صفحة الكاتب : سعيد العذاري

شريك الحياة = شريكة الحياة
سعيد العذاري

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

المقالة جزء من كتابي (( دراسات اسلامية في علم نفس النمو – مرحلة الطفولة)) كتبته قبل اكثر من 12سنة راعيت فيه الواقع وليس الطموح او الثوابت الفكرية ؛ واحببت ان لا اغير فيه ولا ابدل سطرا او كلمة او فكرة
     إنّ اختيار شريك الحياة هو المقدّمة الأولى الموصلة للزواج، والزواج لا يقتصر على صرف الطاقة الجنسية الحبيسة أو المخزونة، ولا ينحصر بتهدئة الشهوة الجامحة، بل هو حياة متكاملة تخلق السكن للنفس والراحة للجسم، والأنس للأرواح والضمائر، والاستقرار للحياة والعيش، وتساهم في دفع الزوجين للعمل الاجتماعي ضمن الأهداف العليا للحياة الانسانية.
     والزواج مسؤولية مشتركة لخلق الأجواء الفكرية والعاطفية والسلوكية التي تجعل الأسرة تعيش الهناء والسعادة والتفتح على الحياة الانسانية بجميع أبعادها ومقوّماتها، وإعداد الذريّة من أجل إدامة المسيرة الانسانية وامتدادها وسيرها نحو الكمال والسمو والارتقاء.
     ومن هنا فانّ اختيار شريك الحياة ينبغي ان يخضع لضوابط وموازين تتناسب مع الدور المكلف في أدائه الشريكان، ان أريد للحياة أن تسير سيراً متوجهاً نحو تحقيق العدالة والعفّة والفضيلة والمكارم، وتحقيق الرفاهية والخير والسعادة للمجتمع الإنساني.
     وبما أن الناس متفاوتون في متبنياتهم الفكرية والعاطفية والسلوكية، فان لهذا التفاوت تأثيراً في اختيار شريك الحياة، حيث الاختلاف في العوامل المؤثرة في الاختيار من إنسان لآخر ومن مجتمع لآخر.
 والقاعدة الأساسية في الاختيار هي النظر الى التوافق العقائدي والنفسي والخُلقي لأنه الأساس المشترك في التفاهم والانسجام في النظرة الى الحياة والمجتمع.
وفيما يلي نستعرض العوامل المؤثرة للاختيار طبقاً لإرشادات المنهج الإسلامي، وللواقع الذي نعيشه.
أولاً: التوافق العقائدي
للعقيدة المشتركة دور كبير في اختيار شريك الحياة، ولها تأثيرها الملموس على مسيرة الحياة الزوجية، فهي التي تجعل الإيمان أو الشعور الباطني بها حركة سلوكية في الواقع، وتحوّل هذه الحركة الى عادة ثابتة، فتبقى فيها الحركة السلوكية متفاعلة مع ما يحدد لها من تعاليم وبرامج، وفي ظل المنهج المتتبع للعقيدة يقوم الزوجان بأداء دورهما في الحياة والتقيّد بالحقوق والواجبات المحدّدة لهما، والسير على ضوء الضوابط والموازين والمعايير الواحدة، سواء في العلاقات القائمة بينهما أو علاقاتهما مع الأبناء، أو علاقاتهما مع أفراد المجتمع.
والاعتقاد الواحد ضمان لعدم الاختلاف والتناحر، وضمان لإزالته ان وقع في بداية الحياة الزوجية أو منتصفها.
قال رسول الله (ص): «المؤمنون بعضهم أكفّاء لبعض في عقد النكاح كما انهم متكافئون في الدماء»( ).
وعن أمير المؤمنين (ع) قال: قال رسول الله (ص) يوماً ونحن عنده: «اذا جاءكم من ترضون خلقه ودينه فزوجوه».
قلت: يا رسول الله وان كان دنياً في نسبه؟
قال: «اذا جاءكم من ترضون خلقه ودينه فزوّجوه، إنكم إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد كبير»( ). 
وجاءه رجل يستأمره في النكاح، فقال رسول الله (ص): «نعم انكح وعليك بذوات الدين تربت يداك»( ).
وقد قامت السيرة الاجتماعية على اختيار شريك الحياة وفق التوافق العقائدي، فالمسلم يتزوج مسلمة واليهودي يهودية والمسيحي مسيحية والكافر كافرة، حيث ان ظروف العلاقات الدينية والاجتماعية تساهم في ذلك إلاّ ما ندر.
