صفحة الكاتب : إيزابيل بنيامين ماما اشوري

يخطئ كل من يظن أن البكاء حالة سلبية.
إيزابيل بنيامين ماما اشوري

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 

لا تلُم في البكاء فالدمع لو لم يجري في الخد كان في القلب جمرا 

ماذا اقول على قلوب قست فأصبحت كالحجارة لا بل اشد قسوة ، ثم قست قلوبكم من بعد ذلك فهي كالحجارة او اشد قسوة وان من الحجارة لما يتفجر منه الانهار وان منها لما يشقق فيخرج منه الماء وان منها لما يهبط من خشيه الله وما الله بغافل عما تعملون عميت عينٌ لا تبكي لقد زرع الرب دموعا في مآقينا وجعلها سواقي تحفر اخاديد على صفحات الروح حتى تلين لها العاطفة ولم يغفل الرب ذكر الدموع في كتبه لا بل رأى ذلك يجري على انبياءه ورسوله فمنهم من بكى حتى ابيضت عيناه ومنهم من بكى حتى حفرت الدموع سواقي على خديه ، ألم تر إلى عالمنا المسيحي برمته يحتفل بمناسبة يوم شهادة يسوع ويوم قطع رأس يوحنا المعمدان مجالس الفرح والرقص والسكر والعربدة التي يقوم بها اتباعنا المسيحيين وكما معروف عنا في مجالسنا الدينية غير قادرة على خلق المشاعر الاجتماعية تجاه الشهيد او المظلوم . لأن الضحك والابتهاج يشبه الشهوة التي هي انغماس في اللذات ، والبكاء يشبه الحب الذي يأجج مشاعر الوجد والشوق لدى الحبيب. 
مثلا أن البكاء على العظماء والمقدسين امثال الحسين عليه مكارم الرب هذا البكاء يصون بقاء هذه الجذور العاطفية في النفوس ويصونها من الضعف والزوال ويؤجج عوامل الثأر ويحافظ على بقاء هذا الحق طريا . مثلا انا قرأت اثناء مروري على كتب التاريخ أن النبي محمد عليه بركات الرب عندما نظر إلى جثة عمه حمزة فلم ينظر إلى شيء كان أوجع لقلبه من ذلك فقال : لن اصاب بمثلك، ما وقفت موقفا أغيظ لي من هذا رحمة الله عليك أما والله لئن اظفرني الله بقريش لأمثلن بسبعين منهم مكانك. قال ابن مسعود : ما رأينا رسول الله باكيا أشد من بكائه على حمزة ، فقد وقف على جنازة عمه، وانتحب وشهق حتى بلغ به الغشي وهو يقول ، يا عم رسول الله واسد الله وأسد رسوله يا حمزة يا فاعل الخيران ، يا حمزة يا كاشف الكربات يا مانع عن وجه رسول الله ص . وهذه هي نفس المراثي التي يقوم بها المحزونون تأسيا بنبيهم المكرم . 
ولكن ماذا فعل الامويون ؟ فبعد ان قتلت هند أم معاوية حمزة . عمد ابنها إلى قتل الحسين وسبعين من اهل بيته واصحابه . لماذا لأن النبي يوم أحد قال : بأنه سوف يقتل سبعين من بني امية لو ظفر بهم ولكن النبي عفا عنهم ، وهم نفذوا ذلك ولم يعفوا 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


إيزابيل بنيامين ماما اشوري
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2013/03/21



كتابة تعليق لموضوع : يخطئ كل من يظن أن البكاء حالة سلبية.
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 

أحدث التعليقات إضافة (عدد : 1)


• (1) - كتب : أحمد القريشي ، في 2013/08/03 .

تحية أعجاب وأكبار للأخت الفاضلة
أختي العزيزة الثابت عندنا أن الرسول الأكرم محمد ص قد جاء رحمة للعالمين كما جاء في القرآن الكريم وأيضا" فيه أنه لاينطق عن الهوى أن هوى الا وحيٌ يوحى أليه وبمعنى أن الرسول الأعظم غير ثابت عندناأنه قال أن ظفرت بقريش سوف أمثل بسبعين منهم وأنما هذا الأفتراء جاء من المأجورين لبني أمية وحتى يغطون على فعلتهم الشنيعه بقتل الأمام الحسين ع وكما جاء بالقرآن الكريم أدفع بالتي هي أحسن
ولكم فائق الأحترام




حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net