صفحة الكاتب : علاء كرم الله

في 8 شباط عاد العراق للحضن الأمريكي والبريطاني؟!
علاء كرم الله

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

مرت قبل أيام الذكرى الخمسون لأنقلاب 8 شباط الذي أطاح بحكومة الزعيم الشهيد عبد الكريم قاسم وبجمهوريته الفتية.وعلى الرغم من مرور نصف قرن على هذا الأنقلاب الذي ترك غصة كبيرة في نفوس وقلوب غالبية العراقيين ، ألا أن الكثرة الكثيرة من العراقيين لا زالوا يتذكرون زعيمهم المحبوب! الذي نذر نفسه فداء لهم. هذا على المستوى الشعبي، أما على مستوى الصعيد السياسي فلا زالت هذه الفترة ( من سقوط نظام الزعيم الشهيد والى أستلام حزب البعث السلطة لمرتين في 63 و68 تكتنفها الكثير من الأسرار) ولكن الخزانة البريطانية بين فترة وأخرى تطلق سراح بعض الوثائق والأسرار المهمة لأحداث جرت في العالم  والدور الذي لعبته بريطانيا وامريكا في تلك الأحداث ومنها أنقلاب 8 شباط عام 1963. بعد هذه المقدمة أبدأ مقالي هذا بما قاله الرئيس الأمريكي الراحل (جون كنيدي) ( أغتيل في 10 تشرين الثاني عام 1963): لو لم ينجح أنقلاب شباط 1963 لكَنا قد حرقنا بغداد!!( المصدر: كتاب، مقايضة بغداد برلين)، في أعتراف واضح لرئيس أكبر دولة في العالم. بأنهم وراء سقوط نظام الزعيم الشهيد قاسم؟!، نعم كان لزاما على أمريكا وبريطانيا القضاء على الزعيم عبد الكريم قاسم! وعلى جمهوريته الفتية لكونه شكل نقطة تهديد لمصالحهم وأضر بها كثيرا  بالقوانبن والقرارات التي أصدرها والتي كلها صبت في سبيل نهضة العراق ورفاه شعبه وتحريره من قيود الأستعمار والعمالة والرجعية بدأ من معاهدة 1948 وأنتهاء بحلف بغداد عام 1956 .فمنذ بداية الثورة عام 1958 ولحين القضاء على بطلها ومفجرها وزعيمها عام 1963 عاشت أمريكا وبريطانيا خاصة والغرب عموما قلقا كبيرا شغل عقول ساستهم وسبب لهم صداعا مزمنا! من أين جائهم هذا الزعيم وكيف أستطاع أن يخلص العراق وكل خيراته وثرواته ويسحبه من تحت أقدام أمريكا وبريطانيا ويجعله ملكا لأبنائه؟ وكيف نسمح لزعيم عربي أن يصبح نصيرا للفقراء وأبنا بارا لهم ورحيما بهم، ونحن الذين تعودنا أن تحيا بلداننا وشعوبها على حساب جوع وموت ودمار الآخرين؟! هذا هو الصداع والهواجس التي شكلها الزعيم الشهيد لدى ساسة الغرب. فبدأوا يخططون ويمكرون وبعد سبعة محاولات أنقلابية فاشلة، تم لهم ما أرادوا في 8 شباط بعد أن تكالبت كل قوى الردة والخسة والنذالة والعمالة من الداخل والخارج ممن ضربت ثورة الزعيم مصالحهم. فوجد الأمريكان والبريطانيين ظالتهم بالبعثيين ومعهم بعض رؤوساء العشائر وكل من يحمل روح الكراهية والحقد على هذا الوطن فتكاتفت أيادي الشروالشوفينية والطائفية والرجعية بعمالة واضحة لا تشوبها شائبة وبمعاونة من(أيران الشاه وآل سعود وأمراء الكويت وتركيا ورئيس مصر السابق جمال عبد الناصروالأردن)، فكان يوم 8 شباط ، حيث أغارت طائرة الفانتوم الأمريكية أولا!! لتدك معقل الزعيم ( وزارة الدفاع) ثم أعقبتها طائرة منذر الونداوي ثم طائرة فهد السعدون( توفي عام 2012 ) ثم طائرة واثق عبداللة( لازال على قيد الحياة ) أغارت كل هذه الطائرات لتستفرغ كل سمومها وحقدها الطبقي والطائفي على الزعيم وعلى الشعب الذي أحبه .هم أغاروا بطائراتهم عابسي الوجه وبقلوب مريضة ملؤها الحقد والكراهية وبعقول خاوية من أية رحمة وأنسانية ، فيما ذهب الزعيم أليهم بسيارته ( الشوفرليت)وبلا أية حماية مرتديا بدلته العسكرية باسم الوجه ودخل وزارة الدفاع وهو يحي الجماهير المحتشدة التي قطعت الطريق عليه وهي تهتف بأسمه وبالثورة وتطالبه بالسلاح للدفاع عن الثورة ومكتسباتها، فحياهم بأبتسامة الواثق من نفسه ومن حب الناس أليه ومعتذرا عن تلبية طلبهم خوفا عليهم!!. دخل وزارة الدفاع بكل شجاعة وأقدام وأصرار فلم يفكر بالهزيمة والهروب مطلقا ولم يختبأ بجحر كالجرذ!! وواجه أعداء العراق وأعداءه بفدائية المحب لشعبه ووطنه. ولم يقدروا عليه ألا بالمكر والخديعة . لقد كان أستشهاده بحق ملحمة  أنتصار قيم  البطولة والشجاعة والشرف والنزاهة والعفة على الخسة والخيانة والغدر، بطولة مثلت أسمى معاني الشرف والنبل وحب الوطن والشعب والذود عنهم.ومن أجل تسليط الضوء على الدور الذي لعبته أمريكا وبريطانيا بأسقاط نظام الزعيم الوطني الشهيد عبد الكريم قاسم ودعمهم للبعثيين عام 1963 و1968( سأورد هنا وبتصرف من قبلي لطول الحلقتين اللتين نشرتهما  صحيفة (الناس) بعدديها 329 و330 في 17 و18 أيلول 2012 عن كتاب للباحث البريطاني (مارك كريتس) أعداد: سلم علي)

