صفحة الكاتب : عماد يونس فغالي

شاعرُ فوق! (مهداة إلى الشاعر اللبنانيّ نبيل خوري)
عماد يونس فغالي

 أيّها الساكن في الرحاب، والمرفرف في المساحات العلويّة، تنظر الأسفل، حيث أخصّاءُ وأحبّة. لقد تعرّفتُ بكَ.
    عرفتُكَ كلماتٍ مطبوعةً على أجنحة الرّوح ، شاعريّةً ترقّ لقلب الوالد تجاه أمراء حياته فلذات الأكباد. عرفتُكَ بعد الغياب أبياتًا تهتف على الأرض عالم البقاء. وقد كنتَ منذ هنا تعانق العلى استشفافًا لِما وراء.

    هي الكلمة التي نحكيها، والفكرة التي تخطر في أذهاننا. هو الإحساس الذي ينتابنا، تلد جميعها سيّدةً علويّة في قالبٍ، سبحان ناظمها! سيّدةً رأسها العمق الإنسانيّ، وجسدها ممشوق السبك. تنتعل قدماها قوافي الذوق الأنيق. أمّا منطوقها، فحسبُه راقي القلب والعقل وخبرة الدنيا.

    وثمرات حبّكَ معصور الجنى. نبيذٌ تعتّقه مرافَقةٌ منذ يوم المنى. تعود بمذاقه إلى ياقوتاتٍ ذهّبتها شمس الحبّ ظهيرةَ العمر، وأينعتها نسائم الحضور الوالديّ. وقد أردتَها نهلاً، بل قلْ نهلةً من فيض الإله ونهالاً من خيراته، ناهيًا بها قناعاتٍ زرعتها مواسمَ واعدة. 
    أمّا قضايا الحياة، فقد لوّنتَ بها العمرَ دررًا من رحيق الإنسان والطبيعة، تفاعلاً في دقيق المعيوش، زادًا لعالم الغد ومن يكون فيه.

    وعبق المنتهى رسّامًا يسطّر خطوط الغربة وأنتَ في ذروة الشروق. فهل لامستَ الأفول لتمسكَ ريشةً رماديّةً، بيدٍ تكتب الوداع ولا تقوله؟ لقد فارقْتَ الألوان في رسومكَ العابقة بدخان الصعود، حيث الشعراء ملوكٌ في عالمهم، يتمتّعون بمراتعَ عانقوها في مناجاتهم، وتغنَّوا بها في أنشوداتهم زقزقاتٍ وتأوّهات.

    لكَ أيّها الشاعرُ النبيل، نبيلُ أشواقنا. تقبّلْها حيث نحن في مرآك، وعنكَ لا نغيب!
                                                                   
عماد يونس فغالي
 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


عماد يونس فغالي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2013/01/18



كتابة تعليق لموضوع : شاعرُ فوق! (مهداة إلى الشاعر اللبنانيّ نبيل خوري)
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 

أحدث التعليقات إضافة (عدد : 1)


• (1) - كتب : وليد البعاج ، في 2013/01/28 .

من أرخ شخصاً فقد أحياه، تحية لما تكتب اخ عماد.




حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net