وفي داخل المجتمع الواحد نجد انّ للانتماء المذهبي دوراً ملحوظاً في الاختيار، حيث يختار الانسان شريك حياته من مذهبه وطائفته فالشيعي يتزوج شيعية والسني يتزوج سنية والاباضي أباضية إلاّ ما ندر وشذّ، وخصوصاً في حال قيام الاختيار على أساس الحب المسبق، ونحن لا ننكر ان الحبّ قد يعوض عن سوء التوافق العقائدي والمذهبي والطائفي إلاّ انه يحتاج الى تضحية ونكران للذات أو للمتبنيات العقائدية والمذهبية؛ من أجل الاتفاق على قدر متيقن مشترك بينهما.
فالأفضل لإدامة التوافق بين الزوجين ان يكون للتماثل والتوافق العقائدي والمذهبي دور في اختيار شريك الحياة، أمّا الاختلاف وعدم التوافق فانه سيخلق كثيراً من المتاعب والمصائب للزوجين وخصوصاً اذا كانا متعمقي الاعتقاد والإيمان، لأنّ العواطف والممارسات تتبع العقيدة المتبناة في الحياة، والاختلاف العقائدي له تأثيره على الاختلاف في تربية الأطفال والعقائدية والسلوكية، وعلى إقامة العلاقات الاجتماعية مع الجيران أو المجتمع.
وهنالك اتفاق عام على انّ (التماثل الديني يساعد على التفاهم والانسجام، واختلافه يعتبر عائقاً لنجاح الزواج والتكيّف له)( ).  
والمنهج الإسلامي لا يمنع زواج المسلم من امرأة مخالفة لعقيدته كأن تكون مسيحية أو يهودية، ويكتفي بمنع المسلمة من الزواج من المسيحي أو اليهودي.  
وإذا تزوّج المسلم امرأة من غير دينه فانّه يجب ان يراعي متبنياتها العقائدية والعبادية، وان يمنحها الحرية الكاملة في إقامة شعائرها، وأن لا يتدخل في مواقفها وممارساتها التي تتخذها وفقاً لعقيدتها ما لم تصطدم بالمصلحة العامة للأسرة وللمجتمع، بل فرض الاسلام على زوجها ان يصطحبها الى مكان عبادتها ان طلبت منه ذلك( ). 
ثانياً: التوافق الخُلُقي
الانسان بطبعه يميل الى من يوافقه ويجانسه خُلقياً، ويشابهه في السلوك والموقف، فالإنسان الذي يحب القيم الصالحة ويسعى لتجسيدها في الواقع يكون في أنس وألفة مع الذين يجسدونها كذلك، والعكس صحيح، وإذا تتبعنا حركة الأسى لوجدنا ان اغلب الأزواج متجانسون في أخلاقهم وسيرتهم العملية حتى يصل الأمر الى التطابق الكلي، أما بإيمانهم بوحدة القيم السلوكية أو تأثر أحدهم بخلق الآخر وسيرته الواقعية.
قال إبراهيم الكرخي للإمام جعفر الصادق(ع): إنّ صاحبتي هلكت رحمها الله وكانت لي موافقة، وقد هممت ان أتزوج.
فقال له: «انظر أين تضع نفسك ومن تشركه في مالك وتطلعه على دينك وسرّك، فان كنت فاعلاً فبكراً تنسب الى الخير وحسن الخلق واعلم:
ألا إنّ النساء خُلقن شتى  فمنهنّ الغنيمة والغرام ومنهنّ الهلال اذا تجلى  لصاحبه ومنهنّ  الظلام فمن يظفر بصالحهنّ يسعد  ومن يعثر فليس له انتقام»( ) والإسلام يدعو الى الاقتران بالشريك الصالح الذي يتصف بالصفات الصالحة والخصائص الحميدة؛ لصيانة العنصر الأخلاقي في الشعور وفي أعماق الضمير وفي السلوك، وفي الواقع الاجتماعي، وللمساهمة في نشر العفة والفضيلة في جميع ميادين الحياة.
وتواترت الروايات التي تؤكد على اختيار الزوج الصالح والزوجة الصالحة المتصفَين بالطهارة والعفّة والصدق والأمانة والرحمة والبرّ وحفظ العهد ومطابقة القول للفعل.
ومن أجل المحافظة على سلامة الفرد والأسرة والمجتمع وإنقاذهم من الانحراف والرذيلة شدّد الامام جعفر الصادق على عدم الاقتران بالمنحرفين جنسياً والذين اشتهروا بين الناس.
قال (ع): «لا تتزوجوا المرأة المستعلنة بالزنا، ولا تزوّجوا الرجل المستعلن بالزنا إلاّ أن تعرفوا منهما التوبة»( ).
وحذّر (ع) من تزويج شارب الخمر وقال: «من زوّج كريمته من شارب خمر فقد قطع رحمها»( ).
