صفحة الكاتب : القاضي منير حداد

الظلم شاهول العدل
القاضي منير حداد

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

الصفات مترادفة، فمن كان في هذه اعمى فهو في الاخرة اعمى واضل سبيلا.. الشجاع بالضرورة شهم وكريم النفس وأبي.. عزيز، وما اعتز به من حياتي السابقة، هو منهاج سياقاتي اللاحقة.

موقفي من ظلم البعث الذي تجلى بافظع اشكاله، من خلال ديكتاتورية الطاغية المقبور صدام حسين، يشكل سلسلة متصلة، لم ولن يشوبها انعطاف، الا للحق وبه.

تبدأ السلسلة منذ كنت طالب اعدادية، تعتقلني مديرية امن صدام وتعدم شقيقي ومعلمي امام عيني، واهرب من العراق لاعيش غريبا، برغم كرم عُمان التي ضيفتني، فضلا لن يزول من جوهر وفائي لهم، ولكل من مد لي يد العون؛ فالله وحده الغني...

المستحيل الذي جعلته ممكنا، أسفر عن اعدام صدام حسين، حلم جميل، نابع من قناعة ثابتة، الهج بالشكر لله اذ يسر علي الاقتصاص لدم الابرياء.. انهم اتباع الحسين والسيد المسيح.. عليهما السلام.. ثار الله الذي لن تفك ديته؛ ما دام الظلم يتكرر على مر الدهور والحقب.

اعدمت صدام، وما زلت فخورا بما هباني الله من شرف تاريخي، واذا ما تضامنت اليوم، مع التظاهرات السلمية، في الرمادي وتكريت والموصل وديالى وسامراء، فهو استمرار لموقفي المتمسك بالحق والعدل والخير والصواب الصح.

يعتصم المتظاهرون، سلميا، حول مطالب يتفق بشأنها الجميع، فغياب الخدمات والفساد الاداري وتواطؤ اصحاب القرار مع المفسدين، او غض الطرف عنهم، شكاوى ليست سنية فقط، انما هي مشكلة شعب كامل، يتنفس من خرم ابرة، مهصورا، في انطباق سقر على خريطة العراق.

فالتظاهرات لا تمثل البعث ولا صدام حسين ولا طائفة بعينها، انما هي مطالب مشروعة في توفير الخدمات، والكف عن المشاريع الوهمية، التي ترصد لها تخصيصات مهولة.. ارقام فلكية، تغيض في سبخ الفساد المالي الشره، ويعتم على المشاريع تلاشياً.

وباسقاط الاصوات المندسة، التي تجندها جهات خارجية باتت معروفة ومؤشرة ومفندة طروحاتها؛ فان ما يحدث في الموصل والرمادي موضع ترحاب المحافظات الشيعية في الجنوب.

أتضامن مع الاعتصام السلمي المطالب بتصحيح الاخطاء؛ مؤكدا على الجميع، الا ينجسوا ايديهم الطاهرة بمصافحة قتلة الشعب العراقي، بسبب التضاد مع اداء الحكومة، فقصور الحكومة عن مهمتها لا يعني ان الشعب العراقي يستحق ما يفعله المخربون.

لا اريد ان اصحو من إفتخاري باعدام صدام؛ لأن ضميري مرتاح بالراحة التي أمنتها توطيدا لدعائم راحة الشهداء في جنان الخلود.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


القاضي منير حداد
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2013/02/05



كتابة تعليق لموضوع : الظلم شاهول العدل
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net