صفحة الكاتب : عباس حسن الجابري

تحديد ثقافه المجتمع تفشي الباطل وتعيق مسالك الحق ..!!؟
عباس حسن الجابري

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 يقول المثل الاجتماعي المعتدل (اجلس عوج وتكلم عدل)وهذا المثل يعتبرهواحد الحلول الاجتماعيه لاشكالية السلوكيات الباطله،ان كلمة العدل هي من مفردات العداله ،التي هي ايضا احد مميزات (الحق )نقيض الباطل حيث ان الحق والباطل هما عنصران متناقضان يكمنان في داخل سلوكية الانسان ،ويتصارعان
في خلاياه النفسيه كصراع ملكات النحل ،لغرض الاستيلاء على ارادته السلوكيه،ولكن ،لابد وان ينتصر
احدهماويضفي على واقعه السلوكي...ومن المفهوم ايضا عن الحق والباطل كذالك هم،يتاقلمان مع واقع المجتمع الثقافي والفطري ..ويتفاعلان بنمو سلوكي ...!ولكل واحد من هذان الصفتان يكمن في زوايا سلوكيةالمجتمع ويضفي ايضا على مشاعره النفسيه والعقائديه .وحسب خصوصيات، ثقافة مفاصله المهنيه والسياسيه،وخاصتا اذا هيمن عليها عنصر الباطل وساد على واقعها ،هناك كثير من الاشكاليات والامور المعقده قد تحدث داخل المجتمع وتخلف منعطفات يصعب اجتيازها بسهوله...!ومانرى اليوم من امور غيرمتفائله من احداث غلايانيه سياسيه ومن المحتمل ان (لاسامح الله) تكاد ان تجر الشعب العراقي الى شيء لايحمد عقباه...!وهذا ليس بالغريب على المجتمعات اوالشعوب ان يكون الحال هكذا، وخاصتا اذا دخلتها اافكار مبهمه وسلوكيات باطله مراهانه على الاحتواء والتسلط ولا تراعي المصالح العامه،وتستهجن بالحق وتخالج الباطل ..لاينعم المجتمع بالامان والحياة  السعيده ما لم يخالجه ايضا شعورالحق ،وتوخى الباطل وهذا يحتاج الى استيعاب ثقافي يتطلع من خلاله الى الامورالتي تعنيه بشكل واضح  وقريب،ويناهض الافكاروللارادات الذيليه،ومن خلال ذالك لابد وان يصل الى قرار ينهي بموجبه مشاكله ويجتاز كل العقبات التي تحول بينه بين ارادته السياسيه والعمليه التي تساعده على اصلاح مثالب ،وكذالك تقوده ايضاالى برالامان ...!المقصود من هذا الحديث ،هو الابهام والتمويه الذان يشوبان ارادات وامنيات  بعض الجماعات العراقيه  المؤدلجه ،التي تتعامل مع المجتمع العراقي باتجهاتها الخاصه من خلال لغاتها السياسيه بعدة اتجاهات اثنيه ودينيه وغيرها.وحسب اتجاه المجتمع ومدى سلوكه الفطري ،ومن خلال ذالك ،وضعت فخوخها في ظلام زوايا هذه الاتجاهات لتصطاد ،المغفلين والناس البسطاء،لغرض الارتقاء والوصول الى غاياتها السلطويه..ان هذه الجماعات هي ضمن العمليه السياسيه التي حصلت في العراق بعد الاطاحه بنظام صدام حسين من قبل امريكا عام2003 واسبدلته بنظام ديمقراطي..سبق وان تكلمنا في احدا مقالاتنا وذكرنا فيها ان النظام الديمقراطي ،لايطبق بسهوله ليصبح خيمه للارادات الفكريه اونظام سياسي يحتمي بها الشعب ومنظمات مجتمعه المدني من وهج الدكتاتوريه والتطرف الفكري وكذالك،ومن التشريعات الغير قانونيه والغيرمنصفه..وهذا يحصل اذا كانت هناك تجاهات مغايره لمفاهيم تشريعاته السياسه والانسانيه، اواستغلالها من قبل الاحزاب والتنظيمات الاثنيه،والدينيه وغيرها وكما وكما ذكرنا
وكذالك من ذوي الارادات الضيقه والثقافات الذيليه التي تتعامل ضمن مصالح ذاتيه مكيسه خارجيا وبنهج 
