا عجزتم دعوا المالكي يؤسس حكومة الاغلبية واذا عجز كما عجزتم فاطرحوا الامر الى الشعب الى انتخابات مبكرة

هذا هو الحل وكل ما نسمعه مجرد  الا عيب من جميع المسؤولين لنهب اموال الشعب لقتل الشعب لاغتصاب نساء الشعب لزيادة معانات الشعب


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


مهدي المولى
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2013/03/25



كتابة تعليق لموضوع : وعاد المفلسون الى دفاترهم القديمة
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net