صفحة الكاتب : صادق غانم الاسدي

التظاهرات لا تستهدف المالكي بل وحدة العراق
صادق غانم الاسدي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

الملفت للنظر خلال موجة التظاهر في مناطق الغرب والشمال في عراقنا العزيز برزت الكثير من التصرفات وهي تحمل في واقعها أسلوب الوعيد والتهجم بوقاحة بعيدة عن اللياقة الأدبية والمنطق الأخلاقي ولغة الحضارة, وما عرفَ عن التظاهر بعد التغير الحاصل للنظام السياسي في العراق بأنها حق مشروع وحلقة وصل للتعبير عن مظلومية المتظاهرين بعد أن تكرر ظلمهم وعدم تنفيذ لمطالبهم المشروعة وألقت عليهم بحيف كبير من التهميش والإقصاء , في الوقت الذي كفل الدستور حرية التعبير وممارسة المعتقدات والحقوق لجميع المواطنين دون استثناء , وسمح للخروج بتظاهرات سلمية مع المحافظة على النظام والابتعاد عن الكلمات والشعارات التي تستفز مشاعر الناس والأمانة على ممتلكات الدولة والابتعاد من العبث والتخريب والاعتداء على الأجهزة الأمنية , كي تعطي للرأي العام رونقا وعطرا أمام العالم لاستمالة قلوبهم والتعاطف مع مظلوميتهم , كما تأثر العالم العربي والإسلامي بالتنظيم والدقة في تظاهرات شعب البحرين وهم يجوبون الشوارع بشفافية وأدارة محكٌمة أعجبت كل الأعداء وتعاطفت معها الشعوب العربية , ولم تخدش مشاعر الطائفة الأخرى من الشعب البحريني والتجاوز من خلالها على علم  الدولة أو الاستهانة بالرموز الدينية  ,وكان ذلك الفعل جرى على مسمع ومنظر شعوب الأرض ,التظاهرات في محافظة الانبار  كانت تحمل في طياتها بصمات واضحة للقاعدة المدعومة من دول الجوار ومن خلال مطالبها  توضُح بأنها كانت تستهدف وحدة العراق وشعبه بكافة أطيافه , ولم تقف الى حد إعلان مطالبها كي يتم سماعها والمباشرة بتلبية تلك المطالب , الحقيقة لم يتفاجىء معظم أبناء شعبنا بالصيحات وأهداف المتظاهرين , كون المناطق لازلت أرضيتها خصبة ومخترقة من تنظيمات متشددة لها دورا في زعزعة أفكار الشباب من خلال بث الخطب والأشعار الحماسية وهي تغلو لوضع لمسات بالقتل والتخريب وشحنها في نفوس المتظاهرين من استخدام القوة وتدمير البنية التحتية ووقف مصالح الناس , التظاهرات في الانبار تحمل فكرتين وجاء ذلك بتخطيط وتنفيذ أيادي خارج عن  إرادة المحافظة على ان يكون التطبيق وأدواتها أهالي الانبار , الفكرة الأولى وضع مطالب تعجيزية بعيدة عن الواقع  ومملوءة بالحقد الطائفي  ولا تحمل صفة وطنية مشروعة باستثناء مطلب واحد او اثنين تمويها واستدراجا لكسب الناس البسطاء لازياد أعدادهم أمام الرأي العام وتكوين قاعدة جماهيرية في ساحة الاعتصام رافضة لسياسة الحكومة , ثم تنفيذ مأربهم الدنيئة من خلال سماع خطبهم المشحونة بالكره والتعصب , وقد وصلت الفكرة وتصدى لها رجال الدين من خلال بياناتهم بعدم التنازل الا للمطالب المشروعة البسيطة ضمن الدستور  . أما الثانية : هو رفض الوساطة وعدم الانصياع الى حكماء  ورجال الدين المعتدلين من أهل الانبار الخيرين يظهر من خلال التشدد والإصرار على رفع الإعلام القديمة التي تذكر أبناء الشعب العراقي بارتكاب المجاز والمقابر الجماعية تحت رايتها , ورفضهم المستمر والصريح  ( لحكم العتاكه ) بان يحكموا البلد  حسب قولهم المستمر , والتكرار بتحشيد الناس والتأثير على عقولهم بان حكومة بغداد حكومة ( إيرانية ) ولا نعطي العراق الى إيران , ولتنقية الأجواء والمحافظة على وحدة العراق وردع الأصداء وتجاوز كل الشعارات الطائفية زار وفد من شيوخ عشائر الفرات الأوسط  ساحات التظاهر تعبيرا عن مواقفهم وشجاعتهم بمد يد العون والاستماع الى مظلوميتهم وقد حلوا ضيوفا على أهالي الرمادي , وحينما وقف الشيوخ على المنصة للتحدث قام المتظاهرين برشقهم بالحجارة والقناني الفارغة وإسمعوهم الأصوات البذيئة والمشينة البعيدة عن الإسلام والأخلاق العربية بدلا من رميهم بالورود واستقبالهم بالصلاة على محمد واله الطيبين وباالاصوات الترحيبة ,مع أن ذلك لا يمثل أخلاق الواجهة الغربية التي اشتهرت بالكرم وأيواء الضيف , الحقيقة ان تلك المعطيات على ارض الواقع تدار من جهات أجنبية وبانت الى الداني والقاص ويراد منها استهداف وحدة وأطياف الشعب العراقي وتزيف المطالب المشروعة ولا حتى تغير المالكي الذي جاء من رحم صناديق الاقتراع بعملية ديمقراطية بشهادة 1000 مراقب عربي ودولي , والمعروف اليوم ان تنظيم القاعدة وأذنابه بعد ان تحطم على يد القوات العسكرية  بضربات استباقية انتقل ليمارس دوره التخريبي بين صفوف الناس مستغلا التجمعات والتظاهرات السلمية لتحويلها الى صراع مسلح ضمن خطته الجديدة , كل هذه الأمور ليس لها صلة بممارسة دور ديمقراطي كفله الدستور ,ولو كانت التظاهرات لها وجه وطني وتغير حالة كان الأولى بهم عدم  قطع الطريق والتمرد على الدولة وتعطيل مصالح الناس , والابتعاد عن رفع أعلام القاعدة التي ذبحت تحت رايته مئات الأبرياء بحجج قذرة , ومن خلال متابعتي لمشاهد اليوتوب وقناة سامراء والرافدين لم اسمع كلمة توحد المتظاهرين سوى حث الناس المتواجدين بقطع الطرق وتهديد الدولة بالتمرد واستمرار حتى النصر حسب بياناتهم ,وكنت أتمنى أن اسمع أصوات الحق والتقارب ونبذ العنف والطائفية والوعد والوعيد والتهديم من اجل التفاف إخوانهم في الوسط والجنوب  معهم لنخرج بصورة العراق الموحد , , اليوم نحن في القرن الواحد والعشرين لغة العنف وتهديد الدولة التي تأسست على أركان الديمقراطية والانتخابات الحرة انتهت والسائد في أوساط الناس هو الحوار وما يخرج من نتائج صناديق الانتخابات هو الفيصل لتشكيل الحكومة  والتظاهر السلمي حق مشروع. 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


صادق غانم الاسدي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2013/02/11



كتابة تعليق لموضوع : التظاهرات لا تستهدف المالكي بل وحدة العراق
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net