برلمان خان جغان
عمار منعم علي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

  خان جغان (خان قديم في بغداد بناه سنان باشا آل جغان عام 1590م وتم هدمه عام 1929م) سوق لصاغة الذهب تجده مزدحماً وغاصّاً بالناس وخاصة النساء اللائي يحضرن لشراء المصوغات الذهبية. ومعنى ذلك ان السوق يدخل ويخرج منه كل من هبَّ ودبّ سواء أكان  من اجل الشراء او الفرجة  يعني سوق مفتوح بلا رقيب

وحسيب على نوعية الناس..نقول بالأمثال: ( المكان صار خان جغان ) أو ( قابل الجنة خان جغان كل من يريد يدخلها ) و يُحكى ان يهوديا من الصاغة في خان جغان  كان يعمل معه صانع صغير مسلم  ينفخ له الكورة فسأله الصانع: استادي اليهود يدخلون الجنة؟ فرد عليه الصائغ: وي عليك ... الجنة هيه لليهود,  فعاد الصغير يسأل: والنصارى؟ فرد عليه: النصارى يقعدون في المجاز (الممر او الدهليز) , فسال الصغير: والمسلمون؟ فصرخ عليه الصائغ: انفخ انفخ .. الجنة مو خان جغان , المشكلة الان ان البعض يتعامل مع البرلمان وكأنه خان جغان فلا توجد ضوابط او رقيب او سياسة عامة ورؤيا  في الوقت الذي تعصف  بالبلاد اخطار متلاطمة تجد تصرفات غريبة او استفزازية لا مسؤولة منها تعمد عدم اكمال النصاب لتعطيل القرارات المهمة والمصيرية وانعكاس الصراعات السياسية على قرارات البرلمان  وكثرة السفر والايفادات والامتيازات وشموله بنظام خاص للتقاعد يعد الاغرب من نوعه في العالم العجيب ان بعض النواب متهمون بالتزوير والارهاب واثارة النعرات الطائفية والاثراء على حساب المال العام , كل ذلك ممكن ان يمر لأنه لا يوجد رقيب او محاسب لكن المثير للجدل هو سفر رئيس مجلس النواب في وقت عصيب  الى دولة قطر خلسة من اجل حوار صحفي !!!!  دون علم مجلس النواب او وزارة الخارجية في هذا الوقت يحمل الكثير من المعاني والدلائل والموشرات هل هنالك ضرورة قصوى لزيارة دولة تعمل بالضد من العملية السياسية ومتهمة بتمول الارهاب ؟ ولماذ يتم اجراء مقابلة مع قناة الجزيرة الفضائية المعروفة بنهجها الطائفي والتحريضي المدعوم باجندات خارجية مشبوهة ؟ هل كان السفر ايفادا رسميا من خزينة المال العام ؟ كما صرح  مصدر نيابي، ، بان زيارته  مع ابنه و6 من اقاربه على نفقة الحكومة المحلية وان النجيفي عدّ صرفياته وصرفيات اقاربه وحمايته في الدوحة على  انها مصاريف ايفاد رسمي”؟ ما هو دور النزاهه البرلمانية ولجنه شؤون الاعضاء اذا صحت هذه المعلومة؟  لماذا عندما يغادر السياسي العراق يبدأ بالهجوم على الحكومة وعلى العملية السياسية يعقبها عمليات ارهابية نتيجة الشحن الطائفي ؟ ولماذا يغادر حيدر الملا الى اسبانيا لمشاهدة مباراة كرة القدم لنادي اسباني ؟ ماذا سيكون رد الاعلام الاصفر لو سافر المالكي الى ايران وصرح ضد البعثيين والارهابيين ؟ لماذا تصمت الموسسات والوسائل الاعلامية الصفراء عن انتهاكات مشينة وتطبّل لسلبيات اخرى ؟ ان وضع مجلس النواب الحالي بحاجة الى وقفة والى اجابة مهمة من يحاسب مجلس النواب على اخطائه هل سيحاسبه البرلمان القادم ام المحكمة الاتحادية ام ان العملية سوف تستمر الى ما لا نهايه لحين نفاذ اموال العراق بالكامل , اقول  لبعض السياسيين احذوا ثورة الجياع لانها لا تبقي ولا تذر

الموضوع السابق الفقر وليد النظام الجائر

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat