صفحة الكاتب : نسرين العازمي

الجزء الثاني في إثبات إمامة الثاني عشر من أهل بيت الرسول
نسرين العازمي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
الآية (35-36) سورة الأنبياء : 
قال تعالى (وَمَا جَعَلْنَا لِبَشَرٍ مِّن قَبْلِكَ الْخُلْدَ أَفَإِن مِّتَّ فَهُمُالْخَالِدُونَ )... 
فكيف نستدل بآية تعارض ظاهراً آية اخرى تتبعها !، 
الجواب : الله لايُعارض بين آياته ، فالآية الاولى دلّت على التخصيص والتي تليها أكدت على ذلك قطعاً. 
 
#_ الدليل على انها نزلت في المهدي من ذرية نبي الله محمد ص: 
1) التخصيص :- 
لذا، الايه تقول ( أفإن مت فهم الخالدون )، ثم تتبعها آية ( كل نفس ذائقة الموت )، إذا الأخيرة تؤكد على تخصيص الأولى 
اي أن الكل سيموت إلا من شاء الله أن يُخلّد 
فخدمت الثانيه الاولى وأكدت على تخصيصها 
لذا، وكما ذكرت في الجزء الأول من هذا البحث هو من الذي سيُخلّد بمجرد موت رسول الله صل الله عليه وآله !! 
أنا اعتقد بانها تدل على المهدي سلام الله عليه من ولد رسول الله ، للشرح المفصل في الجزء الأول ... 
 
# النظام:- 
وماسبق كلتا الايتين يدل قطعاً على النظام والتنظيم الذي وضعه الله تعالى في خلقه 
 
فخدم الذي سبق بترتيب ونظام دقيق ما لحق من آيتين مهمتين 
فكان شرحاً لوصف نظام سيكون تخصيصاً كذلك لنظام إلهي في أن جعل من ذرية رسول الله من هو خالداً حتى زمن معين يشاء الله له الظهور للعامة فيه وهو المهدي عجل الله فرجه بالهدى والرحمة آمين... 
 
#_ الميراث:- 
ونجد هنا ان الله قال أفئن مت فهم الخالدون 
وهنا نستطيع معرفة القصد من تلك الاية بانها نزلت فيمن يرث النبي من ذريته 
فيقول الله ( أفئن مت فهم الخالدون ) 
هنا ( قرن الله موت الرسول بخلود أشخاص آخرين أو بالأحرى شخص ... 
لان كلمة ( هم ) تدل على التغليب لذا قد يقع معنى التغليب على مفرد ( شخص واحد )، والذي يدل على انه مفرد قوله ( خالدون)... 
و( ال ) التعريف اللصيقة بكلمة خالدون ( الخالدون ) فهي تدل على أنها ( صفة بتخصيص وتعريف مُسبق ومكتوب إلهي وقطعي ( والصفة تتبع الموصوف )... 
 
** وهذه الصفة في هذه الآية هي صفة مشروطة بفعل يسبقها ، فلاتكون إلا بموت رسول الله صل الله عليه وآله كما بينت الآية 
وأكد على ذلك كلمة ( أفئن ) ... 
 
** وعادةً لايكون بعد موت شخص إلا ورثته ولايرثه الا من كان من صلبه أو نسبه أو زوجه 
وبالتالي فإن الوارد اختفاءه وعدم ثبوت وفاته بدلائل كتب التاريخ الإسلامي المعتبرة هو المهدي ( محمد بن الحسن ابن علي ابن محمد ابن علي بن موسى ابن جعفر ابن علي ابن الحسين ابن علي بن أبي طالب ، حفيد خاتم المرسلين وسيدة نساء العالمين عليهم السلام )...المُلقّب المُكنّى ب( المهدي والقائم أي الذي يقوم بالحق وهو خاتم الأئمة عليهم السلام )... 
حيث ثبت موت سواه من ورثة رسول الله ص ابنته وزوجها وأحفاده ، ولكن المهدي عليه السلام هو حفيد رسول الله ص وقد تم إثبات ولادته وذلك بالكثير من الأحاديث الشريفة والروايات المثبتة في معظم كتب علماء المسلمين الثقات ، والتي لم تثبت وفاته، وإنما ثبت اختفاءه بدليل الكثير من الروايات أيّا كان موقع الاختفاء وبالتالي فإن زمن غيبته كان طويلاً جدا ولايُعلم موعد ظهوره إلا لمن شاء الله ، 
 
** وهناك من المفسرين المجتهدين من وجد أنه لم يولد بعد ! ولكنه يؤمن بوجوب ظهوره في آخر الزمان ، وجوابي على هؤلاء المجتهدين هو : 
1) لاأحد منا يعلم متى يكون آخر الزمان !! وهو في علم الله سبحانه وحده ،ومادام الأمر كذلك فإنه لايجوز توقيت الظهور والولادة المباركة لإمام الزمان المهدي عليه السلام ، ولايُمكن التعجب من وجوده فعلاً في زمننا هذا أو أي زمن سابق أو لاحق ، لأننا حتماً لانعرف متى هو آخر الزمان وليست هناك من الروايات الدالة على أنكم ستعرفون متى يولد هذا إذا افترضنا أنه لم يولد بعد !! 
وبالتالي فإنه ليس من المنطق إنكار ولادته فعلاً حيث لايمكن معرفة موعد ولادته قطعاً . 
 