طائفي،يجعلها تدخل بتجاذب وصراع سياسي مصلحي بينها على تناول زمام ناصية السلطه،وهذا مايعرض المجتمع الذي تعيش في اوساطه هذه الجماعات للخطر والاحباط وبالتالي ،يعرقل مسيرة هذا النظام ويجعلها تتلكئ في منعطفات وتعثر بركبه التشريعي ...!لكن هناك احتقاد سائد في نهاية المطاف لابد وان تهدءالعواصف السياسيه المفتعله من قبل هذه الجماعات،وتصبح لصالح التنظيمات الجماهريه المستقله والمعتدله(الوطنيه)لتاحذ دورها القيادي من خلاله،بعد تراجع هذه الجماعات ايضا وحصرها في محيط الاراده الشعبيه المعاكسه التي من شانها ان تقوض هذه الاتجاهات وتتجه الى تحقيق العدل والمساوات السياسيه 
ضمن تشريعات حقيقيه تتتعامل مع النهج الديمقراطي باتجاه المصحله الوطنيه...!ان الاحزاب والجماعات الاثنيه
والدينيه التي شغلت الفراغ السياسي والاداري مابعد ،نظام صدام حسين وكما ذكرنا ،واستلمت زمام الامور السياسيه والسلطويه،باسم (العمليه السياسيه) المتمثله بالنظام الديقراطي الجديد الذي ارسته امريكا في البلاد، 
والتي دشنته تمهيدا لتجربته الفنيه فيه ،واطلقت عليه اسم مشروع (الشرق الوسط الكبير)التغيري الذي تبنته ايضا هي وحلفاؤهاالغربيين،واسقطت من خلاله عدة انظمه عربيه (وتقراطيه) قديمه في المنطقه العربيه..ان هذه الجماعات لم تدخل لهذا المعترك الانساني السياسي بصيغه تاهيليه اوايجابيه ،بل كان سبب دخولها،هو حدث فرض من قبل الامرالواقع السياسي الذي حصل في البلاد،لايخص تاهيلها القانوني والمهني والثقافي لادارة الدوله وتمرير قوانينها التشريعيه..بل هي بقايا من الاحزاب والجماعات الاثنيه والدينيه،جعجعتهاالدكتاتوريه من خلال تصرفاتها الغيرمعقوله وسياستها الشموليه.. وكذالك هناك عناصر ارستقراطيه ومستقله  كانت قابعه في عرصات لندن وطهران. هيكلتها امريكا في اطار سياسي سلطوي واحد وهو (مجلس الحكم)الذي ،انطلقت من خلاله (العمليه السياسيه) وكما ذكرنا،التي يحوم حولها الان الجدل السياسي والطائفي،و وكذالك الحقت بركبها عناصر من الخط البعثي الثالث بحجة المصالحه ،التي استيقضتها كوابيس الاغلبيه الشيعيه .ومن خلال ذالك تحركت هذه العناصر بسياسه (محوريه) من خلال تحلفها مع حركة الوفاق العراقيه العلمانيه بزعامة البعثي المنشق الشيعي الدكتور(اياد علاوي) الذي خرج من العراق في سبعينات القرن المنصرم ،على خلفية تعاطفه مع ألحركة التي قام بهاالقيادي في حزب البعث ايضا (ناظم اكزار)والتي اراد بها اختيال زعيمه (احمد حسن البكر)رئيس الجمهوريه انذاك لغرض الاطاحه بالحكم .لكن الحركه احتوت في حينها..فاتخذتها هذه العناصر ميدانا لتمحورها السياسيي لغرض اجهاض العمليه السياسيه ومن ثم سحب بساط الحكم من الشيعه.. ! ان امريكا قدنجحت  في هذه المعادله بادخال هذه الجماعات في العمليه السياسيه،حيث سكبت الماء على وجهها واجتازت من خلالها عقبت فشل عملية اجتياح العراق وسقوط النظام القائم فيه(نظام صدام حسين) واستلام الاسلامين الشيعه زمام ناصية السلطه التي يعتبره المراقبين السياسيين والمعنيين بشوؤن المنطقه نصارا النظام القائم في ايران...ومن الامور السياسيه المهمه التي تلفت النظر بشكل واضح وهي انها حققت الهدف الحقيقي التي تعتبره امريكا وحلفاؤها  هدف استراتيجي  ومنطلق عملهما السياسي في المنطقه والفخ السياسي العملي لرسم ارهاصات الثورات العربيه التغيريه التي نسجت خيوطها ،في  هذه البلدان واختزالت شعوبها سياسيا وعمليا الى احظانهم هذا من جهه امامن جهه الثانيه وهي ارضاء العرب الذين احنقهم وصول الشيعه الى الحكم واستلامهم زمام الامور السياسيه والسلطويه بعدما كانوا مبعدين عنهما اكثر من( 900) عام ...! ومن فعليات هذه المعادله السياسيه ايضا حيث تركت احتقاد راسخ في اذهان الامريكان والوثوق في استراتيجية انسحابهم من العراق،حيث هذه الاستراجيه التي كادت ان تصبح هدفا يصعب تحقيقه بدون معادله ذات شان مهم .. حيث لم تترك هذه العمليه السياسيه بدون معادله وراءها ،بعد (الانسحاب) لابد وان تنسج خيوط سياسيه وعمليه لغرض الرجوع لها،والاهم من ذالك وهوتشيد هرم قانوني يعطيها حق التدخل والعوده الى العراق ...!