قبل أن ننتخب – (1) واقعنا
باقر العراقي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
باقر العراقي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
بينما كنت أهم بدخولي محل صديق لي، أتردد عليه دائما بحكم الصداقة بيننا ، رأيت رجلا مسنا على أعتاب الثمانين ، يبدو علية البؤس والشقاء ، وتظهر عليه علامات الفقر المدقع ،استعلمت من صديقي عن حاله وكيفية مساعدته ، قال( كان يعيش على راتب الرعاية الاجتماعية مع مساعدة الخيرين، والآن انقطع راتبه منذ تسعة أشهر كاملة لفقدانه هوية الأحوال المدنية ، وبعد أن ساعدته في الحصول على بدل ضائع ، ضاع راتبه المحدود بين طيات المعاملات الطويلة) ، فسألت نفسي ما عساني أن أقدم له ، فأتصلت بأحد المسئولين عن الرعاية الاجتماعية في المجلس البلدي لمنطقته ووعدني خيرا وشكرته على المساعدة التي لم يقدمها بعد ، زفرتُ حسرةً طويلة بعد أن أعدت ناظريَ لذلك الشيخ الهرم الذي يحطم قلب من لا رحمة فيه .
يقال في الجارة الشقيقة الأردن أن هناك راتب تقاعدي لكل مواطن كبير السن وان ضاعت كل مستمسكاته ( أما نحن فعندما تضيع الهوية ضاعت المواطنة ) وهذا الراتب التقاعدي ليس منةً من احد إنما هو حق المواطنة وحقه على الدولة ، فما هي ثروات الأردن ؟ وكم هي ميزانيتها السنوية نسبة للعراق؟ والجواب بكل بساطة لا توجد أرقام بل نستحي أن نذكرها أمام ميزانياتنا الانفجارية وثرواتنا التي لا تعد ولا تحصى ، كل ثروات الأردن عبارة عن مشاريع صناعية وتجارية وزراعية بسيطة ومساعدات دولية ومنها العراق بمائة ألف برميل نفط يوميا .
موارد هائلة ، الأموال الميزانيات والثروات الطبيعية والبشرية والمياه وكل شيء ، يقابله سوء في إدارة هذه الموارد بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، والأرقام العالمية تتحدث بذلك الشفافية والفساد والأعمار وحتى الإرهاب وما رصد له من أموال والأزمات وما تلاها ، والسبب بكل بساطة المسئول التنفيذي الذي يشرف على صرف الأموال والمسئول عن السياسة العامة للدولة ، وعلينا أن نحدد دائما ولا نعمم ، لأن التعميم يضيع الحق وينصر الباطل ، فمن لم يستطع أن يقدم الخدمة لهذا الشعب المغلوب على أمره ، فعليه أن يقدم استقالته مهما كان منصبه في الدولة العراقية ، وإلا ستتجه أصابع الاتهام صوبه في كل الظروف ، ولأن التاريخ يسجل والأحداث تتوالى والعروش تسقط ، وعلينا نحن كشعب مسؤولية مضاعفة وهي أن نضع هؤلاء المسنين والفقراء والأطفال المرضى والأيتام المشردين ، وكل ما يهمهم نصب أعيننا عندما نختار المسئولين في الانتخابات القادمة .
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat