صفحة الكاتب : اسعد عبدالله عبدعلي

تحقيق :مقاولون التغيير الى متى من دون مسائلة
اسعد عبدالله عبدعلي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 

الحديث عن المقاولين العراقيين ذو غصة في قلوب الناس ,فهذه الفئة نمت بشكل عجيب بمعية قوات الاحتلال الامريكي ,حيث كان مشروع بريمر في بدايات ايام التغيير هو الاعمار باسرع وقت لذا تم الصرف مبالغ مهولة من صندوق العراق لدى الامم المتحدة يذكر أن صندوق تنمية العراق (DFI) أنشئ في أيار من العام 2003، من قبل مدير سلطة الائتلاف المؤقتة وتم الاعتراف به، بموجب قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحد رقم 1483 وبعد حل سلطة الائتلاف في حزيران من العام 2004، تم تفويض الحكومة الأميركية من قبل حكومة العراق لإدارة أموال صندوق تنمية العراق، التي أتيحت لمشاريع إعادة الإعمار، وقامت وزارة الدفاع الأميركية بإدارة أموال الصندوق المذكور نيابة عن الحكومة الأميركية، وقد تم سحب التفويض اعتباراً من 31 كانون الأول 2007.

فتم نقل مئات ملايين الدولارات في اكبر عملية نقل للاموال والغاية المعلنة الاعمار , لكن الذي حصل هو اكبر عملية لاهدار المال العراقي بتصريح مكتب المحاسبة الامريكية وهو يجري الان مراجعة لمشاريع الاعمار التي كانت تحت اشراف القوات الامريكية .

وقال عضو لجنة النزاهة البرلمانية ولجنة تقصي الحقائق في تدقيق أموال صندوق التنمية (DFI) شيروان الوائلي، في بيان صدر عن مكتبه الإعلامي على هامش لقائه بالمفتش العام الأميركي ستيوارت بوين في مقر إقامة زعيم المؤتمر الوطني العراقي أحمد الجلبي لمناقشة مصير أموال الصندوق المفقودة، إن المفتش العام جاء ليدقق في أموال صندوق التنمية التي صرفت في زمن سلطة الائتلاف المؤقتة بإشراف الحاكم المدني بول بريمر، والتي شاب الكثير منها الغموض والهدر.

وأضاف الوائلي أنه يفترض أن يكون قد تم سحب 21 مليار دولار من الصندوق، لكن المفتش العام أكد أن هناك 8.8 مليار دولار قد صرفت من دون مستندات صرف أو وثائق تبين كيفية صرفها، على الرغم من أنها مؤشرة كمبالغ مصروفة في زمن بريمر، كما أنه تم صرف 7 مليار دولار وفقاً لوثائق تحتوي على إشكالات وخروق بخصوص المطابقات، كما هناك مبالغ أخرى تصل قيمتها إلى 25 مليار دولار كانت قد دخلت صندوق التنمية وصرفت في مشاريع أمنية من تجهيزات عسكرية وغيرها.

وتابع الوائلي أن المبلغ الكلي قيد التدقيق يبلغ 61 مليار دولار، موضحاً أن المفتش العام سيقدم تقريرين، الأول في تموز 2012، والثاني في كانون الثاني 2013 ونقل الوائلي عن المفتش العام قوله، إنه يتم التحقيق مع 60 شخصية أميركية بشأن هذه الأموال، مؤكداًً أن التقرير الثاني يتضمن أسماءهم، فيما سيتم تسليم الأسماء العراقية إلى الحكومة العراقية.

 

والتقينا ببعض المواطنين لنتعرف على ارائهم بالموضوع :

 

يقول المواطن تحسين علي : انها ماساة كبيرة ابطالها اناس عديمي الضمير ممن ارتضوا سرقة المال العراقي بالمشاركة مع الجانب المسؤول عن الصرف ( الجانب الامريكي) , واليوم هؤلاء يملكون عشرات المليارات من الدنانير العراقية عبر عمليات غسيل اموال غير مشهودة في تاريخ العراق واتذكر قصة صديق لي قال طلبت لجنة امريكية عام 2006 اعمار مدرسة فجلس المقاول وعمل دراسة للمطلوب فحسب ان تكلفة الاعمار المطلوبة هي ثمانية عشر مليون دينار وله فيها خمسة مليون صافي ربح ,فقدمها للجانب الامريكي فقالوا له ما هذه الارقام البسيطة ! فقالوا له اضف رقم صفر ليصبح المبلغ مائة وثمانون مليون دينار ولهم النصف ! فوافق وفرح بشدة ! مع انه مال عراقي يهدر ويسرق بوضح النهار ومن امثال هذه الاعمال اصبح لدينا طبقة فاحشة الثراء نتيجة مشاركتها الجانب الامريكي في هدر الاموال العراقية ,والحقيقة ان تحين التفاتة من القضاء العراقي لمتابعة امولنا التي يتنعم بها السراق . 

