صفحة الكاتب : غسان توفيق الحسني

اللعب على اوتار الطائفية
غسان توفيق الحسني

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
 مع كل موعد من اقتراب الانتخابات سواء كانت برلمانية أم مجالس المحافظات نرى ونسمع من الحكومة اللعب على الحس الطائفي المقيت.
والذي من خلالها وصلت الى السلطة فقد أصبح السلاح الوحيد بيد الدولة بعد ان جردت هذا البلد من وصول الكفاءات الى المناصب التي يستحقونها وبعد ان فشلت الحكومة فشلا ذريعا لوضع حد لمعاناة أبناء الشعب العراقي بتوفير الخدمات بكافة مرافق الحياة وأصبح عدد البطالة في العراق لا يقدر بعدد.
لقد شهدت الفترة الأخيرة قيام بعض السياسيين التكلم بنهج طائفي خصوصا بعد المظاهرات الأخيرة التي شهدتها المناطق الغربية وعلى الرغم من ان المظاهرات لم تخل من بعض الشعارات الطائفية الا ان كثيراً منها كان واقعياً ومشروعاً وبعيدا عن الطائفية لكن الحكومة حرصت حرصا شديدا ان تؤول تلك المظاهرات بالطائفية وكأن البلاد عبارة عن فريقين متناحرين.
والسبب من تضخيم الأمور أصبح واضحا جدا هو من اجل كسب ود الناس من خلال تصوير الأمور بأنهم مدافعون عن المذهب وممثلون عنها وكأنهم لا يدركون بان الحرب الطائفية ان وقعت لا سامح الله فانها تأكل الأخضر واليابس.
فعليهم ان يعوا وان يتعلموا من تاريخ بعض الدول التي حدثت بها هكذا أزمات طائفية، ويذكرنا موسى الصدر رحمه الله عندما سئل عن الطائفية فقال في حينها الطائفية تعني ان تتخذ جدارا نعزل أنفسنا عن الآخرين ونجزئ مجتمعنا الى أجزاء .
فالعراق اليوم يحتاج لحكماء وليست المهاترات الطائفية وتأجيج الصراعات خصوصا بعد ان وجهوا نداءات للمحافظات بان تقوم بمظاهرات بالمثل بالرد على تلك المظاهرات وترفع شعارات لتمجيد رئيس الحكومة وترد على مطالب المنطقة الغربية.
فإن من الحكمة الاستماع لمطالب المتظاهرين والوقوف عندها لا ان يدير ظهره لتلك المطالب وتركها.
وليس الحل ان تقابل المظاهرة بمظاهرة أخرى تقوم بالرد عليها واشغال الناس بأمور لا فائدة منها لكي ينسى المواطن اخفاق الحكومة بشتى المجالات ولم تقف الحكومة عند ذلك الحد.
بل تقوم ببث الدعايات والاشاعات بان اسقاط رئيس الحكومة الحالي يعني سقوط المذهب وتمزيقه وكأن المذهب يقف على شخص واحد ولا يحتوي على رجال آخرين.
فعلى الناس ان تدرك ان العراق لن يعود الى الوراء وليس باستطاعة الأقلية ان تحكم الأكثرية مادام هنالك انتخابات برلمانية وان المذهب والطائفة لا تقف على شخص معين فالعراق معطاء بكل شيء ويحتوي بطياته كثيراً من الرجال الكفؤين القادرين على قيادة
البلاد. وان كل تلك الزوبعة التي تقوم بها الحكومة هو من اجل البقاء مدة أطول في الحكم من خلال اللعب على الوتر الطائفي المقيت

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


غسان توفيق الحسني
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2013/02/17



كتابة تعليق لموضوع : اللعب على اوتار الطائفية
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net