والتوافق الخلقي هو مقدمة موصلة للتوافق الروحي والنفسي، والانسجام في العلاقات، سواء كان خُلقاً صالحاً أم طالحاً، والعكس صحيح، فان التناقض والاختلاف في الخُلق والسلوك العملي يؤدي لا محالة الى عدم الانسجام والى إشاعة الاضطراب والقلق في أجواء الحياة الزوجية، إلاّ في حالات نادرة يكون فيها أحد الزوجين صابراً مضحّياً من أجل شريك حياته.
وقد يساهم أحد الزوجين في إصلاح وتغيير زوجه نحو الأفضل ان كان يتمتع بوعي ثاقب وبقدرة عالية على التأثير والإقناع، وهذا أمر مرغوب فيه، فمن يتمكن من إبعاد شريك الحياة المختار عن الانحراف والانحطاط، فليقترن به لسد منافذ الانحراف والتضييق على وجوده واستشرائه.
وغالباً ما يكون الاقتران بالمخالف خُلقياً ناجماً عن الحبّ الذي لا يراعي أحياناً الصفات التي يحملها الحبيب من حيث الحسن والقبح السلوكيّين، أو ناجماً عن قلة القدرة على التشخيص.
ثالثاً: التوافق في إشباع الحاجات والرغبات جُبِل الانسان على الميل والانجذاب الى من يُشبع حاجاته ورغباته أو يساهم في إشباعها دون النظر الى شخصيته نظرة كلّية، فهو محبوب ومرغوب فيه ما دام مؤهلاً لإشباع حاجات ورغبات المقترن به، وهذا الاختيار قد يكون شعورياً أحياناً ولا شعورياً أحياناً أخرى، فالذي تتركز رغبته وحاجته على حب الجمال فانه يختار الشريك الجميل وان كان مخالفاً له في كثير من الأمور، وقد يرغب الانسان في الشريك الموافق له في الطباع والصفات النفسية فيميل الذكي الى الذكي والأحمق الى الأحمق، والعصبي المزاج الى مثله والهادئ الى مثله، والقوي الشخصية الى مثله.
وقد يميل الانسان الى مخالفه في الطباع والصفات النفسية لأنه يشبع رغباته وحاجاته، فالشخص المتكبر قد يميل للمتواضع الذي يشبع رغبته وحاجته الى الكبرياء، والمحب للسيطرة والتوجيه يميل للمطيع المستسلم للخضوع والسيطرة، والذي يحب انتقاد الآخرين ولومهم يميل الى من يشبع هذه الرغبة فيختار المتقبل للنقد والصابر على اللوم، وهكذا في سائر الرغبات والحاجات، فالعصبي قد يميل الى الهادئ وبالعكس، والقوي قد يميل الى الضعيف وبالعكس؛ والعدواني قد يميل للمسالم وبالعكس.
والاختيار هنا ناظر الى من يشبع الحاجات والرغبات التي تختلف باختلاف أصناف الشخصية الانسانية، فيختار صفة أو أكثر في شريكه ويغض النظر عن الصفات الأخرى، ولا غرابة في الأمر حينما ننظر الى الواقع، فالبعض يختار المرأة الجميلة أو ان المرأة تختار الرجل الجميل وان كان مخالفاً له في اعتقاده أو مخالفة له، ويختار أحياناً امرأة قبيحة المنظر ولكنها تشبع فيه حاجته أو رغبته ملحّة عليه.
ولا يقتصر الاختيار على الجوانب النفسية والطبيعية بل يتعدى ذلك للجوانب المادية والمصلحية، فقد يرغب الانسان في امرأة لا تتوفر بها أي خصيصة حسنة غير انها تشبع رغبته وحاجته الى المال، فيكون ناظراً الى مالها وثروتها، وكذا الحال مع المرأة التي تتزوج باختيارها رجلاً غنياً وان كان ذميم الخَلق والخُلق أو يكبرها سناً، لأنه يشبع فيها الحاجة الى المال والثروة.
والمنهج الإسلامي لا يعارض حرية الانسان في الاختيار ولا يقيّده بقيود تحطّم رغباته وحاجاته الموضوعية، لأنّه مكرّم في أصل الخلقة والكينونة، إلاّ انّه أراد من الانسان ان يتطلّع الى أفق أعلى والى اهتمامات أرفع، وأراد منه ان يتعالى على عقال المطامع الأرضية والأعراض الزائلة الفانية، ويجعلها خادمة للحياة لا مخدومة، وهو لا يحقّر رغبات وحاجات النفس الانسانية المشروعة ليهجرها أو يزهد فيها، إنما أراد لها أن توزن بموازين روحية معنوية ليستمتع بها الانسان وهو حرّ طليق ليسمو في الآفاق العليا للحياة.  
ومن هنا أكّد رسول الله (ص) على الاختيار المناسب لنظرته السامية للحياة، والذي يرفدها بالخير والسعادة والهناء، وهو الاختيار على أساس التديّن في جانبه التصوري والسلوكي.
