صفحة الكاتب : بهلول السوري

من يقتل من .... ولأجل من ؟!!!
بهلول السوري

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

سؤال لا شك يطرحه الكثيرون ممن هم بعيدون عن ميدان المعركة في سوريا ،ولاشك أن مجتمعنا قد حصل فيه شرخ واسع بعيد هذه الأزمة في سوريا وهنا اقصد المجتمع العربي بشكل عام فالأزمة السورية قد قسمت المجتمع العربي قسمين قسم مع وقسم ضد وهذا ما أرادته قناتي  الدجل والتضليل والكذب (الخنزيرة والعبرية ) بعد ان جعلت قسما كبيرا من عيون الناس ترنو اليها لأنها بالبداية خلقت جوا وانطباعا انها لسان حال الأمة العربية فهي عملت بالقول الشائع تعطيك من طرف اللسان حلاوة .... لقد كانت كالأفعى التي تغير جلدها أو الوان قشرتها لتغري ضحيتها  حتى تقع في حبائلها لتنقض على فريستها لتعصرها زاهقة فيها الروح التي تنبض  ومن ثم تبتلعها او كالحرباء التي تغير لون جلدها حسب طبيعة المكان وتكمن لفريستها طويلا حتى تقترب ومن ثم تمد لسانها الطويل لإبتلاعها وهذا ماحصل في أمتنا العربية والإسلامية كان هم هذه القنوات المجندة لخدمة المشروع الماسوني الصهيوني الكبير حشد أكبر عدد من الناس بين مثقفين وعوام لصالحها تسحرهم بشكلها الخلاب وكلامها المعسول ووطنيتها الفائضة عن الحد وعروبتها التي جعلت أكبر البلاد العربية ( مصر ) تستصغر شأنها أمام هذه الجزيرة ورويدا رويدا بدأت بتسريب سمها وجلجلت بذيلها ورفعت أساس بناينها ومشروعها وهو تدمير العقل والفكر العربي وتدمير الإسلام من الداخل - مشروع ليس بجديد لكن اعيد بث الروح فيه - وتهجير أصحاب العقول النيرة ، وتمزيق النسيج الإجتماعي المترابط بين السوريين ، في سوريا لم نعهد المذهبية أو الطائفية يوما طوال أربعون عاما وأكثر عندما نجلس أو نتسامر في حينا أو مدرستنا أو معملنا ،نتعايش ونتآخى ونتصاهر دون أن يكون هناك فارق بيننا ، وبفضل عجول قطر وقبلهم صعاليك السعودية ، أصبح الجار يقتل جاره ، بل الأخ يقتل أخاه أو أخته ، أو حتى أبناء أخته ، أو يقتل والده ، كل ذلك تحت مسمى ( الحرية ) تارة أو ( تطبيق الشريعة ) تارة أخرى فهل كنا كفار قبل مجيئ صعاليك آلسعود ...؟!!! ، نعم يجيب أحد أولئك الذين قابلتهم ذات يوم ، حيث قال أنتم لا تعرفون شيئا عن الدين ويجب تطويعكم مجددا ، فقلت له أي دين تقصد  ؟!! ، قال : الإسلام الدين الأوحد ، كما قال الله عز وجل ، {إن الدين عند الله الإسلام } الذي جاء به رسول الله (ص) ، ولم يستطع اكمال دينه كما يريد لعوامل كثيرة وقفت في طريقه ومات قبل تحقيق الأمر فوجب أن يكون على رأس كل مائة عام من يجدد الدين ويعيده لطريق الصواب ، فقلت له من مجدد الدين لهذا العصر قال : محمد بن عبد الوهاب ، فقلت : ومن كان قبل ابن عبد الوهاب هذا ، قال : ابن تيمية (شيخ الإسلام) ، قلت له : إن بين ابن تيمية وابن عبد الوهاب أكثر من مائة عام فكيف كان الناس بينهما ؟! ، قال : عصر الجاهلية ، فقلت له وقبل ابن تيمية من كان ، قال عصر جاهلية أيضا إن الأمة عاشت ثلاثة عصور جاهلية