 

اما المواطن هادي محمد الدلفي : كان في منطقتنا شاب عاطل عن العمل , وكان يسمى بحرامي الملابس لكثرت سرقاته لملابس الغسيل , وبعد التغيير تقرب للقوات الامريكية وبدا ياخذ مقاولات اعمار للحي مثل اعمار مدرسة ! او بناء متنزه! او تبليط شارع ! وبالتالي اصبح اليوم صاحب شركة مقاولات راس مالها بالمليارات ! بربك لماذا السكوت على هؤلاء اللصوص لليوم ؟ وهم يتنعمون باموال الشعب العراقي ؟ لماذا لا يتم مسائلتهم من اين حصلوا على هذا الغناء الفاحش ؟ واليوم طبقة واسعة تعيش تحت غغط الفقر والحاجة وهؤلاء اخذو اموال العراقيين ليتنعموا بها من دون وجه حق ننتظر العدالة ان تتحقق ويتم محاسبة هؤلاء المجرمين .

ويضيف المواطن  محمد حسن : مصيبة المصائب هي حملة الاعمار الوهمية التي تمت بين اعوام 2003 والى عام 2007 ,فتحولت مشاريع الاعمار كشماعة لاكبرعملية هدر لاموال العراق بالمشاركة بين الجهة الامريكية والجهة المقاولين عديمي الضمير, ولم يحاسبهم احد فالجهة الامريكية غير مهتمة بالموضوع لان المال الذي هدر ليس مالها انما مال العراق ! والجهات العراقية لم تصرف هي بل الاموال تم صرفها من الجهات الامريكية لصنوق التنمية العراقي ! وبهذا تم ضياع عملية المتابعة والملاحقة , وقد نمت طبقة مترفة جدا من مال السحت ,  وتاثيرها سيئ على بنية المجتمع العراقي . نحتاج لرفع الصوت للمطالبة بحق الشعب العراقي بمليارات الدولارات التي لليوم يتنعم بها عديمي الضمير . 

 

وفي ختام رحلتنا كانت لنا وقفة مع المواطنة تهاني عباس : ما جرى في العراق من عملية هدر منظمة للاموال او قل هي عملية غسيل اموال ربطت قوات الاحتلال ببعض اللصوص بعنوان مقاول , فبربك هل هل يعقل صبغ مدرسة يعنون على اساس انه تم اعادة اعمارها ويصرف للصبغ مئتين مليون دينار عراقي ! هذا حصل وليس مرة واحدة بل حصل على مدار سنوات للتتكون طبقة اكلي المال العراقي !والغريب ان بعضهم كان يدعي التدين او ذو سلوك سوي لكن ما ان دخل طريق المال الحرام حتى انكشفت حقيقته الضحلة .  

 

في الختام : انها قضية اهملت كثيرا ولم يتابعها القضاء ولا ديوان الرقابة ولا هيئة النزاهة. مع انها مليارات قدرتها تصريحات  عضو لجنة النزاهة البرلمانية ولجنة تقصي الحقائق في تدقيق أموال صندوق التنمية (DFI) شيروان الوائلي ب( 61 مليار دولار ) فهو مبالغ لا يمكن تجاهله ,ولو حصل هذا الامر في دولة اخرى لقامت القيامة وسقطت حكومات الى ان تعود المليارات الى الخزينة العراقية مع محاسبة المفسدين مع مقاولي الاوهام والصبغ وغسيل الاموال . اننا امام فضيحة سياسية فالا يدل اهمال هذا الموضوع فشل حكومي ؟ وتصير للكيانات الرقابية ؟ ولماذا الصمت الرهيب للقنوات الفضائية العراقية من متابعة هذه القضايا التي ترتبط باموال الشعب المنهوبة من قبل قلة لا تملك ضمير ولا اخلاق ؟ 

ننتظر ان يتم التصحيح عبر التزام اهل المسؤلية بمسؤليتهم , وان لا يسكت الشعب عن ماله المسروق . فما ضاع حق وراءه مطالب .

 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


اسعد عبدالله عبدعلي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2013/03/22



كتابة تعليق لموضوع : تحقيق :مقاولون التغيير الى متى من دون مسائلة
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net