صفحة الكاتب : مريم الزبيدي

لانها مدينة السواد فلن ترهبوا كربلاء
مريم الزبيدي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

كغيره من قاموس الاسبوع كان يوما خميسيا عبوسا قنطريرا تصابحت فيه الناس على اشلاء تتطاير وجثث تتمطرح الارض في كربلاء وصلاح الدين وبابل وبغداد ، كانت اصوات التفجير تسبق اشجان دعاء الصباح واللحن الفيروزي وبينما صرخات الجرحى يتوشحها دخان يتطاير ، كربلاء التي لاتزال نداوة احزانها لم تتبخر من وهج محرم الحرام وصفر فلتوها خلعت وشاحها الاسود الذي فطمت عليه نواميسها ، فالاجساد متعبة الى حد التراخي وارادت ان تسترخي من غلواء رحلة ايلافها السنوية

وكان مساء كربلاء اكثر ايغالا بالدم من ذلك الصباح المحزون لانها امست على هدير تفجيرين مزدوجين لاتفصل بينهما الا قيامة السماء ، لحظات افزعت حتى الوليد الذي لايدرك ماحوله ، افزعت جنابر الباعة المتجولين ، وما اكثرهم في دنس الفقر اللاهب ، دب الفزع في كل شيء يتحرك بمدينة السلام من بشر او احياء اخرى 

كربلاء التي كانت ولاتزال تحتفي كل عام باريج الملايين الزاحفة اليها للدلالة على عمق التماسك الانساني والاسلامي المحمدي الكل يحمل ناقوس محبة ، والكل يتعانق بالكل تحولت الى لحظات من الهلع ،فالخيفة يتوجسها الناس العزل ، والسياح ، والهائمن في البحث عن قوتهم اليومي ، فكان الموت صياد اعمى يرقب همسات الناس 

لايريدون قتل البشر في درك الموت لكنهم يبحثون عن وسائل قتل الامال التي تنعقد من خلالها الحياة هم يبحثون عن وسائل تعطيلها ،

ولاندري كم هي اشواط الترهيب ، هل شوط يكفي ام شوطان ، هل  يفضي الحق الى المجهول ام يتعكز في دنيا العدل المفقود ، هل يبقى القاتل حرا والمقتول طريد ،

الكل حزين على كربلاء مدينة الوشاح الاسود ليست لانها مفجوعة بهذين التفجيرين او ماسبقها من تفجيرات احترق فيها الاخضر قبل اليابس وما قد يلحقها لاسامح الله من ترهيب للناس بل لكونها مدينة الجياع ،مدينة ورثت ميثاق التاخي من ثورة الفقراء الحسينية الخالدة واصبحت ملاذ للكرامة وعنوانا لوحدة العراق 

ستبقى كربلاء المحطة التي تنقشع من خلالها عجرفة السلطة وسبيلا تعتاش الناس بتقاويتها اليومية في ربيع التجارة والتبضع المزدهي     


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


مريم الزبيدي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2013/01/22



كتابة تعليق لموضوع : لانها مدينة السواد فلن ترهبوا كربلاء
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net