صفحة الكاتب : الشيخ حسين الخشيمي

اية الله المدرسي يدعو طلبة الحوزات والدعاة الرساليين الى الاقتداء بالرسول وتحمل الأذى في سبيل الرسالة
الشيخ حسين الخشيمي

قال سماحة المرجع الديني آية الله العظمى السيد محمد تقي المدرسي -دام ظله- إن أذى الله تعالى هو مساس دين الله والقرآن الكريم والتعاليم الإلهية بالسوء, موضحاً ان ذلك يمنع الدين الإسلامي من الانسياب والانتشار في الأمة وبث البعض للكلمات المواقف التي تصد عن سبيل الله هو الآخر نوع من أنواع الأذى لله ولرسوله وأهل بيته الأطهار, مشيراً الى إن كل الدلائل العقلية والنقلية تؤكد ان نور الإسلام سوف يأتي اليوم الذي ينتشر في كل أنحاء العالم ولكن بعد القضاء على كل محاولات الصد عن سبيل الله.

وخلال درس التفسير اليومي الذي يلقيه سماحته أمام جمع من العلماء وطلبة الحوزات العلمية في مكتبه بمدينة كربلاء المقدسة, وفي معرض تفسيره لقوله تعالى من سورة الأحزاب "إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَاباً مُّهِيناً" أوضح سماحة المرجع المدرسي قائلاً: "إن رسول الله (ص) كان مع قومه شريفاً عظيماً صادقاً مؤتمناً ولكن بمجرد ان دعاهم الى الله تعالى والى نبذ الأصنام تكالبوا عليه وحاربوه وآذوه، وإنما أوذي الرسول (ص) لرسالته التي جاء بها بأمر ربه, وللسبب ذاته أوذي في اهل بيته (ع) وقد صرح وحذر من ذلك في كلماته التي منها: "فاطمة بضعة مني من آذاها فقد آذاني ومن آذاني فقد آذى الله" فالذي يؤذي رسول الله إنما يؤذيه لرسالته والذي يؤذي فاطمة الزهراء (ع) إنما يؤذيها لرسالة أبيها رسول الله (ص) لأنها مدافعة عن النبي لذلك فإن محور أذى الله تعالى هو أذى رسوله وأهل بيته الأطهار، وبالعكس رضاهم من رضا الله تعالى"

وشدد سماحته على ضرورة ان يتحمل طلبة الحوزات العلمية والدعاة الى الله مختلف أنواع الأذى والمشاكل قائلاً: "المؤمن الرسالي وطلبة العلوم الدينية الذين ارتدوا العمامة او صعدوا المنبر او ألفوا الكتب عليهم ان يدعوا الى الله والى مواجهة الطغاة وتحمل الأذى والمشاكل والأخطار, وعليهم أن لا يتأثروا بالاتهامات الباطلة التي ستلحق بهم بسبب دعوتهم الى سبيل الحق, وهذه المواجهات المختلفة ليست ضدهم شخصياً وإنما  ضد الرسالة والدعوة الى الله, فأعداء الرسالة يجهلون فائدتها والناس أعداء ما جهلوا."

وأضاف سماحته يجب ان يتنازل ويضحي علماء الدين, والمبلغين والدعاة الى الله عن أهم الأشياء لدى الإنسان وهو ماء وجهه, وهذا ما قام به الإمام الحسين (ع) الذي قيل عنه انه رجل خرج على إمام زمانه وشق عصا الطاعة, ومع كل هذا خرج لكي يحق الحق ويدحض الباطل وها هو اليوم علماً شامخاً يقصده العالم, وينبغي ان يقتدي الدعاة الى الله بخطى الإمام الحسين (ع) وان لا يخافوا في الله لومة لائم وتوكلوا على الله, والله تعالى سوف ينذر ومن ثم يعاقب هؤلاء الذين يؤذون الرسول وأهل بيته.

وعن الأذى الذي لحق بالرسول وأهل بيته (ع) تحدث سماحة المرجع المدرسي قائلاً: " لقد آذى بنو أمية رسول الله (ص) في علي (ع) وآذوا علياً في أبيه و أولاده, فقد مكروا مكراً كُبّارا, ولا يزال موجوداً حتى يومنا هذا, فمكرهم يلاحق المؤمنين عبر الجماعات التكفيرية المتشددة التي نراها منتشرة اليوم في العالم, كاشفاً ان أصول بني أمية ليست عربية, وأساسهم من الروم لذلك فهم لصقاء, وليس اللصيق كالأصيل فهم ارتبطوا بعشائر العرب لذلك هم دخلاء، واغلب الذين كانوا حول النبي منهم ينفذون مخططات الروم, وكذلك بعد زمن الرسول, فهذا معاوية وولده يزيد جعلا من الروماني "سرجون" المستشار الأعلى لهما وكان يروج لكتب الرومان والكتب الأفكار اليهودية في وقتها."

كما أشار سماحته الى إن الشيطان يظهر لأئمة الكفر والضلال ويتجسد لهم في بعض الأحيان يعلمهم طرق المكر والخداع, لذلك يجب ان يحذر الجميع من هؤلاء, وخصوصاً الطغاة الذين يجمعون حولهم السحرة والمشعوذين والفوالين, كاشفاً عن علمه بأسماء الكثير من الطغاة والحكام المتجبرين يمارسون هذه الإعمال من تسخير الجن وما أشبه.

وفي تفسير قوله تعالى "لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ" بيّن سماحة المرجع المدرسي إن اللعن لم يبتدعه الشيعة, وإنما هو موجود في القرآن الكريم وفي مواضع عديدة وهو يعني الدعاء على الآخر ولا داعي للخوف من لعن أعداء الله الذين يؤذون رسول الله في أهل بيته وزوجاته.

 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


الشيخ حسين الخشيمي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2013/02/06



كتابة تعليق لموضوع : اية الله المدرسي يدعو طلبة الحوزات والدعاة الرساليين الى الاقتداء بالرسول وتحمل الأذى في سبيل الرسالة
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net