قال (ص): «تنكح المرأة لأربع: لمالها ولحبها ولجمالها ولدينها، فاظفر بذات الدين تربت يداك»( ).
وقال الامام جعفر الصادق (ع): «إذا تزوج الرجل المرأة لمالها أو جمالها لم يرزق ذلك، فان تزوجها لدينها رزقه الله عزّوجل جمالها ومالها»( ).   
وقدّم رسول الله (ص) اختيار حسن الدين على حسن الوجه، فقال: «لا يختار حسن وجه المرأة على حسن دينها»( ). 
وهذه الإرشادات توجه الانسان الى اختيار الأفضل ولا تمنع من اختيار القائم على الأسس الأخرى كحسن الوجه وكثرة المال ونوعية الحسب. 
وهذّب رسول الله الاختيار بتهذيب النوايا الدفينة للإنسان والتي لا تنسجم مع الروح التكاملية للمنهج الاسلامي وان كانت مباحة ومشروعة.
قال (ص): «من نكح امرأة حلالاً بمال حلال غير انّه أراد بها فخراً ورياءً وسمعة لم يزده الله بذلك إلاّ ذلاّ وهواناً»( ).
رابعاً: التوافق العرقي والطبقي
من خصائص الانسان الاجتماعية انه يميل الى الذين ينتمون معه الى نفس الانتماء العرقي والقومي، وهذه حقيقة ناجمة عن الأُنس والأُلفة الحاصلة من الوشائج والصلات والعلاقات الدائمة والمتكررة، ويتجذر الميل أو الحب للعائلة وللقبيلة وللوطن وللقومية بمرور الأجيال  ومرور الأيام، لوحدة الانتماء ووحدة اللغة ووحدة العادات والتقاليد، ووحدة المصالح والمصير.
والنظر الى الواقع الاجتماعي يلقي الضوء على الاختيار تبعاً للانتماء والتوافق العرقي، فالعربي يميل الى العربية والفارسي الى الفارسية والتركي الى التركية، وفي نطاق القومية الواحدة، يميل الانسان الى اختيار من ينتسب الى وطنه ومحلته، ويختار غالباً الأقرب منه نسباً كالمرتبطين به بعمومة أو خؤولة ثم يتصاعد الى المنتمين الى قبيلته وهكذا تبعاً لنوعية العلاقات ونوع الانسجام والتوافق المطبق على رغباته وطباعه النفسية.
وقد يميل الانسان الى طبقته الاجتماعية فيتم الاختيار على أساس طبقي أو مهني، فطبقة الأعيان تميل الى مماثلها، والأغنياء يميلون الى الأغنياء والفقراء الى الفقراء.
ويؤثر القرب المكاني في الاختيار، فيختار الانسان شريكه في حدود ميدانه الصغير المحدود المرتبط به برابطة جوار أو عمل أو وظيفة.
والاختيار طبقاً لهذه العوامل مع مراعاة العوامل الأخرى كالتوافق العقائدي والخُلقي من شأنه أن يحقق الانسجام ويحقق الاستقرار والهدوء ومن ثمّ السعادة والهناء للاشتراك في محاور عديدة واحدة.
وقد يؤدي مخالفة هذه العوامل في الاختيار الى عدم التوافق وعدم الانسجام في الحياة الزوجية؛ لاختلاف العادات والتقاليد؛ واختلاف البيئة الاجتماعية، إضافة الى اختلاف اللغة والعناصر الأخرى، وقد أثبت الواقع صحة ذلك، فمن تزوج امرأة تختلف عن عرقه وطبقته سرعان ماتصطدم أعرافهما وتقاليدهما بعضها ببعض، فبعض القبائل محافظة وبعضها منفتحة، وبعض القبائل أو الأعراق أو القوميات تتعامل مع المرأة تعاملا يختلف عن غيرها من حيث إطلاق الحرية وتقييدها، ومن حيث تكريمها وعدمه، ومن نظرتها الى الواجبات والحقوق المترتبة على الزوجين، وعلى سبيل المثال: ان الرجل المنحدر من قبيلة أو قومية متأصلة في الكرم والجود وحب الضيافة اذا تزوج امرأة من قبيلة أو قومية لا تهتم بمثل هذه الأمور، فان الأمر سيولد كثيرا من المشاكل والصعاب داخل الأسرة، فالرجل يحب ان يكون منزله في خدمة الضيوف، بينما لا ترغب زوجته في ذلك أو ليس لها القابلية على خدمة الضيوف بسبب نشأتها في بيئة مخالفة، فيؤول الأمر الى الشجار والنزاع كلما قدم ضيف عليهما، وإذا أصر كل منهما على موقفه ازداد الشجار والنزاع وقد يؤدي الى انفصال العلاقة الزوجية كما حصل في كثير من الأسر.
