صفحة الكاتب : الشيخ حسين الخشيمي

المُدّرسي للمتظاهرين والسياسيين في البلاد: الرجولة لا تعني الوقوف في الشارع والتحريض ضد هذا وذاك بل هي في التعاون على بناء البلد
الشيخ حسين الخشيمي

نبّه سماحة المرجع الديني آية الله العظمى السيد محمد تقي المدرسي دام ظله، المتظاهرين في المنطقة الغربية، وباقي أبناء الشعب في جميع المحافظات،  الى إن الحكمة و الرجولة " لا تعني الوقوف في الشارع والتحريض ضد هذا وذاك تحت مـُسمى التظاهر، وإنما هي في اساسها وصميمها بالتعاون على بناء البلد والإسهام في تقدمه وازدهاره والتواصي بالتعاون و بالعمل المشترك". موضحاً ان هذا الحديث "ليس موجها لأهالي منطقة او محافظة بعينها" وإنما لكل من تقع عليه المسؤولية، او يسهم من حيث يشعر او لايشعر بتردي الأوضاع في البلاد سواء  كانوا من المتظاهرين او السياسيين.  مضيفاً ان العراق فيه "الكثير من الخيرات والطاقات والإمكانيات الهائلة، ولكنه مع ذلك وبسبب سوء التخطيط في توجيه واستثمار هذه الامكانيات وبعد عشر سنوات من التغيير، نجد كمثال على ذلك ان هناك منازل تتهاوى وتتهدم بسبب تساقط الأمطار، أما الكهرباء وباقي الخدمات فأمرها ليس بأفضل، فأين المسؤولين من هموم الناس ومتى يكون لديهم ذلك الموقف الموحد والأتجاه الجدي الى بناء وإعمار البلاد وخدمة الشعب" مضيفا: " فيا ايها الاخوة السياسيون والمسؤولون، ايها المتظاهرون ويا ابناء الشعب، الى متى نبقى في حلقة مفرغة من المشاكل والتوترات والارهاب، دعونا جميعا نضع يدا بيد لنبني بلدنا، وهو للجميع وليس لأحد دون آخر، دعو ابنائكم وعوائلكم والاجيال القادمة ترتاح وتأمن وتعيش بكرامة وعزة.."

وفي جانب من كلمته الاسبوعية التي ألقاها في مكتبه بمدينة كربلاء المقدسة بحضور حشد من الوفود والمواطنين، اشار سماحة المرجع المدرسي الى الوضع المتأزم والتصعيد المستمر الذي تشهده بلدان المنطقة قائلاً: "حينما نشاهد ونفكر اليوم بما يجري من توتر و صراع ومشاكل في بلداننا نكتشف أن ايادي خفية هي التي تقوم باثارة النعرات في مصر بطريقة وفي سوريا بطريقة اخرى وفي العراق بطريقة ثالثة، ولكنها نفس الايادي والاصابع والمؤمرات التي نستطيع ان نلخصها في كلمة وسياسية ( فرّق تسد) التي تجعل الامة يصرب بعضها بعضا.. وهذه الحالة نفسها نراها  تتكرر عبر التأريخ  فالعدو يجلس ويخطط ويدير عن بعد ويحاول ان يفجر هذه الصراعات بين المسلمين.." . واضاف : " هل كان الكيان الصهيوني مثلا يستطيع ان يعتدي ويضرب بطائراته سوريا كما فعل أخيرا لو لم تكن هذه الاضطرابات وهذا القتل والتدمير و المشاكل في سوريا .." واوضح سماحته بالقول : "خطابنا اليوم لمصر والعراق وسوريا هو  القول الماثور: من حـُلقت لحية جارٍ له فليسكب الماء على لحيته،  لان المؤامرة واحدة هنا وهناك "

وشدد سماحته في كلمته على أن "ادارة ومعالجة شؤون الحكم والازمات والمشاكل في بلداننا وعموم المجتمع الاسلامي لن تكون نافعة ومنتجة الاّ عبر إتباع اربع ركائز اساسية هي  (الحكمة والتشاور والتعاون والتواصي ) وهو النهج الذي جاء به ويؤكد عليه ديننا الحنيف، فأتخاذ القرارات لايصح أن يأتي  بأسلوب الفرض من مجموعة او أحد ما يجلس في غرفة مغلقة ويقرر للاخرين نيابة عنهم وبعيدا عنهم دون مشاورتهم والتعاون معهم، فالتعاون يعني أن يكون المجتمع كله بقواه وفئاته ضمن مجموعة ودائرة العمل المشترك",
وأضاف: " فنحن مثلا حينما نقول العراق فلا نعني بذلك مجموعة او فئة في النجف الاشرف او في كربلاء المقدسة او في الكاظمية المشرفة وبغداد ، بل كل عراقي من زاخو الى الفاو، شرقا وغربا  وشمالا وجنوبا، له مثلما للاخرين وعليه ماعليهم ". وتابع : " فعلى اخوتنا المسؤولين والسياسيين في بلداننا، سواء العراق او مصر او سوريا وغيرها، الرجوع الى القران، الى قيم الدين ، الى تلك السماحة التي تتجلى في النبي (ص) و الاسلام ، نريد لهذه السماحة أن تتجلى في الجماعات و الحكومات الاسلامية وغيرها، ونريد ان تكون الثورات وماسُمي بالربيع العربي، خيرا لهذه الشعوب والبلدان وليس خريفا من الصراعات والمشاكل والأزمات التي تدفع الى الاحباط واليأس،  ضرب الناس بعضهم ببعض وجر البلاد الى مشاكل وعنف وفوضى وسفك للدماء.. فالربيع الحقيقي هو الذي ينبت وينتج الرخاء والأمن والبناء ويدفع الى التطلع للمستقبل وعدم التقوقع في الماضي وفي ثقافة الحقد والانتقام،  ولولا ذلك فإنه  ستقوم لا سمح الله فتن تأكل الاخضر واليابس "

وبخصوص الاوضاع في مصر أثنى سماحته على الاجتماع التشاوري والحوار الذي احتصنه  الازهر الشريف في مصر وجمع مختلف القوى على نبذ العنف والتفرقة ومعالجة الازمات بالحوار، وقال سماحته أن على "اخوتنا الاسلاميين في كنانة الاسلام مصر أن يديروا الامور بحكمة وعدم الاستفراد، لأنهم لا يستطيعون ان يحكموا مصر ويقولبوها ويعيدون صياغتها بأفكارهم وحدهم، فذلك اسلوب لن يجدي وسيرى فيه الكثيرون أنه سياسة تهميش وإقصاء لهم، فمصر بلد عريق له تأريخه و فيها أكثر من مكون ومذهب ودين وإتجاه "

وفي معرض حديثه انتقد سماحة المرجع المدرسي ماتقوم به بعض الجماعات المتشددة في بعض البلدان من جرائم تحت شعار الأسلام فتسهم بذلك في "تشويه قبيح لصورة وقيم الدين الحنيف" مشيرا ما تشهده جمهورية "مالي" من احداث و خراب خلفه المتشددين هناك، منددا و مستغرباً من إقدامهم على "حرق مكتبة أسلامية ووطنية فيها "إرث أسلامي وثقافي وأدبي ومخطوطات لا تقدر بثمن، بما في ذلك كتاب الله وكتب دينية قيمة، فضلا عن  تراث أفريقيا وتأريخها، بالاضافة الى هدمهم أكثر من 17 من  بيوت الله ومشاهد ومراقد مقدسة.. وهل هذا هو معنى الدين لديكم ، وهل بهكذا جرائم يتم تقديم الاسلام للناس والعالم؟ بحرق المكتبات وتدمير بيوت الله ؟!.."


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


الشيخ حسين الخشيمي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2013/02/02



كتابة تعليق لموضوع : المُدّرسي للمتظاهرين والسياسيين في البلاد: الرجولة لا تعني الوقوف في الشارع والتحريض ضد هذا وذاك بل هي في التعاون على بناء البلد
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net