 

- السفير البريطاني في بغداد (روجرز ألن) يكتب الى وزارة الخارجية البريطانية : أن خطة الأنقلاب جرى الأعداد لها بتفصيل وأنه جرى أختيار من سيحتل مناصب رئيسية!!.

- وصف مسؤولون في السفارة البريطانية ثورة تموز 1958 بأنها ثورة شعبية تقوم على مشاعر مكبوتة من الكره والأحباط تتغذى على تطلعات قومية لم تلًب وعداء لحكومة أوتقراطية وسخط من الهيمنة الغربية وأشمئزاز من فقر متفشي. تعليق من قبلي: هذا رد واضح وصريح من الأنكليز أنفسهم على اللذين يعتقدون ويصرون بأن النظام الملكي كان جيدا، ثم وبنفس الوقت رد على اللذين يسمون ثورة تموز أنقلابا عسكريا. وللتوضيح اكثر أن ثورة تموز بدأت أنقلابا عسكريا ولكنه تحول خلال ساعات الى ثورة شعبية عارمة.

- أقر مخططي السياسة البريطانية بأن عبد الكريم قاسم كان يحظى بشعبية كبيرة.

- التهديدات التي كان يشكلها الزعيم عبد الكريم قاسم لخصها بوضوح أحد الأعضاء البريطانيين في شركة نفط العراق التي كانت تسيطر على النفط العراقي، بتقرير أرسله الى وزارة الخارجية البريطانية قبل بضعة أشهر من أنقلاب 8 شباط 1963 وجاء فيه:أن عبد الكريم قاسم يرغب في أعطاء العراق ما يعتبره أستقلالا سياسيا وكرامة ووحدة وتعاونا أخويا مع بقية العرب وحيادا بين الكتل المتنفذة في العالم وهو يرغب في زيادة وتوزيع الثروة الوطنية أنطلاقا من مبدأ وطني وأشتراكي من جهة وانطلاقا من تعاطف مع الفقراء من جهة اخرى، كما ويريد وأ ستنادا الى الرفاه الأقتصادي والعدالة أن يبني مجتمعا جديدا وديمقراطية جديدة، وهو يريد أن يستخدم هذا العراق القوي الديمقراطي من أجل بقية العرب الأسيويين والأفريقيين والأرتقاء بأوضاعهم والمساعدة بتدمير (الأمبريالية) وهو ما يعني بشكل أساسي النفوذ البريطاني في البلدان النامية. تعليق من قبلي: رد واضح وصريح بأن الزعيم كان يحمل توجهات قومية حقيقية صادقة للشعوب العربية ليس كما يدعي البعثيين والتيارات القومية الأخرى من كذب وخداع وزيف في كل أفكارهم وتوجهاتهم القومية. فأفكارالبعث والقوميين هي من دمرت الأمة العربية وكانت خير أداة بيد أمريكا والغرب لتفريق شمل الأمة العربية.

-    من القضايا الأخرى التي كانت مصدر قلق كبير لبريطانيا هو مطالبة العراق بضم الكويت، ففي عام 1961 أرسلت بريطانيا قواتها الى الكويت لحمايتها كما يفترض من هجوم عراقي وشيك؟! لكن الملفات التي رفعت عنها السرية تكشف أن بريطانيا لفقت التهديد العراقي!! من أجل أعتماد زعماء الكويت ( الدولة الغنية بالنفط) على الحمايه البريطانية

-    كان الأنقلاب حصيلة دعم منظم وكبير من قبل وكالة الأستخبارت المركزية الأمريكية (سي آي أي) ؟!وكان العقل المخطط له هو ( وليام ليكلاند)الذي كان يشغل منصب ملحق في السفارة الأمريكية ببغداد.

-         حاولت المخابرات الأمريكية اغتيال الزعيم عن طريق أرسال منديل مطرز مسموم ولكن المحاولة فشلت!.

-    أبلغ (روبرت كومر) العضو في مجلس الأمن القومي الأمريكي الرئيس (جون كنيدي) فور وقوع انقلاب 8 شباط بان الأنقلاب مكسب لجانبنا.

-    كان صدام حسين حينها مساهما عن قرب بالأنقلاب فقد أستفاد عندما كان لاجيء في القاهرة من أتصالاته  مع المخابرات الأمريكية تم ترتيبها من  القسم العراقي في المخابرات المصرية!! وخلال الأنقلاب أسرع صدام بالعودة الى العراق وساهم شخصيا بتعذيب الشيوعيين خلال المجازر الرهيبة وحمامات الدم التي قام بها الحرس القومي. تعليق من قبلي: هذه وثيقة جديدة تؤكد أن صدام كان عميلا أمريكيا بأمتيازمنذ كان لاجئا في القاهرة لحين أوصلوه للسلطة عام 1968 . أما لماذا أسقطوه أذا كان عميلا لهم؟! المعروف أن العملاء تنتهي أدوارهم مع تغير السياسات الستراتيجية العليا لأمريكا تجاه العالم، حاله حال االرئيس المصري العميل حسني مبارك . وهناك حادثة يعرفها أهالي بغداد وتحديدا أهالي منطقة السيدية: هو عندما هوجم حسين كامل صهر الرئيس صدام وصندوق أسراره في بيت أخته بالسيدية وعندما أصيب وقبل مقتله صاح بعلو الصوت ياعالم صدام عميل!!!.

-         وجهة نظر السفير البريطاني في بغداد، أنه كلما كان سقوط قاسم في وقت أقرب كلما كان ذلك أفضل.

