صفحة الكاتب : عبد الهادي البابي

المواطنة ..والدولة المدنية .. ..
عبد الهادي البابي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

إن كل من قرأ وتابع نشوء الدول العربية الحديثة ومراحل تطورها يجد إن هذه الدول المعاصرة هي دول فتية وحديثة العهد ، ورغم أنها تملك شكل وتفاصيل وهياكل الدولة ، لكن الواقع يقول أن نظام الدولة المدنية الحديثة غير موجود فيها إطلاقاً ،  لأن أغلب الدول العربية وجدت نتاج لظروف سياسية دولية وأقليمة ، وأسقطت على المجتمعات العربية كدول ، ولم تأتي حسب نتاج تطور أجتماعي  في بناء المجتمع العربي،  مما ساعدت على عدم خلق عقل جمعي لمفهوم الدولة..

 لقد كانت الوحدة الأساسية في البنية المجتمعية العربية هي القبيلة،  وعلى محورها تم مزج تفاصيل الدولة ، فتارة تكون الدولة مبنية على التوازن القبلي وتارة على القوى الدينية المحافظة وقربها أو بعدها عن النظام السياسي العربي ، لذلك لم يستطع الإنسان العربي خلق تصور مدني لمفهوم المواطنة إلاّ من خلال القبيلة الإجتماعية أو القوى الدينية المحافظة ، وأمام هذا التحالف الضخم من البنى الإجتماعية لم تستطع القوى التقدمية العربية - لضعف أمكانياتها وأغراقها في الصراع مع السلطة الدينية والنظم السياسية والقوى الإجتماعية المحافظة وأنحسارها في النخب - لم تستطيع تقديم رؤية حقيقية لمفهوم الدولة المدنية ..!!

ورغم تأثر هذه القوى بالمفاهيم الغربية المعاصرة بمسألة الدولة والصور الديمقراطية المختلفة عجزت هذه القوى عن مشاركة المجتمع في هذه التصورات ، ورغم تطور النظم السياسية المعاصرة والصور الديمقراطية المتنوعة فقد حُكمت أغلب الأنظمة السياسية العربية بشرعيات أما دينية وأما ثورية ، ومهما كانت تلاوين شرعيات الحكم فهي في الغالب لم تنتج دولة مدنية أو تصنع لنا المواطن المدني ، لأن كل طروحات الدولة إن كانت دينية أو أشتراكية أو قومية  فأنها غيبّت الديمقراطية مع  ممارسة الإقصاء والتهميش والقمع ، مما أدى الى خلق مجتمعات عربية تراوح بين التخلف والخوف من التجديد ، وكان هذا واضح جلياً  في مسألة القانون ، فالقانون كحالة وعي حقوقي وسلوك مجتمعي غاب عن الحياة الإجتماعية وأصبحت علاقة الإنسان العربي بالقانون علاقة مشوهة تأخذ أحيانا شكل الألتفاف عليه ، وأحياناً الخروج عليه ،  لذلك لم يحضر القانون - مع الأسف - في المجتمع والدولة بأعتباره روح الدولة والمواطنة..وإنما حضر كجزء مكمل من كماليات الدولة حسب .!!


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


عبد الهادي البابي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2013/02/22



كتابة تعليق لموضوع : المواطنة ..والدولة المدنية .. ..
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net