صفحة الكاتب : جمعة عبد الله

تأجيل زحف المتظاهرين نحو بغداد , خطوة في اتجاه الحل
جمعة عبد الله

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

ان التظاهر والاعتصام حق مشروع يقره النظام الديموقراطي , لانه يعتبر وسيلة نضالية , في الاتجاه المطالبة في رفع الظلم والاجحاف والحيف والغبن , الذي يقع على رأس المواطن , والدستور العراقي يقر بهذا التعبير السلمي بوضوح لا يقبل التأويل والتفسير الذي يبتعد عن المضمون . لذا فان المظاهرات والاعتصامات المشتعلة في المنطقة الغربية تقع ضمن المشروعية السلمية التي يكفلها الدستور  , رغم انهااشعلت المناخ السياسي بجدل وصراع سياسي ملتهب  يحمل في طياته  تناقضات وتفسيرات مختلفة وعواصف سياسية خطيرة اثرتبمردودات سلبية على الوضع العام ,  واحدثت شرخ في  الانقسام السياسي في جبهات متعددة مما ساهمت في تعميق الازمة , ولكن تبقى حقيقة لايمكن تجاوزها هو يجب ان تبقى هذه الاشكال الجماهيرية بعيدة عن الخطاب الطائفي المتشنج والمتعصب , ولايمكن تخطي وتجاوز الدستور والقفز عليه , لاشك ان العملية السياسية العرجاء تمر بمخاض صعب وحاسم , ولاتتحمل اية هزة سياسية اخرى , نتيجة التباعد والخصام والتناحر والتراشق الاعلامي العنيف المتبادل, لذا فان المرحلة الحالية تحتاج الى التفاهم والتقارب السياسي , ومراجعة نقدية شاملة وصريحة, والاقتراب من هموم الشعب والتعرف على احتياجاته ومتطلباته بشكل واع ومدروس يحفظ المصالح الوطنية وتقريب العلاقة مع الشعب , وسد جميع المنافذ التي تشجع على النعرات الطائفية والتمييز الطائفي , لان بعض الجهات المعادية تراهن على الفوضى والبلبلة والتخبط , بغرض اشعال الفتنة الطائفية وتفتيت والانقسام الطائفي , وتسعى هذه الجهات المعادية بمختلف صنوفها ومسمياتها , ان تاخذ العملية السياسية الى طريق مسدود , وان البعض من خلال الاستقطاب الطائفي والسياسي يحاول ان يجني منافع سياسية وانتخابية , حتى على حرق العراق بجميع طوائفه . والبعض يحاول ركوب الموجة بالعنتريات الفارغة , ليبرز نفسه كاحد الفرسان الامناء والمدافع الامين عن مصالح طائفته وحقها المتميز على الطوائف الاخرى , حتى لو تضررت  هذه الطوائف  . ان هذه الشوائب التي طفحت على السطح السياسي هي احد الامراض المزمنة التي اصابت العراق الجديد , والتي ألحقت افدح الاضرار بمصالح الوطن العليا , لذا ان قرار التأجيل او الالغاء التوجه المتظاهرين والمحتجين الى بغداد , تصب في الاتجاه الصحيح , خوفا من تردي الوضع الامني , او يستغل من عصاباتالارهاب والجريمة في حداث فتنة وقلاقل وعنف تزيد في تفاقم الوضع نحو الاسوأ , والتأجيل يعطي فرصة ثمينة لجهود الحثيثة التي تسعى الى تبريد الوضع الساخن والملتهب , وتعطي المجال في تفعيل المبادرات النزيهة والمخلصة من الشرفاء والحريصين على مصالح الشعب والوطن , بالقيام  بجهودهم السلمية والسياسية التي ترضي الاطراف المتناحرة , والتي من شأنها ان تطفي الحرائق , وحلحلة مواقفهم بالمرونة المطلوبة والتواضع السياسي بتنزيل سقف المطالبات من الجهات السياسية , والتخلي عن النعرات الطائفية والتزمت والتصعيد , لسحب البساط من اقدام المتربصين والمتصيدين بالماء العكر , ان التفاهم وفتح قنوات الحوار , هي المستلزمات الممكنة لاطفاء نار الازمة السياسية . لذا على الجهات المعنية دراسة مطاليب المتظاهرين وتلبيتها وفق للدستور والقوانيين العراقية بالحرص المسؤول , والبحث عن حلول جدية في انفراج الوضع المتفاقم, ان على كل الاطراف السياسية المتنفذة ان تسلك الطريق الصحيح في بناء الدولة بالتوجه الديموقراطي , وتدعيم مفاهيم العدالة باحترام الحقوق والحريات وكرامة الفرد , وابراز ثقافة التسامح , ورفض سياسة الاقصاء والتهميش والتماييز الطائفي , والمشاركة الجادة والفعالة في بناء الوطن في الاصلاح الشامل والعيش تحت سقف الوطن , وتفعيل دور البرلمان الذي اصبح علة وعالة على الشعب والوطن


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


جمعة عبد الله
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2013/02/13



كتابة تعليق لموضوع : تأجيل زحف المتظاهرين نحو بغداد , خطوة في اتجاه الحل
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net