صفحة الكاتب : حسين الركابي

لمَ لا تتوظأون قبل أن تكتبو؟!...
حسين الركابي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 

منذ ايام عدة كنت ضمن مجموعة منتخبة من المثقفين والاكاديمين، ملبي دعوة  واحد من كبار الشخصيات الدينية والسياسية،  الدعوة جاءت في سياق مناسبة دينية يقيمها سنويا، في هذا اللقاء الحميم دار حديث عريض طويل تناول مواضيع شتى ، لكنها كانت جميعا في مدار موضعنا الأساس..الكتابة والممتلقي، ولم يخرب هذا الحديث الذي وجنا فيه أنفسنا ألا إستطراد ليس في محله لأحد الإخوة الحاضرين، سرعان ما تداركناه وعدنا الى ما جئنا من أجله: حديث الفكر والكتابة.....

وتحدث الجميع، تقريبا بلا أستثناء،سيما أن اغلب الجالسين هم ممن يتوفرون على ملكات إبداعية أو لهم باع طويل  في هذا المجال ( الكتابة)، فيما البعض الأخر من المواضبين بشكل يومي على قراءة الصحف، وقلة هم المستمعين لكلا البعضين إن صح الوصف.

بين هذا وذاك وصل بنا الحديث الى كتابة المقال او العمود او التقارير الصحفية، كان حديثا مهما وممتعا في آن حتى أن الليل أخذنا دون أن ندرك كم أمضينا في هذا الحديث .

وحانت ساعة تحدث بها صاحب الدعوة، وكنا ننتظر ذلك، فهو من هو من المقام .. وساد المجلس هدوء لذيذ،  وصمت من في المجلس بالكامل وكأنما على رأسهم الطير!! ولا أكتمكم أن في داخلي كانت تعتمل عدة تساؤلات وقلت في داخلي،( سوف يتحدث عن آيات  قرآنية  قد قرناها او عن حديث نبوي شريف قد سمعنا به) لكن بكل هدوء اختصر كل ما دار بيننا من حديث ثم قال من يريد ان يكتب عليه بالدرجة الاولى ان يتوضأ ويجعل عمله خالصا الى وجه الله وفي هذا الكلمات اختتم المجلس..

وبقيت تلك الكلمات في داخلي تبحث عن جواب واضح!!  كيفية الوضوء وما علاقة  الوضوء بالكتابة؟ وماهي نية الوضوء؟ الحقيقة امرا محيرا بالنسبة لي.

بعد مرور عدة ايام بدء الماراثون والسباق الانتخابي لانتخاب أعضاء مجالس المحافظات،  وبدا الكل يدلي بدلوه واختلط الحابل بالنابل وصارت الأمور شبه معقده اذ لم تكن تعقدت،  وبدأت الأقلام تكتب لهذا او ذاك البعض سارع ليتهم الآخرين وينسب لهم أمور ما انزل الله بها من سلطان،  والبعض سخر قلمه للكذب والبهتان والافتراء على الآخرين والوعود الكاذبة والشعارات الرنانة التي لا يصدقها حتى كاتبها،  والبعض سخر نفسه وقلمه من اجل دنيا غيره للتظليل على البسطاء من يقرئون ويشاهدون ولا يميزون بين الصالح والطالح.  وقال تعالى  (مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيد) حينها تذكرت ما قاله ذلك الشخص، وتذكرت أيضا مقاله،  جوزف غوبلز وهو وزير الإعلام النازي، في زمن هتلر عندما قال لهتلر : أعطني إعلاماً بلا ضمير أعطيك شعباً بلا وعي

 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


حسين الركابي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2013/03/17



كتابة تعليق لموضوع : لمَ لا تتوظأون قبل أن تكتبو؟!...
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net