صفحة الكاتب : جمال الهنداوي

نأمل بالحب ..
جمال الهنداوي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
 لسنا بعيدين جدا عن الصواب لو اشرنا الى حاجة الوطن اليوم وأكثر من أي وقت مضى إلى حال من المصارحة مع الذات ومحاولة التبصر وتسمية الأشياء بأسمائها بعد عقود من المناورات واللغة الغائمة..وكم نحن بظمأ الى فسحة ما لالتقاط الحكمة من وسط كل ذلك الضجيج الذي يصم آمالنا واحلامنا عن غد قد يكون اقل قسوة مما نحن فيه. وكم من السنين نحتاج لنختلس الوقت من جراحنا لكي نكتب الاسماء على شواهد قبورنا ولنردم الخنادق التي حفرناها على اجسادنا المتعبة..
 
ليس فتحا, ولا استبصارا لخطوط كف الوطن لو جادلنا بان جل مشكلة هذا العراق –بل قد يكون كلها-هي في اجترار الصراخ بانصاف الالسن والاسراف باستحضار تقنيات فض المجالس القبلية في مقاربة الازمات الوطنية الكبرى..فما الذي يعني في لعبة السياسة أن لا يلتفت السياسيون الى خطل الاستمرار في تجربة لم تقدم للوطن الا الوفرة المبالغ في سخائها من الأخطاء والفشل ,الا ان يكون غياب الوعي- او الاكتراث- بان الاستمرار في هذا الطريق لا يعني الا المزيد من الأخطاء والفشل.
 
من المؤلم ان تتأرجح مصائرنا ما بين قوى تفتقر الى التبصر والنظر والمعالجة المدركة لتبعات الاذكاء المبرح والاستنفار لكل مسوغات الاعاقة السياسية وتعطيل مدارك العقل الانساني في ممارسة لاهثة لاعلاء الذات في دعوة مبطنة-بل صريحة- بالاسكات القسري للآخر تحت طائلة الرمي بالهرطقة والخوار, والاشد مضاضة هو استسهال نزع المواطنة من الشركاء بناء على ردود فعل مختلقة لافعال لم تكن اصلا, وتحين الفرص لاستدعاء احط المشاعر الانسانية واكثرها عتمة في حفل طويل مضجر من الاستهداف الوقح للتاريخ,والنعيق بنداء مفتوح  للفناء والفوضى والتأليب في وقت نحن فيه بأمس الحاجة للتعقل وتناول الأمور بعيدا عن الإنفعال والتجييش والتجييش المضاد.
 
لا نزكي احدا, ولا نبرأه من ضياع دمائنا بين القبائل, وحده الوطن هو المزكي, وهو الزكي وهو البريء من تقولات تصدر عن هذا او ذاك، وهو المنزه عن سادية لاهثة تجرجر الشعب نحو سورة من الغياب الممض عن ذاكرة الايام, وعن المثابرة الدؤوب لتعويق الحلول وخلط الخيط الابيض بالاسود امام انظار متعطشة لبصيص فجر في نهاية نفق معتم طويل..
 
جل ما نأمله أن تترجم القوى السياسية صدق ما ملأت به اسماعنا من شعارات منتحلة الوصل بقضايا الوطن وتبدأ بوقف حملاتها المسعورة وتصنيفها الناس منازل وخانات وانتماءات ونبذ التشكيك المؤلم في المواطنة الذي كلما استمر وتخدد حضورها في غضون الوطن، ولهثت بعض وسائل الإعلام لتغذية نارها وتأجيجها،ازداد توحلنا في أزمات لا تحمد منتهياتها ومآلاتها ولا ما يمكن ان يتمخض عنها من خراب.
 
جل ما نأمله هو البدء في اعتياد التفهم والنظر بقلوب راضية مرضية  والاصغاء للرأي الآخر، وتراصف النيات في اغلاق مسارب التجييش والتأليب التي تطل برأسها هنا وهناك كلما تعلق الأمر بمناسبة هنا او تكسب هناك غالبا ما يتخذ من الحوادث ما يعمم وينشر على طول وعرض ومستقبل العراق تخادما مع العديد من القوى التي تستمرأ الترصد والخلط العجيب للنيل من صفاء الوطن وامنه.
 
نأمل في الحب, وفي تسمية الاشياء باسمائها، وتوسيع دائرة المصارحة –والمصالحة-وتغليب حاسة الفرز بين الملفق وواقع الحال وبين الحرص على السلام والحرص على اغتياله، فدون هذه الذهنية لن  نصل الى نتيجة يمكن التعويل عليها في احتواء هذه الازمة , ولا غيرها من الأزمات التي قد تطل علينا في المستقبل.
 
 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


جمال الهنداوي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2013/02/13



كتابة تعليق لموضوع : نأمل بالحب ..
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net