صفحة الكاتب : رائد عبد الحسين السوداني

بغداد صبراً ....كلمات لها دلالات.
رائد عبد الحسين السوداني

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

           بعد أن وجد منظموا (تظاهرات) الرمادي الطريق مسدودة أمامهم باتجاه العاصمة (بغداد) ومن جميع الاتجاهات ،لاسيما تحفز البعض من الطرف المقابل وأعني بهم (البعض من الشيعة) للقاء يعرفه أهل الرمادي قبل غيرهم ،قرر هؤلاء تنظيم وإبقاء (تظاهراتهم) و(اعتصاماتهم) ،وإقامة (صلواتهم) الموحدة كما كانت في كل أسبوع في نفس أماكنها ،لكن تحت عنوان له دلالات كثير ،وكبيرة ،هذا العنوان هو (بغداد صبرا) ،فماذا تعني هذه الكلمات ،وأي أمر يبغي من صاغ هذا العنوان ،فبغداد صبرا على ماذا ،على الاحتلال وقواته ؟ لم نجد أن هذا العنوان رفع إبان تواجدها وتجولها في  شوارع مناطقهم ،أو في شوارع بغداد ،بل العكس من ذلك حدث فقد كانوا يدعون القوات الأمريكية لحمايتهم من القوات العراقية ،أم صبرا على ما جرى فيها من تقتيل وتهجير إبان ما سمي بالحرب الطائفية في 2007-2008فحتى على هذا الذي جرى في بغداد لم يرفع دعاءا لصالح بغداد ،أم صبرا على أزمة مالية ،أم على ظاهرة أو كارثة طبيعية ،لم نشهد أنهم عندما غرقت بغداد جراء الأمطار على سبيل المثال رفعوا دعاء، بأن يا بغداد صبرا ،على هذه الأزمة ، لكن عندما نسمع خطب أئمة الجمع نجد المعنى الواضح ونفهمه بشكل صحيح ،فعلى سبيل المثال شن إمام جمعة الأعظمية في جامع أبي حنيفة هجوما عنيفا على قوات الجيش ،واتهم الحكومة العراقية بأنها تمنع المصلين من الوصول إلى الجامع،واتهمها بأنها طائفية ،تسمح لطائفة بالزيارات والنفقة عليها وتمنع طائفة أخرى من هذه الزيارات ،ثم قال وأعلن إعلانا خطيرا جدا لا أعرف هل يمر مرور الكرام كما مرت عملية رفع أعلام الجيش السوري الحر ،وعلم صدام حسين ،وصور أردوغان ،هذا الإعلان يقول إن هذه الحكومة تتصرف كحكومة احتلال ،ثم أوصى السياسيين من أتباعه بالانسحاب من العملية السياسية والبحث عن طرق جديدة للإصلاح وهذه وصية تحمل دلالات هي أخطر من وصف الحكومة بأنها حكومة احتلال ،فما هي هذه الطرق يا ترى غير الفوضى ؟ ثم دعا أتباعه إلى المرابطة وهي كما قال من المصابرة ،وكما هو معروف أن هذه مفردات تقال عند الحرب وللجنود المرابطين .وبطبيعة الحال أن هذه الكلمات لم تطلق جزافا أو زلة لسان ،أو جاءت كردة فعل ، بل جاءت من خطيب جمعة في الإمام أبي الحنيفة،هذا فضلا عن الهتافات الطائفية التي أطلقت أثناء قراءة بيان علماء الأعظمية الذي دعا إلى تدخل دولي وعربي ،وهذا كما أعتقد هو المراد الأكبر من هذه الحراكات التي تسمى تظاهرات ،ومن هذه الهتافات الخطيرة أيضا أطلق هتاف (يا أبو القاسم لا تهتم بغداد نفديها بالدم) أو (يروح واحد يروح مية يبقى صوت الأعظمية) ،وهذه صرخات تدعو لعنف وقتال طبعا ،أو (يبقى صوت الحنفية) أو إعادة هتاف (إيران برة برة بغداد تبقى حرة) ،ثم وصف شاعر منهم الحكم القائم الآن بهولاكو وهو يندب سعد بن الوقاص وخالد بن الوليد ،وعمر بن الخطاب ويشكو إليهم حال بغداد ،وهتاف آخر في جامع نداء الإسلام يقول (بغداد إلنا وما ننطيهة للموت أولها وتاليها) ،ويبدو أن هذا الهتاف مركزي فقد رفع في سامراء أيضا،فلمن لا تعطى بغداد يا ترى ،ولم يقرن الموت بهذا الهتاف  .