صفحة الكاتب : بشرى الهلالي

حرب فالنتاين
بشرى الهلالي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

مالذي فكر به لحظة مقتله؟ هل يستحق الأمر؟ لو لم يكن يستحق من وجهة نظره لما سار بقدميه الى المقصلة..

(قالوا أحب القس سلامة وهو التقي الورع الطاهر).. هل أجابهم: ياقوم اني بشر مثلكم.. لي كبد تهوى كأكبادكم؟ لاأعلم، ولاأحد يعلم ما الذي فكر به او قاله القديس فالنتاين لحظة قدم دمه ليكون أول شهيدا للحب في التاريخ.

لا اعلم فيما اذا كانت قد اجريت بحوث او دراسات حول قديس الحب هذا كما حصل مع عشرات الاسماء التي دخلت التاريخ.  لقد طوت السماء صرخة كبده لحظة غسل ذنبه بدمه.

هل ندم فالنتاين على ما فعل؟ لو كان قد ندم لما عشق ابنة سجانه..

عندما فتحت صفحة على الانترنت لابحث عن أية معلومات عن الرجل.. كتبت : من هو؟ وقبل ان اكمل كتابة اسم فالنتاين.. اجابني محرك كوكل بعدد من الاسماء (جيفارا.. هتلر.. المختار الثقفي.. ستالين الخ من الاسماء الكثيرة التي تركت بصمة على صفحات التاريخ سواء في الخير او الشر.. وربما لو انتظرت قليلا لظهر اسم نيرون.. وخالد بن الوليد وابن سينا ونابليون وغيرهم.. لكن لم يظهر اسم فالنتاين الا بعد ان طبعته على محرك البحث!

كل هؤلاء وغيرهم كانت لهم حروبهم.. العسكرية منها والسياسية والثقافية والدينية.. وكل حرب تبدأ وتنتهي بسقوط ضحايا.. أرواح بشر تزهق ليعلو اسمه .. الا فالنتاين، فقد كان شهيد حربه الوحيد. جابه القديس فالنتاين الامبراطور كلاوديوس، فكان يسعى لتزويج العشاق سرا بعد ان منع الامبراطور زواج الجنود لأنه يعيقهم عن الحرب. أكان الها أم نبيا ذاك الذي يسعى لنصرة الحب؟

لو كان فالنتاين فكر بتشكيل جيش من العشاق فهل كان سيكسب الحرب؟ فكرة جنونية أم انها ستكون محط سخرية العالم؟ تخيلوا لو ان الامير علّم الانتحاري الحب فهل سيكون هنالك شهداء وجرحى وآلام لاتنتهي؟ بالتأكيد سيكون العالم ورديا يشبه جمهورية افلاطون بطوباويتها. لكن سيفلس الكثير من صناع الثورات والحروب ، فهؤلاء أبعد مايكونوا عن تعلم لغة الحب. فالحب لديهم رغبة والمرأة متعة والحياة صراع أبدي للوصول الى الموت..

بعد رحيله.. ترك فالنتاين وردة حمراء تحيي ذكراه يتبادلها العشاق ليجددوا عهود الحب، وبعد رحيل قادة التاريخ (العظام) والساسة الذين سيرحلون عاجلا أم آجلا فانهم تركوا وسيتركون دماءً وأرامل وأيتاما وقلوبا لا تندمل جراحها بوردة حمراء..

أستغيث بك فالنتاين في يومك هذا.. فقد غادرنا الحب وإن كثرت ورودك الحمراء في واجهات محال اسواقنا.. ألم يكن موتك غيبة مؤقتة لتبعث من جديد فتخبر اولادنا وبناتنا وشيوخنا وعجائزنا ان الوردة اكتسبت لونها من دمك وان (للعشق ركعتان لا يصح وضوءهما الا بالدم)؟ .. اخبر الحلاج في طريق عودتك ان هناك من يصلي بيد ملطخة بالدماء.. فكلاكما صغتما فلسفة الحب في زنزانة.. فويل لنا ان تدفقت الدموع في عينيكما وانتما تشهدان خواء الروح.. من سيحتمل قسوة عتابكما؟

سيلقي الجميع اللوم على السياسيين والدستور والفقر والجوع.. لكن لا أحد سيعترف بأنه يخجل حتى من الاعتراف بأنه عاشق.. وان اعترف فلكي يصطاد انثى ظنت للحظة ما انها ورثت  حواء.. لتدرك انها لم ترث منها سوى (لعنة) الاغواء لآدم الذي حملها ضعفه وهزيمته.

أينك فالنتاين.. قل لهم ان الحب هو حرفين اجتمعا من نهاية (روح) و (قلب) وان النبض في كليهما يشعل الجنون في العقل.. وان الحب كالحرب.. والعاشق يحتاج الى قلب محارب.. فهل من محارب، أم ان زمن المحاربين ولى؟.

 

Alhelali_bu@yahoo.com

 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


بشرى الهلالي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2013/02/13



كتابة تعليق لموضوع : حرب فالنتاين
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net