صفحة الكاتب : محمد حسن الساعدي

المشروع الوطني اغلى من طائفيتكم
محمد حسن الساعدي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
العراق بلد متعدد الاعراق والديانات، وهو للجميع بلا تمييز،فلا أحد يحق له اللعب بوتر الطائفية وبنار تحرق نسيج المجتمع العراقي، مهما كانت مبرراته او دينه او منصبه، ولا احد من السياسيين يحق له الادعاء بأنه يمثل ديناً او مذهباً او انه مكلف بإقامة أو بسط سلطة دين او مذهب لحكم العراق، لأن ذلك انفضح بالفعل، لقد حاول السياسيون كثيراً واستخدموا الحس الطائفية لتحشيد الناس لكنهم فشلوا وبان خزيهم، لأن الشعب العراقي لمدة عشر سنوات لم يحصل على اي شيء يسير من واجبات هؤلاء في تقديم الخدمة للوطن والمواطن، ولأن السياسيين نجحوا فقط في تصدير الازمات وشحن الشارع وإثارة التوتر.
اليوم الاوضاع السياسية في العراق تشهد خلال هذه الفترة حراكا وتصعيدا غير مسبوق ويمثل انعطافة خطيرة تهدد العملية السياسية والأمنية , وما يزيدها خطورة هو تسخير جهات اعلامية معروفة بأجنداتها لتوجيه تلك الاوضاع بشكل مدروس لخدمة اجندات اقليمية ، ولذلك حين نشهد نائباً او وزيراً او اي مسؤول يتحدث عن سنة العراق الكرام بسوء  ،  او شيعة العراق الكرام بسوء، او اكراده او تركمانه او شبكه او ايزيدييه بسوء او انقاص من اهميتهم ودورهم الانساني في المجتمع ودورهم الوطني، فإنما يحاول ان يغطي على اخطائه هو، ويرحل فشله ليعممه على الناس جميعاً وعلى خياراتهم ، قد نختلف سياسياً أو حتى عقائدياً ، وقد يكون هذا الوزير من هذا المذهب او المذهب الآخر لكنهم يبقون مسؤولين وواجباتهم هي خدمة الناس لا توجيه عقائدهم، وللأسف فان جميع من عمل في السياسة العراقية حتى هذا اليوم فشل في هذه المهمة، فاتجه الى دعم نفسه بالمذهبية والمناطقية والأساليب الخطيرة الخاطئة التي تثير الفتنة، لقد فشلوا جميعاً، ولا احد في السياسة العراقية من كل الاتجاهات أكثر حكمة وشجاعة وزهد ونهج النبي الاكرم وأهل بيته وصحابته المنتجبين ، لا احد كان نموذج في تطبيق تعاليم هؤلاء العظام، وجعلهم قدوة له، بل كانوا يعملون في دائرة من الذاتية والفساد والتوتر السياسي والمصالح الضيقة التي احاطها الظلم والتقصير، ونحن مع اي مظاهرات تحتج على هذه الاساليب الخاطئة وهذا المنهج الخاطئ ، مظاهرات حضارية مشروعة تقوّم لا تهدم ، تحارب وتحاسب الفاسدين تسعى الى الغاء العملية السياسية وإلغاء الدستور ، وتغيير منهج الحكم اذا ما اعتراه الخلل، ومن حق العراقي في الانبار او البصرة او كركوك او اربيل وأية بقعة اخرى في العراق ان يعلوا صوته، ويرفع رأسه مطالباً بالحقوق، ولكن الحذر كل الحذر من الالتفاف على ذلك وتغذيته بالروح الطائفية وإشعال الفتنة التي تمزق الجميع وللأسف يتبنى ذلك نواب ومسؤولون فاشلون ،لأن من لا يملك مشروعاً لخدمة الناس يسعى مباشرة لتحشيدهم طائفياً، العراقيون جميعاً ومن كل المناطق في العراق عانوا نفس المعاناة، عانوا من هؤلاء السياسيين الجميع عانى وعليهم حفظ اقدس المكاسب، وهو وحدتهم ووحدة وطنهم ، والمشروع الوطني  والعملية السياسية ، وعدم السماح للحرائق القادمة عبر الحدود وعبر الدول المحيطة بالعراق ان تلتهم هذا البلد ، لن نصغي ابداً الا الى صوت الوطن وصوت العقلاء من مراجع الدين العظام الذين كانوا الخيمة الكبيرة للعراق وشعبه وصوت الضمير والدين المحمدي الاصيل  وعظمة هذا الشعب الواحد الموحد..
 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


محمد حسن الساعدي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2013/02/09



كتابة تعليق لموضوع : المشروع الوطني اغلى من طائفيتكم
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net