صفحة الكاتب : د . حامد العطية

لو استنكر متظاهرو الأنبار العمليات الإرهابية ضد زوار الإمام الحسين
د . حامد العطية

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

      لمتظاهري الأنبار مطالب، يقولون بأنها محقة، هم باختصار يريدون عدلاً وانصافاً، ومن يريد العدل لنفسه عليه أن يتمسك بالعدل ويفرضه على نفسه والغير، وهذا أمر رباني ومبدأ إنساني.

     بالأمس وقعت عمليات إرهابية، راح ضحيتها العشرات من زوار الإمام الحسين عليه السلام، وهم كلهم أبرياء، غير مدانين بجرائم، ولم يكونوا سائرين إلى ساحة وغى، أو ينوون الاعتداء على أحد، لذا كان قتلهم ظلماً عظيماً، وهو أدهى وأمر من كل المظالم التي يشتكي منها متظاهرو الأنبار.

    قبلها بأيام خطب أحدهم بهؤلاء المتظاهرين، واصفاً الشيعة بالخنازير، وتلك مسبة كبرى، ولم يستنكر أو يعترض عليه أحد من المتظاهرين، وذلك دليل على الرضى والقبول، وقتل الخنزير في الشرع بين الاباحة والاستحباب والوجوب، ثم  سفكت دماء العشرات من الشيعة، وفي التحقيق بجرائم القتل تحوم الشبهات عادةً حول الشاتم والمتوعد والمصطفين معه، ويعتبر المحققون ذلك دليلاً ظرفياً على الجرم أو التحريض عليه.

   يقال أن بين المظلومين قواسم مشتركة، وإن باعدت بينهم المسافات، وتباينت أعراقهم وأديانهم ومذاهبهم، فالمظلوم يشاطر كل المظلومين معاناتهم، ولا يطيق رؤية ظلم يقع على غيره، ويسخط على كل ظالم.

     لم يبرح متظاهروا الأنبار وأنصارهم الساحات، ولم يملوا أو يكلوا بعد، وهم ما يزالون يرفعون اليافطات، ويلوحون بالاعلام، ويهتفون بالمطالب، فهل سنرى بين اليافطات واحدة تستنكر العمليات الإرهابية ضد الزوار؟ وهل سيرفع أحدهم علماً حسينياً تعبيراً عن التضامن مع قضيتهم؟ ولعل أحدهم سيدلي بتصريح لإحدى القنوات الفضائية يستنكر ويشجب فيه قتل الزوار الأبرياء العزل.

   أطمع بالمزيد: أن يصدر المتظاهرون بياناً ينددون فيه بقتل الزوار ويصفون المقترفين بالإرهابيين ويطالبون بإنزال القصاص العادل بهم وبكل من أعانهم على ذلك.

    إن لم ترق قلوبهم لمنظر الدماء المسفوحة وولولة المفجوعين بأهليهم فليفعلوها من اجل الدعاية لقضيتهم، كما تفعل الحكومات حين ارسالها التعازي بالكوارث للحكومات المعادية، كسباً للسمعة الطيبة واستمالةً للنفوس.

   هي الفرصة ليثبتوا للجميع بأنهم مع العدل، شاهدون بالقسط، ولو كان بينهم وبين بعض الشيعة شنآن أوكراهية، وهو أمر الله.

 

هامش: قبل الانتهاء من كتابة المقال اطلعت على صورة تبين احد المتظاهرين وأمامه على الأرض علم حسيني ممزق، فإن صدقت الصورة فلا يسعني سوى القول: وآسفاه.

7 كانون الثاني 2013م   


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


د . حامد العطية
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2013/01/08



كتابة تعليق لموضوع : لو استنكر متظاهرو الأنبار العمليات الإرهابية ضد زوار الإمام الحسين
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net