صفحة الكاتب : ضياء رحيم محسن

إحذروا السقوط في الهاوية!
ضياء رحيم محسن

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
 منذ مدة ونحن نلاحظ أن القائمين على أمور الدولة بدأو يراهنون على الزمن من أجل إفشال التظاهرات التي إنطلقت في المنطقة الغربية من العراق وتحديدا في محافظات الأنبارو صلاح الدين ، وفي المقابل نلاحظ أن القائمين على التظاهرات هم أيضاً يراهنون على عنصر الزمن، ولكل منهما مبرراته في الإعتماد على هذا العامل. فالحكومة ترى أننا بدأنا في الإقتراب من إستحقاق إنتخابي (مجالس محافظات وإنتخابات برلمانية) وبالتالي سيحين في حينه حسم الأمور لصالحها، أما القائمين على التظاهرات فهم يراهنون على السخط الشعبي (في مناطق نفوذهم على الأقل) بسبب عدم تلبية الحكومة لمطالبهم التي يرونها مشروعة من وجهة نظرهم، الأمر الذي سيؤدي الى إنقلاب كبير على العملية السياسية والتي بدت متعثرة من لحظة تشكيل الحكومة الحالية. لكن ما غاب عن بال الفريقين أن عامل الزمن يمكن ان يكون وبالا على الجميع وسيقع الجميع في هاوية الحرب الطائفية ( لاقدر الله) ، وها نحن نلاحظ مؤشرات مخيفة على ذلك؛ فمن قتل ضابط وموظفين كبار في الدولة، وتفجيرات طالت الأبرياء في مناطق ذات أغلبية شيعية؛ وأخيراً وليس أخراً محاولة إغتيال رئيس مجلس النواب قبل يومين بعبوة ناسفة أثناء ذاهبه في عمل رسمي، هذا إذا ما أضفنا إليه بعض الفتاوى التي تصدر من البعض وهي ذات نفس طائفي لا يمكن لأي عاقل ووطني أن يقبل بمحتواه. وسيكون بإستطاعة أي شخص مغرر به أن يشعل أوار حرب طائفية لا تبقي ولا تذر إذا لم يتدارك الجميع الوضع ويجلسوا على مائدة المفاوضات من خلال ما يمكن تسميته بوصفة الحكيم عمار، هذه الدعوة التي مازال  السيد عمار الحكيم رئيس المجلس الأعلى الإسلامي العراقي يرددها في كل لقاءاته مع جميع الفرقاء؛ والتي كان فحواها الجلوس إلى طاولة المفاوضات بدون أن هناك نية مسبقة لإفشال المفاوضات كذلك وضع مصلحة البلد نصب أعينهم وعدم المطالبة بما ليس هو حق وكذلك إعطاء كل ذي حق حقه؛ إستناداً الى ما أقره الدستور النافذ.
بقي أن يعلم الجميع أن الحل أمام أعينهم موجود، لكن مازالت الإرادة السياسية مغيبة ، والى أن يدرك جميع الفرقاء أن المراهنة على عامل الزمن لن يحل أي مشكلة، وأن الهروب الى الأمام هو بمثابة إنتحار سياسي للجميع، وعليع على الجميع الإعتراف بأنهم في مركب واحد وأن التحريض على العنف وتهييج الشارع لن يسرع الحل بقدر ماهو يسرع في رمي البلد الى كارثة المستفيد الأول منها هم من خارج الحدود.
همسة: ماضر الساسة الذين يقولون بأن همهم الأول البلد لو تنازلوا جميعهم عن عروشهم العاجية وفكروا بالمواطن البسيط سواء من أقصى مدن الجنوب أو من أقصى قرية في محافظة الأنبار.
والله من وراء القصد
 
 
 
 
 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


ضياء رحيم محسن
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2013/02/12



كتابة تعليق لموضوع : إحذروا السقوط في الهاوية!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net