واحدة قبل الدعوة ، واثنتان بعد وفاة النبي (ص) وبين كل مرحلة كان ظهور للمجدد ، قلت اذن رؤساء المذاهب السنية ذلك الوقت ماوضعهم قال جهلة يتخبطون ، ويجب علينا محاربة الجهلة وأصحاب البدع الذين يبتدعون بالدين ، فلذلك علينا تطهير الأمة من العلويين والشيعة ومن مشى معهم ، قلت له انتم تقاتلون نظام حكم أم تقاتلون طائفة ، قال نحن نقاتل نظام حكم لأنه من طائفة معينة ( العلويين ) ،قلت : إذن لا علاقة بالأمر بما يقال الحرية ووو، فابتسم ثم صمت !!! قلت له لو كان نظام الحكم (سني) هل كنتم ستقاتلونه ؟ ، قال : نعم مادام أنه لا يلتزم بمقالتنا ( شريعتنا ) المقام الأول لدينا هو تطبيق الشريعة ( طبعا يقصد شريعة ابن عبد الوهاب )، قلت : إذن الإسلام قام بالسيف ، قال : نعم ، انظر للتاريخ كيف دخلت العديد من الأمم والدول
بالإسلام نتيجة السيف ونتيجة الغزوات والحروب التي قام بها الأبطال لتطويع الأمم وادخالها للإسلام من زمن الصحابة الى وقت قريب ، وما الخلافة العثمانية  ببعيدة عن وقتنا ، ولكن هناك عوامل كثيرة أدت لإنهيارها ، وهذا الزمن قد عاد بنا لنحيي زمن الخلافة الإسلامية ، قلت : أنتم تحاربون أصحاب البدع فما حال المسيحيين في سوريا لما تقاتلونهم ؟!! قال : إما أن يرضوا بدخول الإسلام أو نقتلهم أو يتم تهجيرهم لدولهم ، قلت له : هم مسيحيو الشرق ولا علاقة تربطهم بالغرب ، وسابقا كان عمر بن الخطاب قد عاهدهم وابرموا وثيقة عهد تاريخية بذلك ، قال : وقت عمر لعمر ، وهذا الوقت لنا ، وهم يصورون أن الدين جاء بالقتل وقطعا ليس دين النبي محمد (ص) بل هو دين ابن عبد الوهاب ، هذه مفردة حوار من جملة مفردات  تحاورت فيها مع بعض حاملي الفكر الإسلام الأصولي أو السياسي ويحسبون أنهم يحسنون صنعا الا إنهم هم المفسدون ، البعض يتسائل أن الحرب هي بين الجيش السوري وبين المسلحين فلماذا يسقط ضحايا أبرياء من نساء وأطفال وشيوخ ، وأقول الغاية تبرر الوسيلة والضرورة تبيح المحظور هذا القول اخذته من عدد من  الصعاليك الذين يقاتلون في حلب ، حمص ، دمشق  ، وأيضا ما رأيته واقعا من خلال جولاتي في عدد من المحافظات والمناطق ، هؤلاء المقاتلين كما قال لي بعضهم أنهم يقاتلون بحرب مليشيات أو عصابات ، وهذه حركتها تكون ضمن الشوارع والأحياء وأغلب تواجدها وتمترسها يكون بين الأهالي لمحاولة استدراج النظام لقتالهم ضمن الأزقة وبما أنه جيش تقليدي فسيكون عليه صعبا مواجهتهم ، فكانت المجموعات تستغل تواجدها في الأحياء المكتظة أو القديمة في البنيان ويكون بنائها تراثيا قديما لصعوبة دخول أليات الجيش والتعامل معهم هذا من جانب ، ومن جانب آخر أني لاحظت  في بعض أحياء حلب وفي غيرها من مدن ، أنهم يقومون بإستخدام جهاز اللاسلكي الموضوع ضمن دائرة المجموعات المسلحة ، فيأتي أحد العناصر المسلحة ويتكلم عبر جهاز اللاسلكي بجانب أحد المنازل أو الأبنية ، وبما أنه هدف مشروع ويعتبر عدوا فيلزم استهدافه فيجري التناوش من بعيد فيصاب البناء أو من في هذا المنزل بالنتيجة جراء