صفحة الكاتب : سامي جواد كاظم

علي شريعتي بين الـ \"مانا\" والـ \"تابو\"
سامي جواد كاظم

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 

 

علي شريعتي ايراني الاصل الدكتور في علم الاجتماع وصاحب الاراء والافكار المميزة بعيدا عن ايجابيتها او سلبيتها فله اراء اثارت الجدل وكانت السبب في اغتياله في لندن منتصف السبعينيات ودفن بجوار زينب عليها السلام في دمشق

المانا وهي الروح الخاصة لجميع الاشياء في العالم وقد كتب عن هذا المصطلح اسبنسر فقد ذكر انه سال بعض رجال البدو عن سبب تقديسهم لاشخاص معينين وتبركهم بهم وعن سبب لبسهم للعقيق فقيل له ان لهؤلاء مانا اي روح مقدسة خاصة بهم .

التابو تشمل المحرمات التي لها جانب رمزي وسبب ذلك ان علة هذه الامور غير واضحة عقليا بالنسبة للدين الابتدائي .

ومن خلال هذين المصطلحين تعرض الدكتور شريعتي الى بعض العادات والتقاليد لبعض المجتمعات بين التشخيص ومن ثم الانتقاد بالرغم من ان البعض منها لا تستحق الانتقاد والاهمية ليس لانها صح ولكن لانها ليست شائعة ولها اثر سلبي على العادات الاجتماعية .

ومن خلال كتاب تاريخ ومعرفة الاديان للدكتور شريعتي فقد لاحظت ازدواجية التفكير لدى شريعتي عندما يسلط الضوء على بعض العادات والاساطير لدى شريحتين مختلفتين بالدين ولربما هذه نابعة من الروح الخاصة بشريعتي التي يحفها بتقديس معين ليكون له مانا خاصة به ومن خلال المانا هذه جعل ما يقدم عليه المسلمون تابو وغيرهم لا .

في الكتاب المذكور ص 162 سلط الضوء على بعض العادات الخاصة بالمسلمين ومن غير ذكر مصدرها وانتقدها منها مثلا ان بعض المسلمين يعتقد ان رسول الله ليس له ظل ويعقب على هذا الخبر قائلا \" واذا فرضنا بانه ليس له ظل فما هي الفائدة من هذا الامر للبشرية ؟ نقول لاخلاف مع شريعتي بخصوص ذكر هكذا روايات بالرغم من انني لم اقرا عن ما ذكره ولربما سمعه من بعض المتقولين او الروزخونية التجار ولكن هذا لا يعطي الحق لشريعتي ان يجعلها من المسلمات ويبدا بتسطير التنظير والانتقاد من غير حلول ، ومن ثم لو ثبت فرضا صحة هذه الرواية فان لها ابعاد تاريخية مهمة تستفاد منها الاجيال على مر السنين قد يرفضها العقل اليوم بحكم الثقافات الموجودة ولكن كم من حالات اعتقدها البعض انها خرافة اصبحت حقيقة ، ليعلم القارئ انا لا ادافع عن هذه الرواية لربما تكون كاذبة ، ولربما تكون قد تحققت في مواضع معينة على غرار رد الشمس للامام علي عليه السلام 

يذكر شريعتي ان هنالك من يقول ان الطواف حول ضريح الامام الرضا (ع) افضل من الطواف حول الكعبة وان \" كل طواف يعادل سبعة الاف وسبعمائة وسبعين حجة واجبة\" لا اعلم مصدر هذه الرواية التي ذكرها شريعتي حيث انها لا اصل لها نعم هنالك روايات تحث الشيعة على زيارة العتبات المقدسة وذلك للاجر العظيم الذي يناله الزائر وليس للافضلية فالاعمال بالنيات .

ذكر احدى هذه العادات \" ان ماء الاغتسال يجب ان يكون من ماء الشرب حتى يمكن الاستفادة منه \" وعقب عليها قائلا\" نحن نرى ان الاصل الذي يجب ان يكون مظهرا للطهارة والصحة العامة يتحول الى مصدر لنقل الامراض وسرايتها\" .

ولا اعلم من اين له هذه الرواية لربما جاءت استنتاجية من ان الاغتسال بماء طاهر اي مطلق الماء وليس الماء المضاف .

ومن جانب اخر ذكر نفس هذه الامور عند المسيحيين فجاء ذكرها والتعليق عليها بشكل لطيف ومن غير تجريح فقد ذكر في ص/169 يقول ان المانا اخذت شكلها الكامل وموقعها اللطيف ( لاحظوا عبارة وموقعها اللطيف ) عند المسيحيين، وذكر ان للمسيح مانا وهو من جنس مقدس واخلاق مقدسة وهم يعتقدون اي المسيحيون ان المقدار الذي تناوله من الشراب في العشاء الاخير باق حتى الان وقد مر الفا عام وهم يخلطون هذا الشراب مع الماء ويضعونه في قدح كبير وياخذون منه ويشربون وحاليا ان عظمة الكنيسة والبابا تكمن في انهم يمتلكون هذا الشراب المقدس \" انها كتابته لهذه المقطوعة بهذا الاسلوب من غير التعقيب والانتقاد والتجريح على عكس ما ذكره عن المسلمين بالرغم من انها قد تكون لا واقع ملموس لها .

وبهذا يكون ضمن (مانا) شريعتي هي تقديس كل من ليس باسلامي وجعل الاسلامي ضمن الـ ( تابو) ، وحتى لا يمنح الفرصة للقارئ الكريم في اكتشاف الـ ( مانا) الخاص به فانه يذكر محطات لامعة من التاريخ الاسلامي تخص الائمة الاطهار عليهم السلام وهو الذي يثني على الامام الرضا في معارضته للحكم العباسي في حين هو بعينه يثني على الحكم العثماني في كتابه التشيع العلوي والتشيع الصفوي مع العلم ان الحكم العثماني وليد العباسي والاموي ، قد ينظر للامور من ناحية اجتماعية باعتبار انه متخصص بعلم الاجتماع اما من ناحية دينية وسياسية فان هذه الدول او الحكومات نقطة سوداء في السجل الاسلامي .

 

 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


سامي جواد كاظم
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2013/03/05



كتابة تعليق لموضوع : علي شريعتي بين الـ \"مانا\" والـ \"تابو\"
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net