-    بعد يوم واحد من الأنقلاب في 9 شباط 1963 بعث السفير البريطاني في بغداد ( روجرز آلن) برقية الى وزارة الخارجية مفادها أن وزير الدفاع الجديد ( يقصد هنا حردان عبد الغفار) كان من المتوقع أن يصبح قائد سلاح الجو في حال وقوع الأنقلاب وهو ما يشير الى نوع من المعرفة المسبقة!!.

-         السفير البريطاني في بغداد : أن الحكومة الجديدة تناسب مصالحنا.

-    أبلغ مسؤول كبير في وزارة الخارجية الأمريكية وزارة الخارجية البريطانية بأنه أذا أدى الأنقلاب الى نظام بسمات بعثية فأن سياسته ستكون على الأرجح مقبولة أكثر بالنسبة الى حكومة الولا يات المتحدة .

-    بعد الأطاحة بنظام قاسم نصح البريطانيين الكويت بأستباق أي تهديد عراقي مستقبلي بدفع رشوة الى الحكام الجدد في العراق! وتم فعلا دفع 50 مليون جنيه لأسترليني. تعليق من قبلي: أي عار هذا !!.

-     خطة أنقلاب 1968 أيضا كانت بدعم وكالة المخابرات الأمريكية التي أقامت على الفورعلاقات وثيقة مع الحكام البعثيين  حيث أصبح البكر رئيسا وصدام نائبا.

-     رحبت بريطانيا بنظام البعث الجديد أنقلاب 1968 حيث كتب السفير البريطاني في بغداد قائلا:قد يتطلع النظام الجديد الى المملكة المتحدة للحصول على التدريب والمعدات وينبغي أن لا نضيع أية فرصة ووقت لتعيين ملحق عسكري.

-    تلقى وزير الدفاع (حردان عبد الغفار) ( أغتالته المخابرات العراقية بتوجيه من صدام عام 1972 في الكويت ) بعد أنقلاب 1968 دعوة لزيارة معرض (فارنبرة) الجوي في بريطانيا وأبلغه السفير البريطاني أنه يبدو لي ان لدينا الآن فرصة لأعادة العلاقات الأنكلو- عراقية الى شيء من حميميتها السابقة!! فرد عليه حردان أنه خلال نظام 1963 كنا نقدر موقف حكومة صاحبة الجلالة لنا!!. الى هنا ينتهي ما ذكر عن دور أمريكا وبريطانيا في أستلام البعث للسلطة في عام 1963 و1968 ناهيك ما أعترف به (علي صالح السعدي) أحد زعامات البعث وقياداتها البارزة في أنقلاب 1963 : بأننا جئنا بقطار أمريكي!. أخيرا نقول : هذا هو التاريخ يظهر من جديد  ليكتب حقيقة المؤامرة الخسيسة بأقلام من دبروا وخططوا لمقتل زعيم الأمة العراقية  الشهيد عبد الكريم قاسم . نعم ذهب عبد الكريم قاسم وهو يحمل على صدره كل نياشين الشرف والبطولة والأباء وسمو الأخلاق وشجاعة الفرسان وأخلاق النبلاء وحفر أسمه بحروف من الذهب والماس والياقوت في قلوب العراقيين الشرفاء تاركا العار يلبس كل من شارك بقتله. ورغم  مرور نصف قرن على أستشهاد الزعيم الوطني عبد الكريم قاسم سيبقى كل عراقي غيور  ينشد له: عبد الكريم كل القلوب تهواك عبد الكريم رب العباد يرعاك!!.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


علاء كرم الله
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2013/02/20



كتابة تعليق لموضوع : في 8 شباط عاد العراق للحضن الأمريكي والبريطاني؟!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 

أحدث التعليقات إضافة (عدد : 1)


• (1) - كتب : نبيل محمود مجيد ، في 2013/07/27 .

المزيد ومشكور





حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net