صفحة الكاتب : غازي الشايع

العراقي لايلدغ من جحر ثلاث مرات ! ؟
غازي الشايع

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 

قد تكون الجمعية الفرنسية التي تأسست بعد الاطاحة بال لويس من اكثر الثورات اهتماما بحقوق الانسان وايضا بترصين السبل الديموقراطية وتعليمها للفرد الفرنسي . وقد قدمت تضحيات كثيرة للوصول الى الغاية التي كانت تنشدها الثورة الفرنسية الى حد وصل فيها الاختلاف الى تناحر ابناء الثورة على طريقة حماية الثورة ! حتى سميت بالثورة التي اكلت ابنائها؟ا ومع ذلك تأسس الدستور وتم اقرار الديموقراطية بشكلها الراقي . والحال نفسه في الدستور البلجيكي الذي يعد من افضل الدساتير الاوربية حفاظا على نهج الديموقراطية ! وهذا لم يأتي بين ليلة وضحاها بل ظلت الامور لسنين طويلة لغاية تثبيت الدعائم الديموقراطية . اسوق هذه المقدمة ونحن نعيش الان حالة من الديموقراطية المشوهةحيث لايعرف المرشح كيف كيف يقدم نفسه ! سوى الصور المنتشره في الازقة والشوارع والساحات العامة ولا يعرف الناخب من الذي سينتخبه امام هذا الحشد الهائل من المرشحين. فليس هناك قواعد مدنية حضارية تعتمد عليها اسس الانتخابات سوى هذه الطرق البدائية !التي تعتمد اساسا على العلاقات الشخصية والعائلية والعشائرية والحزبية . فهو سباق من دون وعي كامل باهمية المنصب الذي ينتظره المرشح! وهذه المره الثالثة التي يشهدها الشارع العراقي للانتخابات التي سجلت ومن خلال الدورتين الماضيتين خلالا رهيبا بالبنية التكوينية ان كانت لمجالس المحافظات او لمجلس النواب حيث صعدت وجوه لاتستحق ان يطلق عليها عضو مجلس او عضو برلماني حيث ازداد الفساد الاداري والمالي في البلد ووصلنا الى مستوى قد شوه سمعة العراق باجمعه من خلال احتلال العراق المركز الثالث عالميا بالفساد الاداري والمالي! هذه النتيجة السيئة يتحمل وزرها كل اللذين – نجحوا- في الانتخابات الماضية وقبل الماضية . فهل يعي شعبنا هذه المهمة العظيمة من اختيار الشخص المناسب في المكان المناسب؟ هذه الحقيقة المرة التي يجب ان يعرفها الجميع فقد وصل الحال ببعض الدوائر والوزارات بانها تخدم احزابها ومن يقف وراها وظل الشعب العراقي يئن من وطأة الاهمال والتقصير واللامبالاة .والغريب ليس هناك من يدقق بهؤلاء المرشحين فما زال الباب مفتوحا لكل من هب ودب ! حيث تصرف مليارات الدنانير من الاحزاب من دون معرفة ماهية هذا الحزب او ذاك او من الجهة التي تدعمه ! فقانون الاحزاب مازال مركن على رفوف البرلمان. والنتيجة ستكون كما هي في المرتين السابقتين ؟ فهل يعي العراقيون هذه المهمة في اختيار من يمثلهم فعلا من الكفاءات العلمية واهل الخبرة والمحبين فعلا للوطن . ام سنبقى وكما كنا نندب حظنا ؟ على مافعلناه ؟ ان شراء الذمم وتوزيع الهدايا واقامة الولائم والعزائم وصولا الى شراء حتى التجهيزات الرياضية للمواطنين لدعم هذا الحزب او ذاك هو غير مقبول لاوطنيا ولاشرعيا . فهل نلدغ لثالث مرة ! 

ghaziallshaya@yahoo.com

 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


غازي الشايع
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2013/03/14



كتابة تعليق لموضوع : العراقي لايلدغ من جحر ثلاث مرات ! ؟
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net