صفحة الكاتب : ضياء السراي

تكنيك الدعاية الانتخابية ..بين ثقافة الاعلان واكاذيب الساسة..
ضياء السراي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
 يعد الجهل بتقنيات الدعاية الانتخابية أمراً مستهجنا لدى خبراء التسويق والتكنيك الانتخابي ورجال الاعلام، وإذا كان الإعلام لا يعتبر بمثابة هدف في حد ذاته بل وسيلة لمعالجة الأخبار في إطار من المنطق والتلقائية فضلا عن شموله للوسيلة وأساليب المعالجة ووظائفها وحقول التطبيق وغير ذلك ، فإن الدعاية وإن استخدمت نفس وسائل الإعلام لكنها تفتقر إلى المنطق والتلقائية في معظم الحالات، وهذا هو الفارق بين الدعاية والاعلام ولدى المدارس الحديثة تعد الدعاية وسيلة من وسائل الاعلام التي لابد ان يتقنها رجال الاعلام بشكل خاص، بينما تذهب مدارس اخرى الى القول بان الاعلام وسيلة من وسائل الدعاية لاسيما الانتخابية فالادارة كعلم هي وسيلة اخرى من وسائل الدعاية الانتخابية، والاحترافية في السياسة ومهارات التواصل كلها وسائل توظف ضمن الدعاية الانتخابية. بينما ترى المدرسة الاميركية الحديثة لفنون الدعاية والاعلام الانتخابي ان الدعاية بشكل عام والاعلام وسيلتان تعتمد عليهما الحملة الانتخابية بشكل عام للوصول الى الطريقة الامثل في التسويق الانتخابي. والاساس في نجاح الحملات الانتخابية هو نوع التكنيك الدعائي المستخدم ومدى براعة الفريق في تطبيق هذا التكنيك او الاسلوب الدعائي، وتعتمد الحملات الانتخابية على اسلوب الدعاية كحجر زاوية في جذب القناعات واستيرادها. وما بين قدرة الاسلوب الدعائي على جذب الناخب وهو المستقبل للرسالة الاعلامية والابقاء عليه ضمن الحيز الفكري الخاص بالكيان او المرشح الانتخابي، وقابلية الناخب على تصديق الدعاية ومراعاة عدم التكرار والمبالغة المفضيان الى انقلاب القناعات، تستقيم الدعاية لتكون المحفز الاكبر للاستقطاب وكسب الاصوات او خسارتها.المراقب العادي للحملات الانتخابية يجد ان الدعايات على الاغلب كانت عشوائية واتت كنتاج فكري خاص بشخص او فريق ضمن الحملة الانتخابية، وفي الواقع فان الدعايات تحديدا لابد ان تنطلق كفكرة اولا وترسم ملامحها ومن ثم يصار الى الاستعانة (بغرف الراي العام) وهذه الغرف مؤقتة وفورية يتم تشكيلها بالاستعانة بعناصر من المجتمع يتم اختيار هذه العناصر بشكل عشوائي وغير مرتب ويراعى فيها ان تشمل كل الفئات الاجتماعية والمهنية من ذوي المستويات العلمية والعمرية المختلفة. وتعرض عليهم نماذج للدعايات يدونون بناء عليها اراءهم عن الالوان والنصوص والاشكال والصور داخل الدعاية والمقاسات ايضا، بعد ذلك تجمع كل تلك الاراء ويستعان بها في صنع دعاية جديدة ويتم تشكيل غرفة اخرى للراي العام وتعرض عليها كلتا الدعايتين الاولى التي ابتكرها فريق الحملة والثانية التي اتت بناء على اراء الغرفة الاولى، وياخذ ايضا بالاراء والتعليقات الجديدة وملاحظة الفارق حتى تتفق خمس الى ست غرف مختلفة على نموذج واحد ليكون هو النموذج المعتمد، وهذا الاخير سيكون مؤثرا ومقنعا لانه نابع من الجمهور. 
وكما يقال فان الإعلام بمفهومه العميق يحمل بعدين أساسيين، الأول هو الحرية وأساسها المعرفة، والثاني هو الجدل والحوار وأساسه المنطق والموضوعية، وبغض النظر عن العلاقة مابين الدعاية والاعلام فان مصداقية الدعاية وموضوعيتها واللامبالغة فيها امور تقود الى تحصيل القناعات في جو انتخابي مفعم بالدعايات الكاذبة التي تبتعد على الاغلب عن المنطق والنماذج لاتزال ماثلة حيث يتم المقارنة بين مرشح انتخابي وبين نبي من الانبياء عليهم السلام، او المقارنة بين مرشح وبين الامام علي (ع)، وتذهب بعض الدعايات الى الادعاء بان الله يدعم ويحض على اختيار مرشح من المرشحين. مما يعني ان الكذب في الدعاية تجاوز الحدود وذهب الى الغيبيات والى استغلال المسميات الدينية والمقدسات من اجل تحفيز الناخبين والامر لا ينطلي بسهولة على الناخبين وعلى اقل تقدير لا ينطلي على النسبة الاكبر منهم، فكل شيء قد اختلف الا عقول المرشحين ومسؤولي حملاتهم الانتخابية .وبشكل عام فان ثقافة الدعاية تعتمد بالاصل على وجود ثقافة اعلانات لدى الناخب والمرشح، وكما هو معروف فان العراق يشخص على انه من الدول التي لا تعتمد الاعلانات والاستثمارات الاعلانية ضعيفة جدا لانها لا تؤثر في المستهلك العراقي بقدر ما تؤثر فيه الاشاعة، فالاشاعة تنطلق بسرعة كبير في المجتمعات العراقية المختلفة وتترك اثارا كبيرة وللاعلام دور في ترسيخ ثقافة الاشاعة وخصوصا في الآونة الاخيرة حيث تنشط وسائل الاعلام في بث الاشاعات التي استغلتها بعض الكيانات لتكون دعايات انتخابية مبكرة تعتمد عليها في حملاتها الانتخابية.

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


ضياء السراي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2013/02/14



كتابة تعليق لموضوع : تكنيك الدعاية الانتخابية ..بين ثقافة الاعلان واكاذيب الساسة..
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net