 ومثال آخر: ان أعراف بعض القبائل تشجع على سكن الابن المتزوج مع أمه وأبيه وإخوانه وأخواته، وتفرض على الزوجة ان تقوم بمراعاة أوامر وتوجيهات جميع العائلة، وتعطي لهم حق التدخل في كل شئ، فلو تزوج رجل من امرأة تنتمي الى قبيلة أو طبقة أخرى تختلف عاداتها وتقاليدها عن قبيلته وطبقته، فالخلاف يكون محتمل الوقوع، كما نراه في الواقع.
وموقف المنهج الإسلامي إزاء هذا الاختيار موقف حيادي، فلا يعطل العادات والتقاليد والرغبات والآمال التي لا تصطدم بنظرته للحياة الزوجية، إلا انه وضع قائمة بالإرشادات والتوجيهات والنصائح وترك حق التنفيذ الى الانسان نفسه، فهو يختار الموقف الأصلح له ولسيرته الزوجية والاجتماعية.
وأول البدء ان المنهج الإسلامي وجه الأنظار للزواج من الأباعد من أجل تقوية النسل والحصول على صفات وراثية جديدة، لان الزواج من القارب اذا تكرر بمرور الزمن فانه يبقى محافظا على نفس الخصائص الوراثية، والتي تؤدي الى ضعف النسل- في كثير من الأحيان- وخصوصا اذا كانت بعض العوائل مصابة بمرض وراثي.
قال رسول الله (ص): «لا تنكحوا القرابة القريبة فان الولد يخلق ضاوياً»( ).
فالزواج من الأقرباء المتكرر عبر أجيال عديدة يؤدي الى ضعف النسل ونحافة الوليد، ودعوة رسول الله (ص) دعوة إرشادية الى تقوية النسل من اجل إدامة الحياة واستمرار حركتها.
ووضع الامام جعفر الصادق (ع) قاعدة كلية في اختيار الزوج دون النظر الى انتمائه العرقي والقومي فقال: «الكفو ان يكون عفيفا وعنده يسار»( ).
وكان رسول الله (ص) يشجع على الزواج القائم على أساس الكفاءة الدينية والخلقية دون النظر الى العوامل الأخرى، فعن الامام محمد الباقر (ع): «ان رجلا كان من أهل اليمامة يقال له: جويبر أتى رسول الله (ص) منتجعاً للإسلام فاسلم وحسن إسلامه، وكان رجلا قصيرا ودميما وعاريا، وكان من قباح السودان، فضمه رسول الله (ص) لحال غربته... ثم ان رسول الله (ص) أمر ان يتخذ للمسلمين سقيفة فعملت لهم وهي الصفة ثم أمر الغرباء والمساكين ان يظلوا فيها نهارهم وليلهم...فكان رسول الله (ص) يتعاهدهم بالبر والتمر والشعير... ان رسول الله (ص) نظر الى جويبر ذات يوم برحمة منه ورقّة عليه، فقال له: يا جويبر لو تزوجت امرأة فعففت بها فرجك وأعانتك على دنياك وآخرتك، فقال له جويبر: يا رسول الله بأبي أنت وأمي من يرغب فيَّ، فو الله ما من حسب ولا نسب ولا مال ولا جمال، فأيّة امرأة ترغب فيّ؟ فقال له رسول الله (ص): يا جويبر إنّ الله قد وضع بالإسلام من كان في الجاهلية شريفاً، وشرّف بالإسلام من كان في الجاهلية وضيعاً وأعزّ بالإسلام من كان في الجاهلية ذليلاً، وأذهب بالإسلام ما كان من نخوة الجاهلية وتفاخرها بعشائرها وباسق أنسابها، فالناس اليوم كلّهم أبيضهم وأسودهم وقرشيّهم وعربيّهم وعجميّهم من آدم وإنّ آدم خلقه من طين، وانّ أحبّ الناس الى الله عزّ وجل يوم القيامة أطوعهم له وأتقاهم، وما أعلم يا جويبر لأحد من المسلمين عليك اليوم فضلاً إلاّ لمن كان أتقى لله منك وأطوع.
ثم قال له: انطلق يا جويبر الى زياد بن لبيد فإنّه من أشرف بني بياضة حسباً فيهم، فقل له: إني رسول الله إليك، وهو يقول لك: زوّج جويبراً ابنتك الذلفاء، فانطلق جويبر برسالة رسول الله (ص) الى زياد بن لبيد ...
فقال له زياد: إنّا لا نزوّج فتياتنا إلاّ أكفاءنا من الأنصار فانصرف يا جويبر حتى القى رسول الله (ص) فأخبره بعذري.