2) اعتقاد المجتهدين هو محض اجتهاد يحتمل الخطأ ويحتمل الصواب وهو غير مُلزم ، فعندما تكون لفريق ما اجتهاداته الحرة فهي لاتعني أن الفريق المعارض على خطأ ، وإثبات الشيء لاينفي ماعداه ، وتعدد البحوث والاجتهادات هو حق مُطلق لكل عقل مفكر ، مادام الناس أحرار ، وكذلك فكل عاقل له الحق في اتباع مايشاء من الاعتقادات وفق الأسانيد والأدلة المثبتة والواضحة ، ولكن ليس من الحق أبداً تجريم أفكار الآخرين واجتهاداتهم ... 
 
** إن حياة إنسان لزمن طويل الذي لاتُعلم نهايته هو ( الخلود)...اذا، الخلود هو ( الحياة) 
 
ولانتعجب طول عمر إنسان بما يفوق مئات السنوات خاصة إذا كان : 
 
1) هذا الإنسان سليل أنبياء ومكلف بحمل الرسالة الإلهية فهو الوريث لها ، 
 
2) ألم نعلم بأن عمر نوح تجاوز الخمسون بعد التسع مئة (950) عام !! 
 
3) وهل يعجز الله سبحانه عن تعمير إنسان ! 
 
4) أليس الخضر عليه السلام كذلك العبدالصالح الذي نؤمن جميعاً بطول حياته واستمرارها بأمر الله لآداء ماعليه من التكليف الإلهي ! فاقرأوا سورة الكهف... 
 
فلو لاحظنا ماهو مدى اقتران أمرين مهمين: 
 
#_ الدليل إليه:- 
 
1) نلاحظ الاية التي تسبق هاتين الاخيرتين 
قال تعالى( وهو الذي خلق الليل والنهار والشمس والقمر كل في فلك يسبحون 
هنا الله بدأ بالزمان ( الليل والنهار، وفي الايه بدأ بالليل ( الذي يدل قطعاً على الظلمات والشر ثم اتبعها بالنهار الذي يدل على الحق والعدل 
** وإمام الزمان يظهر بعد ان يسود الظلام ليظهر الحق والعدل... 
 
2) ثم قال والشمس والقمر 
وهاتين آيتين عظيمتين 
ابتدأها الله بالشمس وهو الذي يُظهِر القمر ويُضيؤه بانعكاس نوره ، فشمس الحق التي أضاءت النور بعد الظلام هو رسول الله صل الله عليه وآله ، فانعكس هذا النور في ذريته والمهدي كذلك سيُضيء الأرض بعد الظلام بأمر الله فكان انعكاس شمس الهداية عليه حقاً لابد منه ... 
حيث وصف الامام علي عليه السلام المهدي في خطبته وعند ذكر علامات آخر الزمان فقال : 
( وقد لاح لكم القمر المنير )... 
 
3) ثم تبعت تلك الايه ( ماتم شرحه في البداية حول معنى الايتين التاليتين بأنهما جاءتا خصوصاً في المهدي عجل الله فرجه الشريف 
 
# معنى الخلود :- 
وفي معنى الخلود وحول الآراء بشأن مقتل المهدي عليه السلام بعد ظهوره بزمن معين ؛ 
فإنه حقيقةً لاشيء خالد مطلقاً ( في الحياة الدنيا ) وإنما الخلود يكون في ( فترة الزمان الطويله )، فكل شيء في الحياة الدنيا ختامه الفناء ، وأن الله وحده هو الوارث الباقِ الذي لايموت... ثم يبعث الله عباده من جديد لحسابهم ثم جزاءهم فهنا يكون الخلود للعباد جميعاً في( الحياة الآخرة ) إما في الجنة قال تعالى ( ففي الجنة خالدين فيها )،،، وإما في النار والعياذ بالله ، قال تعالى ( خالدين فيها أبداً لايجدون وليّاً ولانصيراً )... 
 
^ لذا فإن الخلود في الحياة الدنيا ليس دائما فيها ... 
ولكنه يختلف عن سواه من الحيوات ، بأن الخلود في الحياة الدنيا قد يكون أطول لمن يشاء الله له ذلك ، وهو مقترن بفترة زمنية ، وهو مختلف عن ( الدوام ) 
فالدوام لله وحده وتعني البقاء الذي لاينتهي فالله الباقِ الوارث الحي الذي لايموت 
اما الخلود فهو يستمر زمناً طويلاً جدا قد يقترب إلى يوم البعث الاول عند الظهور الشريف أو بعده إلى يوم الفصل فينفخ في الصور للمرة الثانيه فتكون الاخيرة ليبدأ حينها الحساب... 
 
