صفحة الكاتب : حيدر الحد راوي

تاملات في القران الكريم ح100 سورة الاعراف الشريفة
حيدر الحد راوي
بسم الله الرحمن الرحيم
 
وَنَادَى أَصْحَابُ النَّارِ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ أَنْ أَفِيضُواْ عَلَيْنَا مِنَ الْمَاء أَوْ مِمَّا رَزَقَكُمُ اللّهُ قَالُواْ إِنَّ اللّهَ حَرَّمَهُمَا عَلَى الْكَافِرِينَ{50}
تستمر الاية الكريمة في نقل جوانب من الحوارات بين اصحاب النار واصحاب الجنة , في هذه المرة يطلب اصحاب النار شيئين : 
1- (  أَنْ أَفِيضُواْ عَلَيْنَا مِنَ الْمَاء ) : في ذلك دلالة على ان اصحاب النار لا يشربون ماءا , بل ان هناك ( في جهنم ) شرابا خاصا اشارت اليه الايات الكريمة من سورة النبأ الشريفة وايات اخرى (  لَّا يَذُوقُونَ فِيهَا بَرْداً وَلَا شَرَاباً{24} إِلَّا حَمِيماً وَغَسَّاقاً{25} ) , وهذا الشراب لا يروي ظامئا , ولا يطفأ حرارة العطش ,  فتستمر معاناتهم مع العطش بالاضافة الى سائر صنوف العذاب التي يعرضون عليها ! . 
2- (  أَوْ مِمَّا رَزَقَكُمُ اللّهُ ) : يشير النص المبارك الى ان اصحاب النار لا يأكلون ايضا , الا طعاما من نوع خاص , اشارت اليه ايات كريمة ومنها { وَلَا طَعَامٌ إِلَّا مِنْ غِسْلِينٍ }الحاقة36 , وهذا الصنف من الطعام لا يحقق الشبع المتعارف عليه , بل يبقى صاحبه يعاني من الم الجوع , بالاضافة الى العطش المذكور في النص المبارك السابق , ويضاف لهما ( العطش والجوع ) صنوف العذاب الاخرى .          
يلاحظ ايضا , ان الم العطش والجوع المستمرين نوعا من انواع العذاب , لكنهما يمثلان عذابا ثانويا وليسا عذابا رئيسيا ( اساسيا ) ! . 
تروي الاية الكريمة ايضا جواب اصحاب الجنة لهم (  قَالُواْ إِنَّ اللّهَ حَرَّمَهُمَا عَلَى الْكَافِرِينَ ) ! .    
 
الَّذِينَ اتَّخَذُواْ دِينَهُمْ لَهْواً وَلَعِباً وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا فَالْيَوْمَ نَنسَاهُمْ كَمَا نَسُواْ لِقَاء يَوْمِهِمْ هَـذَا وَمَا كَانُواْ بِآيَاتِنَا يَجْحَدُونَ{51}
تشير الاية الكريمة الى ان الله تعالى سيترك هؤلاء الكفار ( الظالمين ) على ما هم عليه حيث انهم (  اتَّخَذُواْ دِينَهُمْ لَهْواً وَلَعِباً وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا ) , ثم تذكر سببين لذلك : 
1- (  فَالْيَوْمَ نَنسَاهُمْ كَمَا نَسُواْ لِقَاء يَوْمِهِمْ هَـذَا ) . 
2- (  وَمَا كَانُواْ بِآيَاتِنَا يَجْحَدُونَ ) .            
 
وَلَقَدْ جِئْنَاهُم بِكِتَابٍ فَصَّلْنَاهُ عَلَى عِلْمٍ هُدًى وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ{52}
تشير الاية الكريمة الى ان الله تعالى ارسل لهم كتابا ( اهل مكة )  (  فَصَّلْنَاهُ عَلَى عِلْمٍ ) " بيناه بالعقائد والاحكام والمواعظ " ( مصحف الخيرة/علي عاشور العاملي) , " بيناه بالاخبار والوعد والوعيد " ( تفسير الجلالين / السيوطي ) , وهذا الكتاب فيه خصلتين (  هُدًى وَرَحْمَةً ) , لمن يؤمن به (  لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ ) ! . 
           
هَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ تَأْوِيلَهُ يَوْمَ يَأْتِي تَأْوِيلُهُ يَقُولُ الَّذِينَ نَسُوهُ مِن قَبْلُ قَدْ جَاءتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ فَهَل لَّنَا مِن شُفَعَاء فَيَشْفَعُواْ لَنَا أَوْ نُرَدُّ فَنَعْمَلَ غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ قَدْ خَسِرُواْ أَنفُسَهُمْ وَضَلَّ عَنْهُم مَّا كَانُواْ يَفْتَرُونَ{53}
اشارت الاية الكريمة الى امرين جديرين بالتأمل والوقوف عندهما : 
1- (  هَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ تَأْوِيلَهُ ) : تأويله هنا يمعنى ( عاقبة ما فيه ) " مصحف الخيرة/علي عاشور العاملي , تفسير الجلالين / السيوطي" . 
2- (  يَوْمَ يَأْتِي تَأْوِيلُهُ يَقُولُ الَّذِينَ نَسُوهُ مِن قَبْلُ قَدْ جَاءتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ فَهَل لَّنَا مِن شُفَعَاء فَيَشْفَعُواْ لَنَا أَوْ نُرَدُّ فَنَعْمَلَ غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ قَدْ خَسِرُواْ أَنفُسَهُمْ وَضَلَّ عَنْهُم مَّا كَانُواْ يَفْتَرُونَ ) : الندم عندما تتكشف الحقائق وما يترتب على ذلك من احداث , وفيه نلاحظ ونشاهد علامات الندامة وما نتج عنها من حسرات : 
أ‌) (  قَدْ جَاءتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ ) : انكشفت الحقائق ! .  
ب‌) (  فَهَل لَّنَا مِن شُفَعَاء فَيَشْفَعُواْ لَنَا ) : البحث عن شفعاء ! .  
ت‌) (  أَوْ نُرَدُّ فَنَعْمَلَ غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ ) : العودة للحياة ثم تغيير العمل السابق ! .  
فتشير الاية الكريمة في ختامها الى امرين لا ينفع الندم معهما ابدا : 
1- (  قَدْ خَسِرُواْ أَنفُسَهُمْ ) . 
2- (  وَضَلَّ عَنْهُم مَّا كَانُواْ يَفْتَرُونَ ) .                                     
 
إِنَّ رَبَّكُمُ اللّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثاً وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ أَلاَ لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ تَبَارَكَ اللّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ{54}
نستقرأ الاية الكريمة في ستة موارد : 
1- (  إِنَّ رَبَّكُمُ اللّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ) : يشير النص المبارك الى ان الله تعالى قد خلق السموات والارض في ستة ايام , لا يعلم انها من مواقيت الدنيا ام من مواقيت العالم الاخر , فاذا كانت من مواقيت الدنيا , فأن اليوم الواحد فيه ليل ونهار , الناتج من دوران الارض حول نفسها , ويقتضي وجود الشمس , في ذلك الحين لم يكن هناك ارضا ولا شمس , عندها لا يمكن تكوين النهار والليل , فلابد ان تكون من ايام العالم الربوبي , او ان الامر الالهي ( كن ) الذي اقتضى خلق السموات والارض في العالم الاخر يعادل ستة ايام من ايامنا هذه والعلم عند الله تعالى ! .    
2- (  ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ ) : ( استقام امره ) " مصحف الخيرة/علي عاشور العاملي" , ( هو في اللغة سرير الملك ، استواءً يليق به ) " تفسير الجلالين / السيوطي" .
3- (  يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثاً ) : ( أي يغطي كلا منهما بالآخر (يطلبه) يطلب كل منهما الآخر طلباً (حثيثاً) سريعاً " تفسير الجلالين / السيوطي" .
4- (  وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ ) : ( مسيرات / مذللة بقدرته ) " مصحف الخيرة/علي عاشور العاملي" . 
5- (  أَلاَ لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ ) : (ألا له الخلق) جميعا (والأمر) كله " تفسير الجلالين / السيوطي" .
6- (  تَبَارَكَ اللّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ ) : تمجد وتعظم جل وعلا .                                            
 
ادْعُواْ رَبَّكُمْ تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ{55}
تضمنت الاية الكريمة امرا مباشرا بدعائه عز وجل , وذكرت كيفيتين لا ينبغي تجاوزهما :  
1- (  تَضَرُّعاً ) : تذللا وفي حالة خشوع .  
2- (  وَخُفْيَةً ) : سرا .            
ثم اختتمت الاية الكريمة بـ (  إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ ) , المتجاوزين للحد في الدعاء بالرياء والرفع الصوت وما شابه ! .      
 
وَلاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاَحِهَا وَادْعُوهُ خَوْفاً وَطَمَعاً إِنَّ رَحْمَتَ اللّهِ قَرِيبٌ مِّنَ الْمُحْسِنِينَ{56}
تضمنت الاية الكريمة ثلاثة امور : 
1- (  وَلاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاَحِهَا ) : نهي عن الفساد والافساد والعمل على نشره بأي طريق كان . 
2- (  وَادْعُوهُ خَوْفاً وَطَمَعاً ) : امر مباشر , الخوف من الانحراف عن الطريق المستقيم وما يترتب عليه من العقاب , والطمع في رحمته جل وعلا . 
3- (  إِنَّ رَحْمَتَ اللّهِ قَرِيبٌ مِّنَ الْمُحْسِنِينَ ) : بيان ( تصريح ) وفيه نلاحظ امرين :              
أ‌) ان رحمته جل وعلا قريبة من المحسنين , هنا سيحتاج المتأمل ان يتأمل مفهومي القرب والبعد في القرآن الكريم ! . 
ب‌) كلمة ( رحمة ) مؤنثة , لكن النص المبارك وصفها وصف المذكر ( قريب ) , ننقل رأي واحد حول هذا الامر عن السيوطي في تفسير الجلالين ( تذكير قريب المخبر به عن رحمة لإضافتها إلى الله ) . 
  يلاحظ من سياق الاية الكريمة ان من تجنب الفساد والافساد ودعا الله تعالى خوفا وطمعا يكون من ( المحسنين ) ! . 
 
وَهُوَ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْراً بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ حَتَّى إِذَا أَقَلَّتْ سَحَاباً ثِقَالاً سُقْنَاهُ لِبَلَدٍ مَّيِّتٍ فَأَنزَلْنَا بِهِ الْمَاء فَأَخْرَجْنَا بِهِ مِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ كَذَلِكَ نُخْرِجُ الْموْتَى لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ{57}
تسلط الاية الكريمة الضوء على جانبين من جوانب قدرته عز وجل : 
1- (  وَهُوَ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْراً بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ حَتَّى إِذَا أَقَلَّتْ سَحَاباً ثِقَالاً سُقْنَاهُ لِبَلَدٍ مَّيِّتٍ فَأَنزَلْنَا بِهِ الْمَاء فَأَخْرَجْنَا بِهِ مِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ ) : قدرته عز وجل على الاحياء وتهيئة اسبابه .
2- (  كَذَلِكَ نُخْرِجُ الْموْتَى لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ) : قدرته عز وجل في اجراء الموت على الكائنات والاشياء , ومن ثم تهيئة اسبابا خاصة لاحيائها .            
 
وَالْبَلَدُ الطَّيِّبُ يَخْرُجُ نَبَاتُهُ بِإِذْنِ رَبِّهِ وَالَّذِي خَبُثَ لاَ يَخْرُجُ إِلاَّ نَكِداً كَذَلِكَ نُصَرِّفُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَشْكُرُونَ{58}
الاية الكريمة تضرب مثالا او مقارنة بين طرفين مختلفين :
1- (  وَالْبَلَدُ الطَّيِّبُ يَخْرُجُ نَبَاتُهُ بِإِذْنِ رَبِّهِ ) : كذلك الحال لدى المؤمن .  
2- (  وَالَّذِي خَبُثَ لاَ يَخْرُجُ إِلاَّ نَكِداً ) : هذا واقع حال الكافر ! .       
نلاحظ اختتام الاية الكريمة بــ (  كَذَلِكَ نُصَرِّفُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَشْكُرُونَ ) , يبين الله تعالى حججه البالغه , وبراهينه الساطعة , وعلامات ربوبيته القاطعة , لمن امن بها وتقدم بالشكر والعرفان لهذه النعم السابغة ! .     
 
لَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحاً إِلَى قَوْمِهِ فَقَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُواْ اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَـهٍ غَيْرُهُ إِنِّيَ أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ{59}
تروي الاية الكريمة , ان الله عز وجل ارسل نوحا (ع) الى قومه , فبلغهم بأمرين :
1- (  يَا قَوْمِ اعْبُدُواْ اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَـهٍ غَيْرُهُ ) : دعاهم (ع) الى عبادته عز وجل , وهذا ما يبدأ به جميع الانبياء والرسل دعواتهم لاقوامهم . 
2- (  إِنِّيَ أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ ) : ثم ينذرهم (ع) من عذاب وهول يوم القيامة , في حال عدم رفضهم لدعوته وعدم ايمانهم بها .          
 
قَالَ الْمَلأُ مِن قَوْمِهِ إِنَّا لَنَرَاكَ فِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ{60}
تروي الاية الكريمة رد قوم نوح (ع) عليه , ويلاحظ انهم اتهموه (ع) بـ ( إِنَّا لَنَرَاكَ فِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ ) , المتتبع لسيرة الرسل والانبياء (ع) يجد ان كل منهم اتهمه قومه بشيء معين , ولعل ابرز تلك التهم ( الجنون )  }قَالَ إِنَّ رَسُولَكُمُ الَّذِي أُرْسِلَ إِلَيْكُمْ لَمَجْنُونٌ }الشعراء27 , و ( السحر = ساحر ){ قَالَ الْمَلأُ مِن قَوْمِ فِرْعَوْنَ إِنَّ هَـذَا لَسَاحِرٌ عَلِيمٌ }الأعراف109 , أي ان القوم يتهمون النبي والرسول بما يتناسب مع رسالته والمعجزات التي يجريها الله تعالى على يديه , فالحال مع نوح (ع) اقتضى ان يتهمه القوم في الضلال المبين , لما انبأهم بأمر الطوفان ! .      
 
قَالَ يَا قَوْمِ لَيْسَ بِي ضَلاَلَةٌ وَلَكِنِّي رَسُولٌ مِّن رَّبِّ الْعَالَمِينَ{61}
تروي الاية الكريمة رده (ع) على هذه التهمة (  قَالَ يَا قَوْمِ لَيْسَ بِي ضَلاَلَةٌ ) , وكلمة ( ضَلاَلَةٌ ) اعم واشمل من كلمة ( ضَلاَلٍ ) فيكون نفيها ابلغ , ثم يبين (ع) ( وَلَكِنِّي رَسُولٌ مِّن رَّبِّ الْعَالَمِينَ ) , ونلاحظ هنا (  رَسُولٌ مِّن رَّبِّ الْعَالَمِينَ ) , ففي ايات كريمة وردت بنفس الصيغة او مشابهه لها , وفي ايات كريمة اخرى وردت بحذف حرف الجر ( من ) , من قبيل { فَأْتِيَا فِرْعَوْنَ فَقُولَا إِنَّا رَسُولُ رَبِّ الْعَالَمِينَ }الشعراء16 , { وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَى بِآيَاتِنَا إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ فَقَالَ إِنِّي رَسُولُ رَبِّ الْعَالَمِينَ }الزخرف46 .             
 
أُبَلِّغُكُمْ رِسَالاَتِ رَبِّي وَأَنصَحُ لَكُمْ وَأَعْلَمُ مِنَ اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ{62}
تروي الاية الكريمة كلاما موجزا خاطب (ع) به قومه , وبين فيه (ع) امرين :   
1- وظيفته (ع) : وكان ذلك في محورين : 
أ‌) ( أُبَلِّغُكُمْ رِسَالاَتِ رَبِّي ) : " المبلغ " التبليغ عن الله تعالى . 
ب‌) ( وَأَنصَحُ لَكُمْ ) : " الناصح "  طلب الخير للمنصوح .           
2- علمه (ع) : ( وَأَعْلَمُ مِنَ اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ ) , ينبغي ان يكون المبلغ عن الله تعالى والناصح اعلم ممن يراد ايصال البلاغ والنصيحة اليه ! .           
 
أَوَعَجِبْتُمْ أَن جَاءكُمْ ذِكْرٌ مِّن رَّبِّكُمْ عَلَى رَجُلٍ مِّنكُمْ لِيُنذِرَكُمْ وَلِتَتَّقُواْ وَلَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ{63}
توجه الاية الكريمة سؤال استنكار وتعجب لقوم نوح (ع) (  أَوَعَجِبْتُمْ ) , ( أَن جَاءكُمْ ذِكْرٌ مِّن رَّبِّكُمْ عَلَى رَجُلٍ مِّنكُمْ ) يستشف من النص المبارك امرين نذكرهما لا على سبيل الحصر :            
1- ان الرسول يكون من نفس القوم , يتكلم لغتهم , ويعرفونه حق معرفته . 
2- تدل كلمة ( رجل ) في النص المبارك على ان الرسالة والنبوة تكون في الرجال فقط , ولا يمكن ان تكون في النساء ! . 
 
فَكَذَّبُوهُ فَأَنجَيْنَاهُ وَالَّذِينَ مَعَهُ فِي الْفُلْكِ وَأَغْرَقْنَا الَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا إِنَّهُمْ كَانُواْ قَوْماً عَمِينَ{64}
نستقرأ الاية الكريمة في ثلاثة موارد : 
1- (  فَكَذَّبُوهُ ) : يروي النص المبارك ان القوم قد كذبوه (ع) , كل نبي ورسول كذبه قومه , الا القليل منهم امن به , فينجي الله تعالى رسوله والمؤمنين وينزل العقاب في الكافرين . 
2- (  فَأَنجَيْنَاهُ وَالَّذِينَ مَعَهُ فِي الْفُلْكِ ) : يروي النص المبارك ان الله تعالى قد انجى نوحا (ع) ومن ركب معه في سفينته الشهيرة , سواء من كان فيها من البشر او الحيوانات .
3- (  وَأَغْرَقْنَا الَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا ) : السبب في اغراقهم (  إِنَّهُمْ كَانُواْ قَوْماً عَمِينَ ) , قوما عمين = عمي القلوب ! .                     

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


حيدر الحد راوي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2013/03/22



كتابة تعليق لموضوع : تاملات في القران الكريم ح100 سورة الاعراف الشريفة
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net