فانصرف جويبر وهو يقول: والله ما بهذا نزل القرآن، ولا بهذا ظهرت نبوة محمد(ص)، فسمعت مقالته الذّلفاء بنت زياد وهي في خدرها، فأرسلت الى أبيها ... فقالت له: والله ما كان جويبر ليكذب على رسول الله (ص) بحضرته، فابعث الآن رسولاً يردّ عليك جويبراً ...
ثم انطلق زياد الى رسول الله (ص) ... فقال له رسول الله (ص): يا زياد جويبر مؤمن والمؤمن كفوّ للمؤمنة والمسلم للمسلمة فزوّجه يا زياد ولا ترغب عنه ... فخرج زياد فأخذ بيد جويبر ثم أخرجه الى قومه فزوّجه على سنة الله وسنة رسوله (ص) وضمن صداقه ...»( ).  
وعن الامام جعفر الصادق (ع) قال: «إنّ رسول الله (ص) زوّج مقداد بن الأسود ضباعة ابنة الزبير بن عبد المطلب، وإنما زوّجه لتتضّع المناكح وليتأسوا برسول الله (ص) وليعلموا ان أكرمهم عند الله أتقاهم»( ).
ولو تتبعنا سيرة الأولياء والصالحين لوجدنا انّ اختيارهم يقع على التوافق الديني والخلقي دون النظر الى الصفات الإضافية الأخرى كالانتماء العرقي أو الطبقي أو القومي، فهم يختارون الزوجة المؤمنة الصالحة سواء من أقاربهم أو غريبة أو من قومية أخرى، وقد وجدنا ان أبناء رسول الله (ص) وأحفاده من ابنته فاطمة الزهراء قد تزوجوا نساء من مختلف القبائل والقوميات، وان أغلب أمهاتهم من غير قريش ومن غير العرب فقد تكون رومية أو فارسية أو سندية، وكان الانسجام والوئام قائماً بينهما على الرغم من اختلاف الانتماء العرقي والقومي.
ومن أجل إدامة المحبة والوئام والالفة والانسجام بين الزوجين المختلفين في انتمائهما، وضع المنهج الاسلامي موازين وقواعد ثابتة للتعامل، ووضع واجبات وحقوق ثابتة تحقق التوافق والانسجام ان روعيت من قبل الزوجين، وبهذه يمكن إزالة جميع ألوان المشاكل التي تعترضهما، وإلاّ فإنّ العلاقة الزوجية لا تستمر في مسيرتها الى نهاية الشوط لاختلاف العادات والتقاليد الحاكمة على كل منهما. 
خامساً: التوافق في العمر
للتوافق في عمر الزوجين دور كبير في خلق الانسجام والوئام في علاقاتهما، ونقصد بالتوافق هو التماثل في العمر، شاب وشابة، وكهل وكهلة، وشيخ وشيخة، وان اختلفا في عدد السنين.
والظاهرة البارزة ان أكثر حالات الزواج يتساوى فيها الزوجان بالعمر أو يزيد عمر الزوج على الزوجة زيادة غير ملحوظة في العرف من خمس الى عشر سنين، أمّا حالات الزواج الأخرى فإنها نادرة كزواج الشابة من كهل أو شيخ، أو زواج الشاب من امرأة تكبره سناً وتزيد على عمره زيادة ملحوظة.
والزواج المفضّل هو الزواج الذي يتوافق فيه الزوجان في العمر، ويكون كل منهما قريباً لشريكه في كثير من مظاهر الشخصية، وفي النظرة الى الحياة والى المجتمع، وفي النظرة الى شريكه، إضافة الى موقفهم من الحاضر والمستقبل، وهم متساوون في الفهم والإدراك والنضج، ومتساوون من ناحية النشاط والحيوية العضلية والذهنية، ومتساوون في الحكم على الأشخاص والمواقف والأحداث، ومتساوون في التفاؤل.
أمّا الاختلاف الشاسع في العمر فانّه كثيراً ما يؤدي الى عدم الانسجام وعدم التوافق الروحي والنفسي، فالشاب مثلاً يمتلك طاقة حيوية جسدية وذهنية أكثر من غيره بينما يميل غيره الى الضعف، وخصوصاً في الطاقة الجنسية التي تلعب دوراً كبيراً في خلق الانسجام عند إشباعها بصورة سليمة. 
والشاب يستغرق في المستقبل، بينما الكهل يستغرق في الحاضر، أمّا الشيخ فانه يستغرق في الماضي ويتخوّف من المستقبل لقربه من الموت، والشاب يتصف بالشجاعة والإقدام والحماس المتزايد، ويتصف الكهل بالاحتياط والتريّث، ويمرّ الشيخ بمرحلة الخوف وتنتابه الهواجس، والشاب قليل التجارب والكهل كثير التجارب والشيخ يصل الى مرحلة النضج بعد التجارب الكثيرة.
والشاب يحب اللعب والمرح والحركة بينما يميل الكهل الى العمل ويميل الشيخ الى الاستراحة.
