صفحة الكاتب : وكالة نون الاخبارية

المرجعية العليا تحذر من خطورة جرّ الشارع نحو الشّد الطائفي، وتدعو الخطباء للتوجيه بروح القرآن وحكمة النبي (ص)
وكالة نون الاخبارية

تطرق ممثل المرجعية الدينية العليا سماحة الشيخ عبد المهدي الكربلائي خطيب وإمام الجمعة في كربلاء المقدسة في خطبته الثانية من صلاة الجمعة والتي أقيمت في الصحن الحسيني الشريف في5 2 ربيع الأول 1434هـ الموافق 8/2/2013م في خطبته الى أمور ثلاثة استهلها بما يلي:
الأمر الأول قال سماحته مانصه :زار العتبة الحسينية المقدسة ليلة أمس وفد من إخواننا رجال الدين السنة (الذين عبر عنهم سماحة المرجع الديني الأعلى السيد علي الحسيني السيستاني ـ دام ظله الوارف ـ وعن هذه الطائفة الكريمة بأنهم أنفسنا)، وكان الوفد من مدينة الزبير، وأدوا صلاة الجماعة إلى جانب زوار أبي عبد الله الحسين (عليهم السلام) تعبيراً عن حرصهم على حفظ وحدة أبناء الشعب العراقي، وقوة النسيج الاجتماعي لهذا البلد بجميع طوائفه وأديانه، خصوصاً في الظرف الراهن - فجزاهم الله تعالى خير الجزاء عن النبي (صلى الله عليه وآله) - على موقفهم النبيل.
اما في الأمر الثاني فقال أودّ أن أتقدم بالتوصيات التالية:
1. إن الظروف الراهنة التي يمر بها العراق، ولا أتحدث عن الأزمة السياسية بصورة خاصة ، ولكن الحديث عن محاولات البعض- ومن أي طرف كان- إلى جر الشارع العراقي والمواطن العراقي للشد الطائفي، والعمل على تمزيق وحدة النسيج الاجتماعي لهذا البلد، فإن الخطورة حينما يراد اقحام الشعب العراقي في شد طائفي ونفسي واجتماعي بين مكوناته بعضها مع البعض الآخر، أكبر بكثير من أن يكون هذا الشد والتوتر محصور بين السياسيين، ولذلك تأتي هنا أهمية دور رجال الدين، وأهل العقل والحكمة من السياسيين وأعيان المجتمع، ورؤساء العشائر، لتهدئة الشارع والمواطن، وبذل الجهود للحفاظ على وحدة النسيج الاجتماعي في الظروف الراهنة.
2. أن المطلوب ـ وبالخصوص ـ من رجال الدين والخطباء أن لا يكون خطابهم وتعابيرهم وكلماتهم تحمل شيئاً من الشدة والقسوة والجرح لمشاعر الآخرين، فإن مثل هذا الخطاب، وإن كان يراد منه أن يلهب عواطف الجماهير، لكنه قد يثير حفيظة الآخرين ويستفزهم، فيرد البعض ممن لا يملك السيطرة على انفعالاته بكلام اخر يحمل نفس الاسلوب من القسوة والشدة، ويمكن التعبير عن المطالب بأسلوب لين وهادئ، فانه أدعى للقبول والتأثير- خصوصا من رجال الدين- فان الثقة والامانة قد وضعها الناس برجال الدين والخطباء، حينما ينظر الناس لكلامهم نظرة قداسة واجلال واذعان، وإن التوجيه الذي يوجهون به.. توجيه نابع من روح القران الكريم، وحكمة ورحمة النبي الاكرم (صلى الله عليه وآله) الذي ارسل رحمة للعالمين ولأمته بالخصوص .
فالمفروض ان يكون الخطاب من رجال الدين والخطباء ، بل من الجميع سياسيين وغيرهم ، ان يكون الخطاب مدروسا وهادئا ومتأنيا، وخاليا من الجرح والاستفزاز والاثارة.
3- عدم الاصغاء والالتفات لأي صوت متطرف يصدر من هنا وهناك أو اية دعوة تهدد وحدة النسيج الاجتماعي لهذا البلد، - ومن اي جهة كانت – وان لا نسمح لمثل هذه الاصوات سواء اصدرت من هذه الجهة او تلك، ومن هذا الطرف او ذاك، ان تهيمن وتعلو وتتحكم بالساحة او تكون هي الموجهة او الفاعلة والمؤثرة في المواطنين.. بل علينا ان نعطي المساحة الأوسع من الاعلام، والاستماع والتأثر والقبول، للأصوات المتعقلة والحكيمة والتي تريد الحفاظ على وحدة العراق (وما اكثرها في هذا البلد).
