صفحة الكاتب : د . ناهدة التميمي

رجاءا لاتحدثونا عن الميزانية الانفجارية
د . ناهدة التميمي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
منذ زمن النظام السابق ونحن نسمع بان العراق من اغنى دول العالم وان اخر برميل نفط في كل الوجود سيخرج من ارضه واباره , وعندما كان احد ما  يناقشنا بان العراق فقير رغم نفطه,  كنا تاخذنا العزة بالاثم ونناقش ونجادل لنثبت غناه وخيراته رغم اننا كشعب لم نحصل على شيء من هذا النفط او نستفد منه شيئا .. كل الذين اصابوا ثروة او تجارة ما كانوا اما مقربين من النظام السابق  او لانهم هربوا منه فعملوا ثرواتهم بايدهم ولم يعتمدوا على نفط بلدهم ..
اما نحن الشعب فلم نتمتع بنفطنا حتى ولو بقطرة .. فقد ناضل الناس وقاتلوا وتحملوا الهوان والجوع والحروب العبثية والحصار الذي ليس كمثله شيء في قسوته الوحشية التي طالت الناس وتركت القيادة تنعم بسمين الغذاء وغالي الدواء والمرمر الايطالي والثريات النمساوية لتزين قصورهم في حين كان قطار الموت بين البصرة وبغداد ينقل جثث الاف الشهداء يوميا وكانت حفلات الرقص والغناء تصدح في فنادق الدرجة الاولى التي يحضرها المسؤولين وابنائهم وكأن شيئا لم يحصل, وكأن الموت لايحصد كل لحظة ارواح الابرياء دون جدوى او هدف.
حلم الناس بالخلاص وبيوم تتغير فيه الاحوال وياتي اليهم من ينصفهم ويرفع الحيف والفقر والضيم عنهم .. خصوصا ان من جاء في مرحلة ما بعد صدام هم الاحزاب الاسلامية بشقيها السني والشيعي فتوسمنا خيرا بان هؤلاء سيملؤون الارض قسطا وعدلا بعد ان مُلأت ظلما وجورا .. فما الذي تبيّن ..!!!
 تبيّن ان هذه الاحزاب انما جاءت لنفسها ومحاسيبها ونست انها جاءت من اجل من قتلوا وناضلوا وضحوا لتغيير المشهد الدموي المروع الذي صبغ حياتهم ابان النظام السابق بلون الحزن.. تفاجأ الناس بان هذه الاحزاب الاسلامية جاءت لتغرف من كنز  عثروا عليه ويانصيب ربحوه بالصدفة اسمه العراق فلم يصدقوا انفسهم فراحوا يملؤون الجيوب ويسمنون الارصدة ويشترون العقارات في كل عاصمة ومدينة مهمة وكأنهم لم يروا عقارا من قبل.
اليوم نراهم يختلفون حول التصويت على الميزانية وصار بعضهم يفتي بضرورة التصويت والاخر بعدم جواز ذلك .. انا واحدة من الناس الذين لايفرحهم لاضخامة الميزانية الانفجارية وحجمها ولا زيادة التصدير للنفط .
 لان النتيجة للمواطن الذي يعاني واحدة .. فهل ياترى هنالك بند من هذه الميزانية للشباب العاطلين عن العمل وتشغيلهم وهل هنالك فيها شيء لبناء بيوت للمشردين ومن يسكنون بيوت الصفيح وهلاهيل الريح والذين ينتشرون ويتكاثرون على مزابل العراق وشوراعه وفي كل بقعة بائسة فيه .. وهل راعت هذه الميزانية رواتب المتقاعدين ومساواتها بالموظفين وهل شملت الارامل واليتامى وخصصت لهم سكن وراتب مريح .وهل ياترى خصصت جزء منها لتجديد وتاهيل المدارس والمستشفيات الحكومية اوتحديث البنى التحتية وتصريف مياة الامطار ونظافة المدن والاهم من كل ذلك هل وفرت الماء والكهرباء والتي هي عصب الحياة لاية دولة.
كل مانسمعه ان هنالك رواتب مليارية للنواب وحماياتهم ومكاتبهم الاعلامية والسياسية جزاء عدم حضورهم الجلسات ومكافئة لهم لانهم لم يقدموا مشروعا واحدا في خدمة المواطن .. ونسمع بسلف بناء واراضي على دجلة للرئاسات والمسؤولين والنواب والوزراء والمستشارين الذين اوصلوا البلد الى ماوصلت اليه جراء مشوراتهم ( النافعة) ونسمع بسلف لبعض النواب والوزراء لتصليح اسنانهم في الاردن ودول الجوار ونسمع ببناء شقق فاخرة للنواب في ارقى مناطق بغداد اضافة الى سكنهم في المنطقة الخضراء ومنافع ونثريات للحكومة والرئاسات والنواب والوزراء وحج وايفادات لاتغني ولاتسمن, ونسمع بنائبات يجرين عمليات التجميل في بيروت وايران ولندن كما نسمع بوزراء ونواب ورئاسات تشتري العقارات الفارهة في دبي وشرم الشيخ والقاهرة وسوريا ولبنان وايران ولندن وباريس وكل منطقة مهمة اخرى في العالم اضافة الى شيء جديد دخل على قاموس الثراء السياسي العراقي هذه الايام الا وهي اليخوت ,
بل هنالك الاغرب الذي طرأ على رفاهية الحاكم وليس المحكوم الا وهو تخصيص اموال كبيرة ليشتري النائب قرطاسية يشخبط عليها عندما يتحدث زميل له لايريد ان يسمعه او ليشتري جرائد يقرأها حضرته ليتسلى او يسمع اخبار العراق منها لانه غائب ومتغيب دائما عن الجلسات فلا يدري مايدور حوله ..
فلماذا تحدثونا عن الميزانية الانفجارية ولماذا تتوقعون منا ان نهتم لها وبها او نأبه ان تم التصويت عليها او لم يتم ...!!!
فما نحن الا ساسة فاشلون وشعب لايعي مايريد
فرجاءا لاتحدثونا عنها .
 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


د . ناهدة التميمي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2013/02/28



كتابة تعليق لموضوع : رجاءا لاتحدثونا عن الميزانية الانفجارية
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net