صفحة الكاتب : محمد حسن الساعدي

القضاء العراقي أنت متهم
محمد حسن الساعدي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
 يعد القضاء العراقي مفصلاً مهماً من مفاصل الدولة العراقية الحديثة وفي بلد مثل العراق الذي عانى الكثير من الاضطهاد والظلم أمام مسمع مؤسسات حقوق الإنسان الدولية  ، والقضاء العراقي في زمن النظام البائد حيث كان يمثل الغطاء في  إصدار أحكام عرفية جائرة بحق الشعب الاعزل بدون تحقيق أو محاكمات أصولية حيث ذهب الكثير من الابرياء مابين السجن ومئات الآلاف الاعدامات .. وبعد زوال طاغوت العراق كانت الأنظار تتجه نحو بناء المؤسسات الحكومية على أساس مهني صرف لاتأثير للسلطة او الحكام عليها ومن هذه السلطات كانت السلطة القضائية التي اصبح من مهماتها عي القصاص من اتباع النظام المقبور، وإقامة الأحكام العادلة التي تضمن حقوق الناس من دون التأثير من عوامل الضغط السياسي او الحزبي او الفئوي ، ولكن وللأسف الشديد يوما بعد يوم تنكشف حقيقة القضاء العراقي انه مسيس وانه يخضع الى سلطة الحكومة ويقع تحت ضغوط توجهاتها السياسية ، وما الازمة الاخيرة واعتقال افراد من حماية وزير المالية إلا مثالاً واضحاً على تخبط القضاء التأثير السياسي عليه ، وطريقة فتح الملفات بتوقيتات مدروسة ومعد لها لتصفيات سياسية خصوصاً ونحن على اعتاب الانتخابات لمجالس المحافظات، وما تحققه من تسقيطاً سياسياً ومكاسب حزبية ، لقد أثبتت التجارب أن الطريقة التي يتم التعامل بها مع القضاء وتسييسه وبما يتلائم والمصلحة الحزبية سيؤدي الى نتائج سيئة تنعكس على بناء المؤسسات والدولة العراقية الجديدة ، السؤال الذي يطرح نفسه إذا كانت الحكومة حريصة على تطبيق القانون والقصاص من المجرمين فلماذا تفعّل ملفات محددة وبأوقات محددة ويترك ملفات المفسدين والإرهابيين والقتلة ، لقد أثبتت الاحداث الاخيرة ان القضاء العراقي قضاء مسيس وتتحكم به سياسة الحكومة في صراعها مع خصومها كيفما تشاء  ومتى ما تشاء وبشكل واضح ، مضافاً الى الفساد الذي ينخر في جسد هذه المؤسسة المهمة ، حيث أصبح القضاء العرقي مكاناً تباع وتشترى فيه القضايا ويطلق سراح مجرمين ارتكبوا إعمال يندى لها جبين والإنسانية على القضاء ان ينئ بنفسه من هذه الاتهامات الخطيرة ، وان يكون بعيداً عن الشبهات والاتهامات ، والالتزام بالسياقات القانونية المعمول بها في التعامل مع القضايا، كما ندعو الى عدم زج القضاء بهذه الصراعات والعودة الى طاولة الحوار والى التهدئة واحتواء الازمات ، وقطع الطريق امام كل المحاولات الخبيثة التي تحاول تعطيل العملية السياسية من مظاهرات ليس ورائها إلا اهدافاً يراد بها ارجاع العراق الى المعادلة السابقة .
 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


محمد حسن الساعدي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2012/12/30



كتابة تعليق لموضوع : القضاء العراقي أنت متهم
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net