الإشتباك مع حرص الجيش السوري على عدم زج الأهالي في الإشتباكات ووقوع ضحايا من الأبرياء ، وفي مكان آخر يقوم المسلحين بقتل العديد من المواطنين الآمنين لمجرد أنهم رافضون لمقالتهم ولعنفهم وبطشهم باختلاف مذاهبهم ومشاربهم ،ويتهمون الجيش السوري بقتلهم وهذا ما عايشته بنفسي ،ولعل الكثير من الجرائم التي تم تداولها في الإعلام لخير دليل على أن المسلحين  هم من قتل أولئك الأبرياء ويتم تصويرهم على أنهم قتلى جراء قصف أو اشتباك ما، نعم هناك سقوط لأبرياء نتيجة قصف ما في منطقة ما ولكن من المسبب لذلك ، لو بحثنا جديا عن الأمر نجد أن العامل المسبب الرئيسي هو وجود هؤلاء المسلحين الذين يتمترسون بالأهالي حتى في بيئتهم الحاضنة هم يتسببون بقتل أهلهم وأبناء حيهم ، فلديهم غاية ولا بأس في أن يستعملوا أهل حيهم وسيلة لغايتهم هذا ما لمسته في ادلب ، وحمص ، وريف دمشق ، وأيضا تبين أن كل من كان ضمن ما يسمى (الجيش الحر ) من (السوريين) ماكانوا الا اوراق تم استعمالها من قبل الشيطان الصهيوسعودي ويتم احراقها الآن ، لتحل محلها مجموعات ذات تفكير وايديلوجيا طائفية متطرفة بغيضة  ، فقد بدأ الناس يلمسون دخول مسلحين أجانب عرب وغيرهم لطرح مشروع معين ، وبدأوا يتحكمون بمن بقي من مسلحين محليين ، ويتم فرض عقيدة متطرفة بالإكراه تحت مسمى ( الأمر بالمنكر والنهي عن المعروف ) وقتل الرافض لهم من الجيش الحر أو من الأهالي على اختلاف اطيافهم سنة كانوا أم شيعة ، ولذلك الآن بتنا نرى العديد من الأهالي يخرجون للدفاع عن أنفسهم بالمظاهرات المنددة بالعصابات التكفيرية تارة ، وباللجان الشعبية التي تحمل السلاح لحماية مناطقهم ، وهناك ترقب من قسم آخر يرغب بدخول الجيش السوري لمنطقته ليخرج منددا بفظائع وجرائم المسلحين  حسب ما نقله لي أحد القاطنين في إحدى مناطق ريف دمشق وتحديدا في منطقة ( دوما) ، فقد نقل لي أن الناس قد سئمت من بشاعة هؤلاء وقذارة أفعالهم فماهم الا اما نخاسون واما لصوص قطاع طرق مجرمين تسببوا بخراب وتدمير المدينة وتشريد أهلها ، والآن هناك مجموعات تعمل في الظل لمحاربة هؤلاء فيما لو تأخر دخول الجيش السوري ، فقد بدأت بعض الخلايا التي تنشق عن ما يسمى بلواء الإسلام بتجميع نفسها في دوما وحرستا وسقبا لملاحقة هذه العصبة الضالة (لواء الإسلام وجبهة اللانصرة )الذين يريدون ادخال الناس بدين الجاهلية على حسب تعبير أحد المسلحين المنشق عن تلك المجموعات إذن هم يقتلون من أجل غرائزهم ومن أجل أجندة موضوعة لهم من قبل صعاليك سعود خدمة لأمريكا وقطرائيل ، فلاتوجد ثورة بل هي عورة وقد كشفت وبانت ليس لي بل للكثيرين ممن استغلوا سابقا والآن يحاولون إصلاح ما فسد فبعد كل هذا يتسائل أحد  من يقتل من ...


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


بهلول السوري
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2013/01/10



كتابة تعليق لموضوع : من يقتل من .... ولأجل من ؟!!!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net