صفحة الكاتب : صفاء ابراهيم

بسم الرب
صفاء ابراهيم

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

اغلب سكان الأرض متدينون بشكل أو بآخر , هذا إن فسرنا الدين بأنه اعتقاد قلبي ولم ندخل في تفاصيل الطقوس والشعائر المصاحبه لهذا الاعتقاد والتي قد يؤديها بعضهم ويتركها البعض الاخر
اغلب سكان الأرض هم من أتباع الأديان الخمسة الكبرى التي نشأت في آسيا ,اليهودية والمسيحية والإسلام والبوذية والهندوسية وتوجد الى جانبها أديان أخرى يعتنقها عدد قليل من البشر
هذه الأديان التي يصفها أصحابها بأنها أديان سماويه لسبب أو لآخر, إما لكونها تعتقد بوجود خالق مقره السماء أو برسول أرسلته السماء اوتقول أنها تتلقى شرائعها من السماء
هذه الأديان تتصف بمشتركات قلما تختلف فيها وهنا أتكلم عن النظريه وادع التطبيق جانبا,تعتقد بوجود خالق قوي محب للخير والجمال والإبداع,كاره للشر والظلم والعدوان , وتعتقد أن هذا الخالق سيكافئ الخيرين وسيعاقب الأشرار إما في هذه الحياة أو في حياة أخرى سنعيشها بعد الموت
وتقول هذه الأديان انه من الخير الذي يحبه الخالق حب الإنسان لأخيه والعطف على الصغير والرحمة للكبير ومساعدة الضعيف وإعانة من هو محتاج للعون والبر بالآباء ومما يحبه الخالق أيضا الأخلاق الحسنه المستحبة كالكرم والشجاعة والتضحية والإيثار والصدق ويريد الخالق أيضا أن يكون الإنسان عنصرا مبدعا وبناء\" ومؤثرا في محيطه ومجتمعه
وأما ما يكرهه الرب ويعاقب عليه فهي كل الصفات الذميمة التي تخالف ما ذكرناه وتؤدي الى أن يلحق الإنسان الضرر والأذى بنفسه اوبالاخرين أو ببيئته ووطنه الذي فيه يعيش
عموما فان المبادئ العامة التي جاءت بها الأديان الكبرى فيما يخص علاقة المخلوق بالخالق أو علاقته بأخيه الإنسان متشابهه وقد تكون متطابقة وهي في جوهرها مثاليه
لكن أين النظرية من التطبيق؟ وأين الدين من المتدينين؟ هل نلقي باللائمة في مصائبنا على الدين أم على تطبيق المتدينين له؟
الأديان في أدبياتها وقد تكون هذه الأدبيات كتبها المقدسة أو تعاليم أنبياءها وقادتها إلى السلم والمحبة ونبذ العنف وإراقة الدماء في حين نرى العالم منذ كينونته ومنذ نشأت الأديان ساحة للصراعات والحروب والدمار والفوضى ونرى الأرواح تزهق والأعراض تنتهك والأموال والممتلكات تنهب وتدمر , والعجيب أن أكثر هذه الحروب قامت لأسباب دينيه ومذهبيه إذ شنها المتدينون باسم الأديان ولأجلها كحروب مقدسه أمر الرب بإيقاد نارها وبقاءها مستعرة حتى فناء الكفار وأعداء الرب وهم بالطبع من يقف في الجانب الآخر من المواجهة
كل الأديان تتكلم عن محبه الإنسان لأخيه الإنسان,عن حسن الجوار,عن الشفقه للضعيف, والرحمه للصغير,والاحترام للكبير, والمساعده للمحتاج, عن التكافل الاجتماعي ,عن مد يد العون لليتامى والأرامل ومن هم بحكمهم بينما نرى الرق واستعباد الناس كان هو ميزان النمو الاقتصادي ومقياس الثروة سابقا ونرى الأنظمة الاجتماعية والاقتصادية الجائرة والمستبدة في عالمنا اليوم تلقي بالعجزة والضعفاء على أرصفة العوز والحرمان وتهين كرامة الشيوخ بذل الحاجة وتقتل طفولة الصغار في طرقات الفاقة والتشرد وتهين المرأة حتى تضطرها الى أن تبيع ما لا يباع
لطالما فسرت التعاليم الدينية بأبعد ما يكون عن معناها الحقيقي إما لتصويب أخطاء الحاكم وحملها على الصحة أو لتبرير غزواته ومغامراته العسكرية أو لإعطاء الغطاء الأخلاقي لعمليات القتل والنهب وهتك الأعراض التي تصاحب تلك الغزوات والحروب
لم أجد في كل تعاليم الأديان ما يبيح الغزوات الصليبية المسيحية ولا أحداث الحادي عشر من سبتمبر التي نفذها المسلمون ولا مجازر صبرا وشاتيلا وقانا التي ارتكبها اليهود ولم أجد في كل تعاليمها ما يبرر قتل المسيحيين في العراق وتهجيرهم ولم أجد ما يبرر أعمال القتل والتخريب التي ينفذها الهندوس بحق السيخ ومعابدهم في الهند ولا أعمال الاضطهاد التي يمارسها أتباع بوذا في الصين بحق أقلية الاليغور المسلمة, لم اعرف لماذا يقتلون الهزارا الشيعة في أفغانستان؟ ولماذا يضيق الخناق على البلوش السنه في إيران؟
إذا كانت كل أدبياتهم تقول إن بني البشر اخوه و الرب قد خلق الإنسان ليعمر الأرض وان لايصح في الدين إكراه ولا إجبار وإذا كانت كل تعاليم الأديان التي نعرفها تدعو للسلم والمحبة والإخاء فكيف يراق هذا الدم بسم الرب؟

 

 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


صفاء ابراهيم
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2010/08/10



كتابة تعليق لموضوع : بسم الرب
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net