صفحة الكاتب : عباس فاضل العزاوي

وداع المرافيء
عباس فاضل العزاوي

لا أدري... لِمً أخترتُ الليل موعداً للرحيل؟؟

لمَ .. لمْ تنتظري الصباح حتى ترفعي صواريك ؟ بالامس كانت الغيوم السوداء التي تغطي رصيف الميناء تشبه الضباب المتراكم في أعماق نفسي...

ورغم ذلك كنت أرى صورة وجهك الاسمر بصدغيه الرائعين , واضحاً أمام عيني وسط زحام المسافرين .. كما اراه واضحاً في أعماقي . كنت اراقبك بصمت دون أن تشعري بوجودي.. كم تمنيت أن تعرفي مابداخلي وحين التقيكَ وجهاً لوجه..كأنكِ لاتعرفيني وكيف لكِ ذلك وأنتِ لاتعلمين بأني أحبك...

انه الحب الصامت ... بل هو القاتل...

آثار أقدامك مازالت محفورة على رمال الشاطيء , كنت أتبعها حتى أصل اليك كنت أركض لاهثاً ألوح لكِ بمنديلي الابيض لعلكِ تريني .. لاني كنت أخاف ان أصل قبل فوات الاوان .. بعد أن يكون المركب قد ابتعد عن المرسى ..قبل أن تبحري نحوالارض الجديدة , التي لاأعلم موعد رجوعكِ منها..

عندها تسمرت عقارب الساعة في يدي.. وكنت أرى أرتفاع صارية مركبك نحوالسماء أعلاناً عن موعد الرحيل..... كنت أريدك ان تعرفي اني اتيت للوداع , لاظم مرة أخرى في عيني صورة وجهك الحبيب .. أردتُ منك أن تقرأي اللوعة في عيني وان تتعرفي على نبرة الاسى في صوتي وتفهمين أن فراقكِ يؤلمني...

وعلى حين غرَه .. أصبح المركب نقطة سوداء في عرض البحر..والليل موحشاً بشكل رهيب , وصوت الامواج يشبه الأنين فوقفت وحدي هناك , أحاول أن أناديك , لكن كلماتي أختفت في داخلي , ولم اكن اسمع صداها الا في أعماقي..عندها اقفلتُ راجعاً نحوالضجيج وسط المدينة .. في حين بدأت السماء تمطر .. حينها أقفلتُ راجعاً نحوالمدينة..

لكن الضباب في أعماقي ظلً يتكاثف,ويتكاثف وأنا شبه مشلول أتلفت حولي مذعوراً .. فلم أرى الا وجهك الباسم بين وزحام الناس بالرغم من رحيلك .. لايمكن أن تكوني بعيدة..خرافة ان اصدق ذلك,فقد كنت دائماً أقرب اليَ من وجوه الماره , أترقب لقياك بين ثانية واخرى .. لاني أشعربوجودكِ في كل زاوية من المدينة .. أنا اراكِ في كل شيء يقع عليهِ بصري أنا لاأفتقدكِ لاني أحملكِ معي الى كل مكان أذهب اليهِ...كأن يبدو محطماً شارد الذهن..يسيروسط المدينة من غيرهدى وفي أحيان كثيرة كان سامي لايحس بخطواته ..عندما اجتاز الشارع العام فأرتفعت أبواق أحدى السيارات المسرعة وحين انتبه اليها كانت عجلاتها قد مرت عليه .. رفع راسه قليلاً وهويتألم.. مَد ذراعه وهويقول آخرالكلمـــــــــــــــــات

_لاأستطيع أن التقيك عند الشاطيء لأني ســـــــأرحل....

Abbasalazawi@ymail.com


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


عباس فاضل العزاوي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2013/01/22



كتابة تعليق لموضوع : وداع المرافيء
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net