ثم هناك خطيب آخر يدعو أهل بغداد على الصبر فإنهم كما وصفهم كالقابضين على الجمر من النار ،وهذه الكلمة أيضا لها دلالات خطيرة تدعو إلى من يخاطبهم بأنكم إنما تحكمون من ناس هم ليسوا منكم ،وهناك دعوة من خطيب ثالث يدعو إلى إعادة حقوق أهل السنة والجماعة،فما هي هذه الحقوق يا ترى ،غير السلطة والحكم،وهناك هتاف رفعه أهل سامراء هو الهدف النهائي لكل ما يحدث وهو (الشعب يريد إسقاط النظام) أمام صمت القائمين على الصلاة هناك ،وأمام رجل دين خطب مهددا ومتوعدا بأن المسير إلى بغداد قائم ،وإن من يريد أن يبتلع بغداد لا يستطيع أن يبتلعها فهم قادمون إليها،وبطبيعة الحال أكرر مرة أخرى هم يقصدون الحكم ،الذي منحهم إياه الإنكليز في 1921 على يد المس بيل وبيرسي كوكس في تعيين عبد الرحمن النقيب كرئيس مؤقت للوزراء في العراق والذي عرفنا موقفه في مقالنا السابق بعنوان (حقائق تاريخية يجب أن تذكر).أو الملك فيصل الذي ربط كل تحرك يقوم به أبناء الشيعة وهم الأغلبية كما اعترفت عرابته المس بيل وفي عام 1921يربط فيصل هذا التحرك بإيران دوما فضلا عن سنته التي سنها ،وهي سنة التهجير والتسفير ،وهذا ما سنعالجه في مكان آخر.وهناك ملاحظات لا تقل خطورة عن تلك التي أوردناها وهي ،أولا اختفاء ما يسمى بالسياسيين الذين تصدروا المشهد في أول يوم كرافع العيساوي وغيره والذين أخذوا بالظهور كحضور أو ضيوف في التجمعات ،ليتصدر المشهد رجال دين معبئين ومعبِئين مارسوا في هذا اليوم 15/2/2013تضليلا كبيرا للرأي العام لاسيما الرأي العام الدولي ،فبعد أن بُشر بزحف كبير على بغداد من قبل (متظاهري) الرمادي ،وهدد أحدهم (علي حاتم سليمان) بأن المعركة ستكون على أبواب بغداد في حالة منعهم من دخولها ،فصوروا الأمر هذا اليوم بأنه منع لزيارة جامع أبي حنيفة وللزيادة في التضليل دعوا لتكون هذه المناسبة يوما لزيارة هذا الجامع ،متهمين مدعين بأن الحكومة تمنع زيارة الأعظمية في حين تنفق على زيارات الشيعة وهذا تضليل كبير وافتراء على أبناء مذهب قبل الحكومة ،فهم يعرفون أن مواكب زيارات الحسين (عليه السلام) تنفق من تبرعات الناس ليس إلا .وهناك مشهد آخر خطير لا يقل خطورة عما ذكر وهو ما تمارسه قناة بغداد من تعبئة من خلال بث الخطب والأناشيد التعبوية .لتدل على أن هناك برامجا سياسية  معدة للمرحلة القادمة تنذر بأمور كبيرة.

 
 
 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


رائد عبد الحسين السوداني
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2013/02/15



كتابة تعليق لموضوع : بغداد صبراً ....كلمات لها دلالات.
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net