وفي نفس الوقت ان نعطي المجال والفرصة للصوت الذي يعبر عن المطالبة بالحقوق المشروعة، والراي الحر الحكيم، والنقد البناء، وكذلك صوت الفقراء المحرومين، الاذان الصاغية والقبول، والعمل لتحقيق هذه الحقوق والمطالب ومن جميع الاطراف والمكونات، وان يتسع صدرنا لكل نقد وتوجيه ونصح وارشاد، وان كان يؤشر خطأً في الاداء، وهذا الامر يتوجه بالخصوص الى الكتل السياسية وقادتها والمسؤولين بمختلف اختصاصاتهم في هذا البلد.
4- ان الرابطة التي تملك الهيمنة والقوة على العلاقات الاجتماعية بين ابناء الشعب الواحد وبالخصوص في العراق هي الرابطة الدينية اولا، والرابطة العشائرية ثانيا، والحفاظ على ان يكون نمط هذه الرابطة متصفا بالانسجام والانفتاح والمحبة والصفاء؛ يعني الحفاظ على وحدة النسيج الاجتماعي لهذا الشعب، وقوة تمسكه، وحينما نستشعر بوجود ملامح شد طائفي او نفسي او اجتماعي عشائري، فالمطلوب ان يهب العقلاء وأهل الحكمة لتهدئة الوضع، وتدارك تداعيات بعض التصرفات التي تصدر من بعض الاشخاص، ولا يمكن باي حال من الاحوال ان تحسب على هذا المكون الاجتماعي أو غيره.
فما هو المطلوب هو ان نحافظ بكل قوة على صفو العلاقة والتوادد بين ابناء عشائرنا، وأبناء بلدنا جميعا، ولا ندع للانفعال والتشنج، وبعض الاختلافات مجالا لتعكر صفو هذه العلاقات.
اما بخصوص الامر الثالث فقال الشيخ عبد المهدي الكربلائي : ما يتعلق بالفيضانات والسيول التي اصابت بعض محافظات العراق، وهنا نود أن نشكر جهود الجيش العراقي الذي ساهم بشكل واضح وكبير في إنقاذ وإجلاء الكثير من العوائل، خاصة في محافظة صلاح الدين، وكذلك جهود بقية الجهات الحكومية التي ساهمت في إجلاء هذه العوائل، وهناك مثال يستحق الذكر والثناء حينما قام أحد الجنود بحمل إحدى النساء الكبيرات على ظهره لينقذها من محاصرة السيول، وهذه السيول والفيضانات إن لم تكن قد وصلت الى حد كارثي؛ إلا أن المطلوب أن تسعى الجهات المعنية في دوائر الدولة، ومنها وزارة الموارد المائية، وكذلك جميع الوزارات المعنية، بوضع خطط وآليات بكيفية الاستفادة والانتفاع بمثل هذه الحالات من حصول كميات كبيرة من الأمطار، والتي يعاني العراق من نقص حاد فيها، فإن ذلك سيوفر ثروة مائية كبيرة، ويحمي هذه المناطق من الأضرار.
وهذه الخطط وإن كانت تتطلب وقتا وأموالا لتنفيذها وانجازها، ولكن المهم أن نبدأ ونسعى لوضع خطط متوسطة وبعيدة الأمد، فإن الدول التي سبقتنا مرت بنفس الظروف، ولكنها مع الإرادة والهمة والإخلاص، وتوفر الكفاءات تمكنت من تدارك تداعيات مثل هذه الفيضانات.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


وكالة نون الاخبارية
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2013/02/08



كتابة تعليق لموضوع : المرجعية العليا تحذر من خطورة جرّ الشارع نحو الشّد الطائفي، وتدعو الخطباء للتوجيه بروح القرآن وحكمة النبي (ص)
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net