صفحة الكاتب : رافع بندر خضير

تفجير المراقد المقدسة في سوريا
رافع بندر خضير

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
تناقلت وسائل الإعلام وبعض المشاهد المباشرة على صفحات ( الفيس بوك ) والتي تـُبينْ قسوة التخريب والدمار للمراقد ألمقدسه في سوريا . 
منها مرقد السيدة زينب الكبرى بنت الامام علي ابن ابي طالب عليهم السلام والسيدة رقية والسيدة سكينة بنات سيد الشهداء الإمام الحسين عليهم السلام  ..
وبغض النظر عن الطائفة الكبيرة التي تقدس هذه المراقد  .. فهل أدركَ الذين يقومون بهذا العمل ان تلك الأماكن لا تمثل طائفة الشيعة فقط وإنما  تمثل  جميع المسلمين  ..
ثم الذين يقاتلون من اجل تحرير سوريا من السلطة الدكتاتورية  يعتقدون ان تخريب او تفجير هذه الأماكن سوف يخرب ويفجر قلب بشار الاسد مثلاً .
 ام ان المقاتلين الأشاوس استهدفوا قلب المسلم ! 
الذي يعتقد بأن كتاب القران ومكة المكرمة وهذه المراقد توصلهُ زُلفى الى الله .
 في تصريحٍ  لمتشددٍ إسلامي .. يسوغُ  فعلهم القبيح هذا  مطابقاً وفعل الرسول محمد (عليه  وعلى اله وصحبه الصلاة والسلام )  حيث حطمَ التماثيل التي كانت داخل وخارج الكعبة المشرفة وتقدر  (ب300) تمثال سنه 8 هجري فى فتح مكة  المكرمة    
عجبا لهذه العقلية التي تمزج بين عصر الإسلام الأول في عهد الرسول محمد العظيم( ص  ) وعصرنا الحديث مشيرا إلى أن المتشددين هؤلاء  أصحاب الفكر المتحجر كـّـفروا  الرسول..
 مُدّعين أن تحطيم الأصنام في زمن الجاهلية  يدعوهم إلى تحطيم الأماكن المقدسة  التي تمثل التاريخ الإسلامي  و تعكس حضارة البلدان كما أن  هؤلاء يغضبون أشدَ الغضب أن أحداً أحرقَ القرآنَ ود نسهُ ...  وفي ذات اللحظة هم  يدنسون ويحرقون  كل شيء يمت بصلةٍ الى القران الكريم  .. 
ذاك بأنهم يجهلون او يتغاضون عن  الأمر الجلي والواضح في اللات و الُعزى ومنات إنما هي  أصنامُ الجاهلية تـُعـبَدُ من دونِ الله ..  فقام الحبيب المصطفى  محمد( ص) بتحطيمها ..
 وقد عثرَ حظهم وما عرفوا بان المراقد  التي يحاولون تخريبها وفجروا بعضاً منها  انما هي  امتدادٌ  طبيعيٌ  للرسالةِ المحمدية وان أصحاب هذه المراقد  هم مـَنْ دافع عن عبادة الله الواحد الاحد .
  وقد رفع اللهُ شانهم... شاخصاً  يومئُ  للداني والقاصي  لعبادته  ..
 والذي يجمع بين هذا وذاك أي فعل الرسول والتصرف الأهوج للمتشددين فهو واهمٌ اشدَ الوهمِ .
كما بدأت ،  وسائل الإعلام في الأيام الماضية تعرض  عملية  قطع رأس الشاعر العربي المعروف أبي العلاء المعري الذي أظهرته الصورة  من دون رأس، بعد أن أقدم مقاتلون متشِددون في سوريا على قطع رأس التمثال الموجود في مسقط رأس الشاعر بمدينة معرة النعمان في محافظة إدلب،
 لأن التماثيل والشاخص الأثري وأحياء المراسيم التراثية الإسلامية  وفق الفكر والعقيدة التي يحمله هؤلاء ... حرام    ….. 
 إنَ مشهد «قطع رأس تمثال المعري» يُحيلُنا الى حادثةِ التدمير التي قامت بها حركة طالبان الأفغانية حين فجروا تمثال ( بوذا ) في مدينة باميان بأفغانستان، عندما  وصلوا الى السلطة ،  ويومها ظهر على شاشات التلفاز مشهد يصور تدمير التمثال ثم يعلو صوت التكبير (الله اكبر) من مقاتلي طالبان لهذا الفتح المبين والانتصار العظيم وكأنهم اكتشفوا علاجا للسرطان او عثروا على  كوكبٍ جديد 
 وبعد هذا المشهد المَقيت يظهر أحد مشايخ طالبان قائلاً: «لقد حطمنا تمثال بوذا الذي يعبده أكثر من 800 مليون شخص في العالم». 
من الواضح أن تدمير التماثيل والمراقد وكل شيء له علاقة بالديانات والقيم التاريخية يعد على رأس قائمة أولويات الخراب للجماعات المتطرفة .
 فقبل أشهر قامت  هذه المجاميع  في (مالي ) بحرق مئات من المخطوطات النادرة الموجودة في مكتبة تمبكتو للمخطوطات، بعد انسحابهم من المدينة إثر هجوم القوات الفرنسية عليها ...
العقلية الفكرية ذاتها موجودة تقريبا في كل البلدان التي حصل فيها الربيع العربي ففي مصر ما بعد الثورة، «أفتى» احد الشيوخ  بوجوب هدم الأهرامات وتمثال أبوالهول ، 
 بل إن بعضهم قام ووضع النقاب على تمثال كوكب الشرق أم كلثوم،
  العقول ذاتها هي من فجرت مرقد الإمام علي الهادي في مدينة سامراء  ومرقد الصحابي طلحه في البصرة عام 2006، الأمر الذي ادى الى ان تُراق دماء المسلمين وغير المسلمين    
أن تدمير المراقد المقدسة والشواخص التاريخية  في حد ذاته ليس أهم من قتل البشر وشلال الدم العربي المستمر في الجريان بداخل الدول التي حصل فيها التغيير بسبب الأنظمة الجديدة التي طرحت نفسها بديل عن الأنظمة الدكتاتورية .
  ولكن المهم أن مشهد تدمير المراقد  يكشف عن العقلية المتخلفة للجماعات المتطرفة 
لابد لنا ان نعبر عن أزمة الشعب السوري الذي وقعَ من شاهقٍ .. أما  الاختيار بين القبول ببقاء نظام الأسد التسلطي او بين نظام جديد تحكمه جماعات دينية متطرفة تجبر الآخرين على اعتناق فهمها السقيم للإسلام، وتعتبر أن قطع الرقاب وتدمير الأضرحة والتماثيل التي تعبر عن شواهد تاريخية من أعظم ما اتت به  رسالتهم  وان المحاكم الشرعية التي يقيمونها على رقاب الناس هي حكم الله في الارض ويضربون عرض الحائط ما جاء به القران الكريم وسنة محمد العظيم ...

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


رافع بندر خضير
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2013/03/15



كتابة تعليق لموضوع : تفجير المراقد المقدسة في سوريا
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net