وهذه الاختلافات تؤدي غالباً الى عدم الانسجام والتفاهم وتكون عائقاً لنجاح الزواج والتكيّف له.
أو يؤدي الاختلاف في العمر الى وفاة أحد الشريكين قبل الآخر كما نلاحظه في الواقع.
فالأحرى بمن يريد الزواج ان يختار من يناسبه في العمر، ليكون قريبا منه في الخصائص والصفات والرغبات.
والمنهج الإسلامي لا يتدخل مباشرة في الاختيار بل ترك الأمر الى الانسان نفسه ليختار من يراه مناسبا له في العلاقة الزوجية، سواء وافقه في العمر أم خالفه.
ولربما يرد السؤال عن زواج رسول الله (ص) من أم المؤمنين عائشة ومن أم المؤمنين صفية بنت حيي بن اخطب وهو يكبرهما سنّاً، وفي الجواب، نقول ان هنالك حكمة من هذا الزواج قدرها رسول الله (ص) في سيرته العملية في بداية الدعوة وفي منتصفها، إضافة الى ان الظروف التي عاشها (ص) تختلف عن ظروفنا الحاضرة، وقد تزوج (ص) خديجة وهي تكبره سناً في ظروف تختلف عن ظروفنا، إضافة الى ذلك ان هنالك مصالح عامة لا نعلمها نحن في نظرتنا الضيقة للحياة.
سادساً: الاختيار على أساس الجمال الجسدي من الحقائق الموضوعية إنّ الرجال أكثر ميلاً الى جمال الجسد ومحاسن البدن من المرأة، فالرجل ميّالاً الى حسن الوجه وحسن الصورة وحسن اللسان وحسن الجسد ككل، أمّا المرأة فإنّها أقلّ ميلاً لمثل هذه الخصائص، والرجل بطبعه أقلّ جمالاً من المرأة من حيث لون البشرة وتقاسيم الوجه، على عكس المرأة فهي أكثر جمالاً منه، وان كان كلّ منهما جميلاً في ذاته.
وقد راعى المنهج الإسلامي هذه الحقيقة فلم يعطّلها أو يبدّلها، وراعى أيضاً بعض المصالح الواقعة في ديمومة الحياة واستمرارها.
قال رسول الله (ص): «إذا أراد أحدكم أن يتزوج فليسأل عن شعرها كما يسأل عن وجهها فانّ الشعر أحد الجمالين»( ). 
ومن أجل إرشاد الناس الى حسن الاختيار الجمالي كان (ص) إذا أراد أن يتزوج امرأة بعث إليها من يحدّد مواصفاتها ويقول للمرسلة: «شمّي عوارضها وانظري الى عرقوبيها»( ).
وفي رواية: «شمّي ليتها»، وهي صفحة العنق( ).
والعرقوب: عصب موثق خلف الكعبين.
ووجّه أمير المؤمنين (ع) الأنظار الى بعض الخصائص الجذّابة في جسد المرأة وقال: «تزوّجوا عيناء سمراء مربوعة عجزاء فان كرهتها فعليّ الصداق»( ). 
ومن خلال استطلاع آراء الشباب وجدنا ان الأغلبية منهم يرغبون في هذه الصفات مجتمعة.
وراعى رسول الله (ص) رغبة الرجال في الزواج من الباكر، فقال: «تزوّجوا الابكار فإنهنّ أطيب شيء أفواهاً»( ).  
وقال (ص): «أفضل نساء أمتي أصبحهنّ وجهاً وأقلهنَّ مهراً»( ).
وراعى (ص) الرغبة العامة والمصلحة العامة في امتداد النسل البشري وقدّمها على الجمال ان دار الأمر بين الخيارين.
قال (ص): «تزوّجوا بكراً ولوداً، ولا تزوجوا حسناء جميلة عاقراً؛ فاني أباهي بكم الأمم يوم القيامة»( ).
وراعى (ص) ميل الرجل الى قوة المرأة الجنسية، فحثّ على اختيار الشديدة الرغبة في المباشرة الجنسية.
قال (ص): «خير نسائكم العفيفة الغلمة»( ).
ومن أجل إشباع هذه الرغبة فانّ المنهج الإسلامي جوّز النظر الى الجنس المقابل حين الخطبة، سواء كان نظراً الى الوجه أو الشعر أو الى الجسم من خلف الثياب الرقيقة؛ ليتعرف الرجل الأكثر ميلاً للجمال على محاسن ومفاتن المرأة المراد التزوّج منها.
ولهذا حرّم الاسلام تدليس المرأة بإظهارها بمظهر غير مظهرها الحقيقي، وحثّ على الصدق في تبيان العيوب البدنية لكل منهما.