ان الركب العشائري الذي التحق ايضا بمسيرة العمليه السياسيه اخيرا ،المتمثل في (صفحة) الشيوخ التي وضع تجربتها النظام البائد في المجتمع العشائري العراقي، في بداية الثمانينات و تسعينات القرن المنصرم ،في جنوب ووسط .العراق ،وذالك  باستغلال نفوذهم المتغلغل في اوساط المجتمع العشائري لتهدئة القلاقل المثاره في داخل المجتمع وحتواءها،وكذالك ايضا تطوع المشايخ الذي كان من تلقاء انفسهم لغرض انهاء المشاكل الذي يثيرها النظام   انذاك و من خلال تصرفات  عناصره الامنيه ضد ابناء العشائروافتزازها...!لكن كانت المعارضه الاسلاميه في حينها تستهجن هذه الصفحه،وتعتبرها تجمع عميل للسلطه ياخذ من حدة عملها في المجتمع العشائري الذي تكتنف في ظلاله خنادقها اليساسيه والعمليه حيث تعتبره اكثرنموا ضد النظام .وكذالك ايضا  كانت تعتبر الشيوخ من الفات الاستكباريه التي تستضعف الطبقه الفلاحيه ،وغيرملتزمه دينيا وتحرم توجهها السياسي،ولكن عندما استلموا الاسلامين الحكم من خلال الانتخابات التي اقرها النظام الديمقراطي في البلاد،بعدالاطاحه بالنظام السابق من قبل امريكا وحلفاؤها وكما ذكرنا، اعادوا هذه التجربه ولكن على شكل مغاير للاختزال السابق ،من 
من ناحية التنسيق والخيار العفوي ...!حيث تحولت هذه الشريحه القياديه والمهمه الى تنظيم  مليشاوي سياسي 
وانتحال شخصيتها من قبل عناصرلا تمت لها بصله..على كل حال ،ان منعطف الباطل الذي يضعه مقني
سلوكيته لغرض اعاقة مسالك الحق ولكن يقول المثل الوجداني (اذا خليت قلبت)والمعنى ..؟لابد وان هناك 
سلوكيات مغايره، تتعامل مع الحق من اجل اضفائه وردم منعطفاته ...!مايحدث الان على الساحه العراقيه من 
اعمال وتصرفات ومفتعله من قبل مصالح ونزوات يراد بها افشاء الباطل الذي من خلاله ينال اصحابها مانسجوه
تحت كواليسه،التي من اهداف واهيه شانها ان تدخل المجتمع العراقي في محاور الاحتدام الطائفي والسياسي 
التي تساعد على تقسيم العراق  وهذا هو ماتطمح لتحقيقه اصحاب المعادلات السياسيه والطائفيه وذوي الاتجاهات الباطله في الداخل والخارج التي تريد من خلال ذالك تحقيق مصالحها ولذالك افتعلت هذه 
الاحداث ولكن هناك احتقاد وايمان راسخ ، ستخمد نار هذه الفتنه التي تدور رحاها  في الساحه العراقيه 
بافواه الحق وينقلب السحر على الساحر وتفشل كل المراهنات الخارجيه والداخليه ايضا التي تشابكت على  
تفكيك وشل وحدة الشعب العراقي، الوطنيه المذهبيه والاجتماعيه والسياسيه، وهذا يتحقق بجهود هل الحق ومستهجني الباطل من الوطنيين العراقيين الشرفاء       
                    


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


عباس حسن الجابري
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2013/02/06



كتابة تعليق لموضوع : تحديد ثقافه المجتمع تفشي الباطل وتعيق مسالك الحق ..!!؟
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net