# قال تعالى في سورة هود : 
 
(يَوْمَ يَأْتِ لَا تَكَلَّمُ نَفْسٌ إِلَّا بِإِذْنِهِ فَمِنْهُمْ شَقِيٌّ وَسَعِيدٌ (105) فَأَمَّا الَّذِينَ شَقُوا فَفِي النَّارِ لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ وَشَهِيقٌ (106) خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ (107) وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُوا فَفِي الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ عَطَاءً غَيْرَ مَجْذُوذٍ) (108) )... 
 
*** هذه الآية مهمة جدا وعظيمة لمن يفهم ويعقل بإذن الله ؛ فلاحظوا الآتي : 
 
1) يومَ يأتِ : هذه الجملة تدل على شخص سيأتِ ويظهر في زمان ما ، فكلمة يومَ دلت على ظرف الزمان وألحقتها كلمة يأتِ الدالة على الظهور ، وهذه الآية لاتدل على الزمن وحده ولاتدل على يوم القيامة وسأذكر السبب تالياً ، بل هي تدل قطعاً على شخص ما قد تم اختياره من قِبل الله وهو مُكلّف وله أمر ونهي بأمر الله ، ولايمكن القول أن المقصود بالذي ( يأتِ ) هو الله ، هذا لأن كلمة يأتِ تدل على ظهور بعد غياب ( كان غائبا فأتى ) والمؤكد على ذلك كلمة ( يومَ ) وهي ظرف زمان ) ، والله لايغيب بل هو الحاضر الحي الذي لاينام ولايغفل ولايغيب عن عباده قط... 
 
2) لاتَكلّم نفسٌ إلا بإذنه فمنهم شقي وسعيد : 
 
هذه الآية تدل على أن هذا الشخص الذي سيأتِ في زمن معلوم سيكون قائداً إماماً له الأمر والنهي والإذن ولايكون لشخص هذا إلا إذا كان له شأن عظيم وولاية عظيمة على العباد جميعاً وبتكليف من الله عزوجل ؛ وسبب عدم تكلم الأنفس إلا بإذنه دال على مدى احترام وهيبة هذا الشخص في حضوره ، ومن اتبع هذا الإمام سيكون سعيداً ومن لم يفعل فهو شقي ، وكلاهما له حساب من الله عظيم .. 
 
3) ثم انتبهوا لهذا ؛ ( فأما الذين شَقوا ففي النار لهم فيها زفير وشهيق خالدين فيها مادامت السماوات والأرض إلا ماشاء ربك إن ربك فعال لما يُريد ... 
 
*** أي الذين تم لهم الشقاء في الدنيا بعد طاعة الولي والإمام الحق المكلف من الله سبحانه ، فإنه كُتِب لهم مكاناً في النار خالدين فيها ، 
أما الذين تمت لهم السعادة فإن له مكان في الجنة بقوله ( وأما الذين سُعِدوا ففي الجنة خالدين فيها مادامت السماوات والأرض إلا ماشاء ربّك عطاءً غير مجذوذ ) ؛ ولكن لاحظوا هذه الآية التي تتبع تعريف الأشقياء والسعداء كذلك بمكانهم ( اللاحق ) في النار أو في الجنة ... 
{{{( مادامت السماوات والأرض )}}} 
((( إلا ماشاء ربّك ))) 
 
*** هذين الشرطين في الآية مهمين للغاية : 
 
^^ (مادامت السماوات والأرض ) : هي فترة زمنية متعلقة باستمرار وجود السماوات والأرض ، وكلاهما لايكون إلا في الحياة الدنيا ، فالسماء والأرض دلالة الحياة الدنيا ، 
 
^^ ثم أكدت عليها ماتلتها من آية ( إلا ماشاء الله ) هي دلالة على أن الله قادر على أن يجعل عطاءه أو عقابه مستمراً من( الحياة الدنيا ) حتى بعد انقضاء دوام السماوات والأرض أي في ( الحياة الآخرة) ... 
 
أدلة القرآن حول الحقائق الظاهرة والباطنة لحكمة إلهية كثيرة جدا ، وسأستكمل كشفها وشرحها بإذن الله في الجزء الثالث من البحث ... 
 
لذا، أرجوا من كل قلبي أن يتم التفكّر بتعقّل وبحث حقيقي حول هذه الآيات الكريمة الشريفة الواضحة لمن شاء أن يهتدي ...
 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


نسرين العازمي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2013/02/23



كتابة تعليق لموضوع : الجزء الثاني في إثبات إمامة الثاني عشر من أهل بيت الرسول
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net