 
الاختيار على أساس الوراثة والبيئة
الاختيار المفضل هو الاختيار القائم على أساس الدقّة في متابعة العوامل الأساسية المؤثرة في تكوين الشخصية، وهي الوراثة والبيئة الاجتماعية.
وهذه العوامل لها تأثيرها الواضح على تكوين الشخصية بجميع مقوماتها الفكرية والعاطفية والسلوكية، وبمعنى أخر إنّ لها تأثيراً على صحة الانسان البدنية والنفسية، وهي التي تحدّد نظرته للحياة وللمجتمع، وتحدّد رغباته ودوافعه، وتحدّد مزاجه النفسي وتوازنه العاطفي، ولها دور كبير في تحديد ضميره وإنسانيته.
ويمكن وضع قانون واقعي يحدّد تأثير هذين العاملَين:
الوراثة * البيئة = الشخصيّة
وقد أكّد المنهج الاسلامي على هذا الاختيار واعتبره من أهم الاختيارات المفضّلة، وهو الجامع لأغلب، بل لجميع عوامل الاختيار المتقدمة.
وهذا الاختيار منسجماً مع طبيعة الانسان الذي يميل الى اختيار شريك حياته من الأسر الكريمة العريقة ومن البيئة الصالحة  - ان ساعدته الظروف الموضوعية على ذلك- وهذا الميل وليد تفاعلات عديدة تبدأ عملها منذ عهد الطفولة ثم تتبلور أكثر فأكثر في هذين العاملَين.
والتأكيد على هذين العاملين ظاهرة بارزة في توجيهات رسول الله (ص).
قال (ص): «تخيّروا لنطفكم فإنّ العِرقَ دسّاس»( ).    
ومصطلح (العرق) يقابله في الاصطلاح المعاصر مصطلح الجينات genes، والتي تحملها الصبغيات (الكروموسومات) chromosomes، التي تحويها نواة الخلية الناجمة عن البويضة الأنثوية ovum المخصّبة من الحيوان المنوي الذكري sperm.
والأبناء من حيث البناء والتكوين يتأثرون بالصفات الوراثية التي يحملها الآباء والأمهات وان علو، سواء كانت صفات نفسية وعقلية أو جسمية وبدنية، وهذا ما أشار إليه رسول الله (ص) من أنّ العرق دسّاس.
وقد اثبت (ص) ان للآباء والأجداد وان بعدوا تأثيراً على بناء الشخصية.
وقد فسّر الامام جعفر الصادق (ع) ظاهرة الانتقال الوراثي بصورة أكثر تفصيلاً، وأثبت ان لجميع الأجداد دوراً في انتقال الصفات الوراثية، وهو أشارة الى الصفة الوراثية المنتحية أي المختفية في أحد الأجيال السابقة وراء الصفة المتغلبة، ويطلق على الأولى recessive trait  وعلى الثانية dominant trait.
قال (ع): «ان الله تبارك وتعالى إذا أراد أن يخلق خلقاً جمع كل صورة بينه وبين أبيه الى آدم ثم خلقه على صورة أحدهم، فلا يقولنّ أحد هذا لا يشبهني، ولا يشبه شيئاً من آبائي»( ).
والمقصود من الصورة هي الصفة الوراثية النفسية أو الجسدية فلو ان صفة متنحية بقيت على وضعها عدة أجيال فإنها ستظهر إن وجدت معها صفة متنحية أخرى حين الإخصاب، والعقل لا يمنع من وجود صفة متنحية استمرت على وضعها المتنحّي عدة أجيال.
وقد أثبت العلماء المعاصرون صحة هذه النظرية - التي صاغها الامام جعفر الصادق(ع)- فالشخص يرث من جميع أجداده، وقد تظهر فجأة بعض الصفات الشخصية التي لم تظهر لعدة أجيال( ).
وان وراثة المولود لا يحدّدها أبواه المباشران فقط بل هو يرث من جدوده وآباء جدوده وجدود جدوده وهكذا ... أن أثر الجدود الأبعاد يقلّ كل ما زاد بعدهم، وعلى هذا نستطيع القول بأن نصف الوراثة من الأبوين وربعها من الجدود وثمنها من آباء الجدود وهكذا( ). 
وكلّما قرب الحامل للصفات الوراثية من الوليد كلّما زاد أثره وقد أشار رسول الله(ص) الى هذه الحقيقة العلمية.
قال الامام جعفر الصادق (ع): «قال رسول الله (ص): اختاروا لنطفكم فانّ الخال أحد الضجيعين»( ).
وقال أيضاً: «تخيّروا لنطفكم فانّ النساء يلدن أشباه أخوانهنّ وأخواتهنّ»( ).


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


سعيد العذاري
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2011/01/15



كتابة تعليق لموضوع : شريك الحياة = شريكة الحياة
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net