ورد في الحديث النبوي الشريف .. العلماء ورثة الانبياء , فالعلماء هم المؤتمنون على الفقه والفكر والتوجيه والتربية وهم اهل الاجتهاد , وهم القائمون بالاكتشافات والابتكار والابداع , والعلماء منارات يشكلون القدوة لسائر افراد المجتمع .
تأسيسا على ماتقدم يكون العماء مرجعية أهل الامة على مختلف مستوياتهم وموقعهم وانتماءاتهم , وبشأن التقريب بين المذاهب الاسلامية تتمحور مهماتهم بما يلي ..
1- ان العالم عالم أسلامي , واهتماماته يجب ان تنطلق من الكليات , ومن حاجات مجتمع الامة , وهذا يعني أن العالم وان كان مختصا بفقه مذهب معين الا أن مساره العلمائي يجب ان يخرج من مستوى فقيه حزب أو فئة أو جماعة معينة ليكون عالما وفقيها للأمة وللاسلام , عند هذه المستوى يكون على العالم أن يراجع الاشياء في مصادرها الاصلية ليقارن ويذاكر وبعد ذلك يفضل ويرجح , فالتعصب يتولد من الطائفية والتعصب لمجموعة أو لمرجع أو لحاكم حيث يبدأ المتعصب بتطويع فقهه ارضاء لما أو لمن يتعصب له . علماؤنا العاملون للتقريب مطالبون أن ينبذو الطائفية فهي مرض فتاك وأ، يخرجوا الى رحاب الاسلام بسماحته .
2- العلماء في الفقه والاجتهاد يعملون لتحقيق مقصد الشارع , وذلك يكون بالتزام المنهج الوسط , وقد قال أبو اسحق الشاطبي في كتابه ( الموافقات في أصول الشريعة ) المفتي البالغ ذروة الدرجة هو الذي يحمل الناس على المعهود الوسط فيما يليق بالجمهور , فلا يذهب بهم مذهب الشدة , ولايميل بهم الى طرف الانحلال .
والدليل على صحة هذا أنه الصراط المستقيم الذي جاءت به الشريعة ,
فأن مقصد الشارع من المكلف الحمل على التوسط من غير افراط ولاتفريط , فأذا خرج عن ذلك في المستفتين خرج عن قصد الشارع ,ولذلك كان ماخرج عن المذهب الوسط مذموما عند العلماء الراسخين .فالوسطية هي هوية الامة كما جاء في الاية الكريمة (وكذلك جعلناكم أمة وسطا ) وكل غلو فيه ميل او انحراف أو تطرف بأي أتجاه يتناقض مع الوسطية , وبالتالي ينحرف ينحرف بصاحبه عن موقع العلمائية .
3-أن يعمل العلماء على الازدياد من العلم والمعرفة ,وتوسيع المدارك وقبول التنوع تمهيدا لتنشيط حركة الاجتهاد في صفوف العلماء بعد أمتلاك الاهلية , وان تتوقف عملية التقليد والجمود التي انتجت التعصبات الموجودة , هذا مع الاقرار بقاعدة هي ..التمييز بين الاجتهاد وبين الفتيا .. فالفرد من حقه الابداع والاجتهاد وان يتقدم بأرائه ومواقفه وابداعاته ,ولكن هذه الاجتهادات شيء والفتاوى شيء اخر ,واليوم حيث التقدم والتشابك بين الامور ,بات الواقع يفرض الذهاب الى اصدار الفتاوى عن المجاميع الفقهية التي تضم في عضويتها عددا من العلماء المتنوعي الاختصاصات .
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat